كشفت البيانات الحكومية عن تغيُّر كبير في مستويات التلوث في الهند خلال الأيام التي تلت إعلان الحكومة حظراً صحياً وإغلاقاً وطنياً بسبب تفشي فيروس كورونا، الذي أودى بحياة 35 هندياً، وأصاب حوالي 1300 شخص حتى الأربعاء 1 أبريل/نيسان 2020.
حسب تقرير لموقع CNN الأمريكي، دفع هذا البلد الذي يقدر عدد سكانه بـ1.3 مليار نسمة إلى التوقف الكامل تقريباً، ما منح علاجاً مؤقتاً لقضية صحية ملحة أخرى، ألا وهي مستويات التلوث الخانقة.
أكبر إغلاق على مستوى العالم
الإغلاق الأكبر على مستوى العالم يعني أن جميع المصانع، والمحلات، وأماكن العبادة مغلقة الآن، وأغلب وسائل النقل العام معطلة، وأعمال البناء متوقفة، يأتي هذا في إطار طلب الهند من سكانها البقاء في منازلهم وممارسة التباعد الاجتماعي. حتى الآن تخطى عدد الإصابات المؤكدة في الهند 1300، توفي منهم 35 حالة.
بالفعل، تُظهر البيانات أن المدن الرئيسية تسجل الآن معدلات أقل بكثير من الجسيمات المجهرية الضارة، المعروفة بالجسيمات المعلقة 2.5، وكذلك ثاني أكسيد النيتروجين الذي تطلقه المركبات ومحطات الطاقة.
تُعدُّ الجسيمات المعلقة 2.5، والتي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر خطيرة بشكل خاص، نظراً لإمكانية دخولها عميقاً في الرئة، وكذلك تسللها إلى غيرها من الأعضاء وإلى مجرى الدم، ما ينجم عنه مخاطر صحية جسيمة.
كما أن الانخفاض المفاجئ في الملوثات، وظهور السماء الزرقاء الصافية يشير إلى تغير بالغ في الهند، التي تضم 21 من أصل 30 مدينة من أكثر المدن تلوثاً حول العالم، وفقاً للتقرير العالمي لجودة الهواء 2019.
تراجع مستويات التلوث في البلاد
تظهر البيانات الحكومية أن متوسط تركيز المواد المعلقة 2.5 بنسبة 71% قد انخفض في غضون أسبوع في العاصمة الهندية نيودلهي، إذ قلت من 91 ميكروغراماً للمتر المكعب في الفترة من 20 مارس/آذار، إلى 26 ميكروغراماً يوم 27 مارس/آذار بعد بدء الإغلاق.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية تعتبر أي نسبة ترتفع عن 25 غير آمنة.
مركز أبحاث الهواء النقي والطاقة (CREA) -وهو جزء من وزارة البيئة الهندية- كان قد تولى جمع البيانات الخاصة بالمجلس المركزي لمكافحة التلوث (CPCB).
أيضاً، انخفض تركيز ثاني أكسيد النيتروجين من 52 ميكروغراماً للمتر المكعب إلى 15 في الفترة نفسها، وهو انخفاض بنسبة 71%.
قال جيوتي باندي لافاكار، أحد مؤسسي المنظمة الهندية البيئة المعنية بصحة الهواء، ومؤلف كتاب (Breathing Here is Injurious To Your Health) الذي سيصدر قريباً: "لم أر مثل تلك السماء الزرقاء في دلهي خلال السنوات العشر الماضية قط. إنها لَبارقة أمل في ظل هذه الأزمة القاسية أن نستطيع الخروج والتنفس".