أبدت جماعة الحوثي اليمنية، الخميس 26 مارس/آذار 2020، استعدادها للإفراج عن 5 سعوديين بينهم طيار، مقابل الإفراج عن أعضاء في حركة "حماس" الفلسطينية موقوفين لدى المملكة.
جاء ذلك في خطاب متلفز ألقاه زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، بثته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة، في الذكرى الخامسة لانطلاق عمليات التحالف العربي في اليمن.
إذ قال الحوثي: "نعلن استعدادنا الإفراج عن أحد الطيارين السعوديين وأربعة من ضباط وجنود النظام السعودي، مقابل الإفراج عن المعتقلين المظلومين من أعضاء حركة حماس في السعودية"، وأضاف: "نؤكد جاهزيتنا التامة لإنجاز عملية تبادل الأسرى التي دأب العدوان على التنصل منها".
والسعوديون هم أسرى لدى جماعة الحوثي، تم أسرهم في أوقات سابقة، فيما لا يُعرف مجمل عدد الأسرى السعوديين لدى الجماعة. فيما لم يصدر على الفور تعليق من قبل الجانب السعودي أو حركة "حماس" حول الموضوع.
كانت "حماس" قد أعلنت في أوقات سابقة، أن الرياض تحاكم عدداً من أعضائها، بدعوى "الانتماء لتنظيم إرهابي، وجمع الأموال".
الحوثي دعا التحالف العربي لإيقاف الحرب
من جهة أخرى، دعا زعيم الحوثيين التحالف العربي الذي تقوده السعودية إلى إيقاف الحرب ضد جماعته في اليمن، مطالباً المملكة بإعادة النظر في علاقته بجماعته.
قال بهذا الخصوص: "لا بد من موقف واضح لوقف العدوان، وليس إطلاق التصريحات مع الاستمرار في الغارات والحصار والاحتلال"، مبدياً استعداد جماعته للتوصل إلى "خيار السلم".
كما وجه الحوثي دعوة إلى "الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته بالعودة إلى اليمن"، مشيراً أن "تحالف العدوان يذل الخونة ويقهرهم، والوضعية التي هم فيها لا تدعوهم للتشبث بها"، وفق تعبيره.
قال الحوثي أيضاً إنّ النظام السعودي يمارس أيضاً انتهاكات بحق الفلسطينيين، "ويحاكم المختطفين الفلسطينيين بتهمة دعم جهة إرهابية ويقصد المجاهدين".
ترحيب متبادل بالهدنة
إلى ذلك، رحّب الطرفان المتحاربان في اليمن بدعوة الأمم المتحدة إلى هدنة فورية، الخميس، مع دخول البلاد عامها السادس في الحرب التي خلقت أزمة إنسانية، وأضعفت اليمن في مواجهة أي انتشار لفيروس كورونا.
إذ قال التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، يوم الأربعاء، إنه يساند قبول الحكومة اليمنية لنداء الأمم المتحدة. كما رحبت حركة الحوثي المتحالفة مع إيران بهذا الموقف، وقالت إنها تتمنى أن يُطبّق على أرض الواقع.
كما لم توثق حتى الآن أي حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد في اليمن، الذي سقط فيه أكثر من 100 ألف قتيل، وأصبح الملايين على شفا المجاعة بسبب الحرب.
بعد الدعوة التي أطلقها أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار على مستوى العالم لمحاربة وباء كورونا، حثّ الطرفان المتحاربان في اليمن على وقف العمليات العسكرية، واستئناف محادثات السلام التي عقدت آخر جلساتها، في ديسمبر/كانون الأول من العام 2018.
وقال العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف الذي تدخل في اليمن في مارس /آذار 2015، في بيان، إن التحالف يؤيد المساعي الرامية لوقف إطلاق النار والتهدئة وإجراءات بناء الثقة والعمل من أجل منع انتشار فيروس كورونا.
ورحّب محمد علي الحوثي أحد كبار المسؤولين في جماعة الحوثي في تغريدة، يوم الأربعاء، ببيان التحالف، وقال إن الحركة تنتظر تطبيقه عملياً.
وكان اليمن شهد هدوءاً على صعيد العمليات العسكرية، بعد أن بدأت السعودية والحوثيون محادثات عبر القنوات الخلفية في أواخر العام الماضي. لكن حدث تصاعُد في العنف في الآونة الأخيرة يُهدد اتفاقات سلام هشة في مدن ساحلية مهمة.