حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مساء الخميس 19 مارس/آذار 2020، من أن "الركود الاقتصادي العالمي في ظل تفشي فيروس كورونا أصبح شبه مؤكد، وربما بمعدل قياسي".
في مؤتمر صحفي عقده غوتيريس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع الصحفيين المعتمدين بالمنظمة الدولية في نيويورك، حذر من أن يتسبب الفيروس بوفاة ملايين الأشخاص ما لم تعزز حكومات الدول جهودها للسيطرة على انتشاره.
تصريحات غوتيريس
كما أوضح غوتيريس أن "الأمم المتحدة تواجه أزمة صحية عالمية لا مثيل لها في تاريخها البالغ 75 عاماً، وهي أزمة تنشر المعاناة في أوساط البشرية، وتؤثر على الاقتصاد العالمي، وتقلب حياة الناس، والركود الاقتصادي العالمي أصبح شبه مؤكد، وربما بمعدل قياسي". وأردف قائلاً: "ذكرت منظمة العمل الدولية للتو أن العمال في جميع أنحاء العالم يمكن أن يخسروا ما يصل إلى 3.4 تريليون دولار من الدخل بحلول نهاية 2020″، مضيفا أن "هذه، قبل كل شيء، أزمة إنسانية تتطلب التضامن (..) وتتطلب إجراءات سياسية منسقة وحاسمة ومبتكرة من الاقتصادات الرائدة في العالم".
ورحب غوتيريس بقرار قادة مجموعة دول العشرين عقد قمة طارئة الأسبوع المقبل، للاستجابة للتحديات التي يفرضها "كورونا".
دعوة إلى قادة العالم: عدو مشترك
وجه غوتيريس دعوة إلى قادة دول المجموعة لتقديم استجابة عاجلة ومنسقة لهذه الأزمة العالمية. وحدد غوتيريس في هذا الصدد 3 مجالات حاسمة للعمل، هي: مواجهة الطوارئ الصحية، والتركيز على معالجة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للأزمة والتعافي منها، والامتناع عن إغراء اللجوء إلى الإجراءات الحمائية٫ مؤكداً أن الوقت المناسب لتفكيك الحواجز التجارية بين الدول قد حان، إذ قال: "إننا نشهد وضعاً غير مسبوق، ولم تعد القواعد العامة تنطبق، كما لا يمكننا اللجوء إلى الأدوات المعتادة في مثل هذه الأوقات غير العادية. يجب أن يتناسب إبداع الاستجابة مع الطبيعة الفريدة للأزمة، ويجب أن يتناسب حجم الاستجابة مع حجم الأزمة"، مضيفاً أن العالم في حالة حرب حالياً مع عدو مشترك، وتابع محذراً: "إذا ما سمح للفيروس بالانتشار مثل حرائق الغابات، فسوف يُقتل الملايين، لا سيما في المجتمعات الأكثر ضعفاً".
آخر تطورات كورونا
حتى مساء الخميس 19 مارس/آذار 2020، أصاب كورونا نحو 241 ألف شخص في 177 بلداً وإقليماً، بينهم أكثر من 9900 وفاة، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.