كشفت صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 20 مارس/آذار 2020، أن أرملة رجل ياباني تقاضي الحكومة اليابانية؛ لزعمها أنها دفعت بزوجها إلى الانتحار، بإجباره على تزوير مستندات تربط بين رئيس الوزراء شينزو آبي، وزوجته، بفضيحة فساد ما زال التحقيق فيها مفتوحاً.
حسب تقرير للصحيفة البريطانية، فإنه منذ عامين، انتحر توشيو أكاجي (54 عاماً)، وهو موظف في وزارة الصحة، بعد أن كتب عن الضغط الشديد الذي مارسه عليه أحد كبار المسؤولين. ووصف أنه طُلب منه إزالة اسم آكي زوجة آبي من وثائق تربطها بفضيحة غامضة تتعلق بشراء أرض من داعمي رئيس الوزراء.
كتب في مستندات كشفت عنها أسرته ونشرتها في مجلة يابانية: "تصر وزارة المالية على شهادة الزور بالمجلس التشريعي وفي الأماكن الأخرى"، مضيفاً: "هذا أمر مخيف لدرجة أنني سأفقد عقلي.. الوداع".
اقرأ أيضاً
تفاصيل ملف الفساد
تتمحور الفضيحة حول حضانة خاصةٍ اسمها "Moritomo Gakuen"، في أوساكا علّمت التلاميذ الصغار الوطنية والتضحية بالنفس، والقيم التي سادت قبل الحرب في اليابان العسكرية، وهي القيم التي يتعاطف معها آبي البالغ من العمر 65 عاماً علناً.
في الشهر الماضي، أُدين الزوجان اللذان أسسا الحضانة، بالاحتيال بشأن خطة مَدرسة أخرى تستند أيضاً إلى منهج قومي. بيعت لهما أرض من أجل المدرسة الجديدة من الحكومة الوطنية مقابل سعر زهيد دون مبرر، وكان السعر 134 مليون ين ياباني (1.22 مليون دولار أمريكي)، وهو ما يعتبر أقل من سُبع قيمتها.
قال سياسيو المعارضة إن التخفيض بسعر الأرض جاء في صورة مجاملة سياسية من حكومة آبي القومية. كانت "مديرة المدرسة الشرفية" للحضانة هي آكي آبي.
في شهادة أمام البرلمان تحت القَسم، قال ياسنوري كاجويكي، مؤسس المدرسة، إن آكي (57 عاماً)، أعطته مظروفاً به مليون ين، على هيئة تبرع شخصي من رئيس الوزراء.
لطالما أنكر آبي وزوجته باستمرار، هذا الادعاء، لكن وزارة المالية اعترفت مؤخراً بأن الوثائق المرسلة إلى البرلمان بشأن بيع الأرض تعرضت للتزوير؛ لمحو أسماء زوجة آبي وسياسيين آخرين. وحُذفت أيضاً إشارات إلى "الطبيعة الخاصة" لصفقة بيع الأرض، و"محتواها الاستثنائي".
اقرأ أيضاً
الضغوط التي مورست على موظف الضرائب
في عام 2018، قال ميتسورو أوتا، المدير العام لأحد مكاتب وزارة المالية، للبرلمان، إن أحد كبار المسؤولين في الوزارة اتصل بمحامي المدرسة وطلب منهم تفسيراً عُرِف أنه محض كذبة، وهو أن الأرض احتوت في باطنها على نفايات تتطلب إزالتها.
نوبوهيسا ساغاوا، الذي كان وقتها موظف وزارة المالية المسؤول عن القسم الذي أرسل المستندات المزورة، حصل على ترقية في عام 2017 وأصبح رئيس هيئة الضرائب.
ثم استقال بعد أن تأكد تزوير المستندات، لكنه دائماً ما كان يصر على أن العمل أنجزه مرؤوسوه دون علمه.
وفقاً للمستندات التي تركها أكاجي، فقد كان الخوف من توجيه اللوم في النهاية إلى صغار الموظفين، هو ما قاد أكاجي إلى الانتحار. وكتب: "هي مملكة موظفي وزارة المالية"، مضيفاً: "في النهاية، سيُضحَّى بأصحاب الدرجات الأدنى. يا له من عالم نعيش فيه!". وأضاف: "يداي ترتعشان. إنه أمر مرعب! حياتي، حياتي الغالية، نقطة".
أعلن المدعون في العام الماضي، أنهم لن يوجهوا أي تهم إلى ساغاوا. لكن أرملة أكاجي تقاضيه هو والحكومة وتطالب بتعويضات قيمتها 110 ملايين ين (مليون دولار).
تارو آسو، نائب آبي، ووزير المالية في الوقت نفسه، الذي تعرَّض لضغط لتقديم استقالته بسبب الفضيحة، رفض بالأمس إعادة فتح التحقيق في القضية.