يعيش البيض الطازج فترةً تتراوح بين ساعتين وعامٍ كامل، بحسب المكان الذي اشتريتِه منه وطريقة تخزين البيض. ولكن ما هي مدة صلاحية البيض الطازج؟
يُمكن أن يعيش البيض الذي اشتريتِه من متجر البقالة أو سوق المزارعين، لأسابيع داخل الثلاجة، أي أطول عادةً من فترات الصلاحية المطبوعة على العلبة. وفي حال كُسر البيض وجمّد الصفار والبياض، فسوف يعيش البيض فترةً أطول بكثير.
فالمهم هنا هو تخزين البيض بالشكل الصحيح.
وتكشف التوجيهات التالية من وزارة الزراعة الأمريكية عن المدة التي يُمكنك تخزين البيض خلالها دون أن يفسد أو يفقد نكهته:
هل يجب وضع البيض في الثلاجة؟
يحتوي البيض الطازج على غلاف طبيعي رطب يُدعى "الجليدة"؛ للمساعدة في حمايته من البكتيريا. وفي حال غسل البيض، يختفي ذلك الغشاء وتصير البيضة مسامية وضعيفة.
ويُمكن أن يحمل البيض الطازج بكتيريا السالمونيلا على قشرته. وتُسبِّب السالمونيلا مرضاً ينتقل عن طريق الطعام ويُؤدّي إلى الغثيان والقيء وآلام المعدة والإسهال والحمى.
ويمرض الناس عادةً بس تناولهم بيضاً نيئاً أو غير مطهي جيداً، أو منتجات بيض ملوّثة بالبكتيريا، بحسب ما نشره موقع Mother Nature Network.
وفي السبعينيات، دفعت المخاوف من التلوّث والبيض الفاسد وزارة الزراعة الأمريكية إلى مطالبة كبار مُنتجي ومُعالجي البيض بأن يغسلوا البيض، ويُعقّموه، ثم يُبرّدوه فوراً. وسرعان ما بدأت كندا واليابان والدول الاسكندنافية بغسل بيضها أيضاً.
ولكن غالبية دول الاتحاد الأوروبي لم تكُن تغسل البيض أو تضعه في الثلاجة، حتى داخل المتاجر. إذ كان كثير من الأوروبيين يعتقدون أن البيض محميٌّ من البكتيريا بفضل غلاف القشرة، الذي يظل سليماً ويُساعدهم على حفظ البيض لأسابيع في درجة الحرارة العادية.
فضلاً عن أنّ عديداً من الدول كانت تُلزِم مزارعي الدواجن بتلقيح الدجاج ضد السالمونيلا.
وبفضل هذا الغلاف الواقي، يقول كثيرون ممن يُربون الدجاج في المنزل -أو يبيعون البيض الطازج في سوق المزارعين- إنّ الأكثر أماناً هو الاحتفاظ بالبيض دون غسله على منضدة أو داخل غرفة المؤن. وهم مُقتنعون بأنّ الجليدة الواقية تحمي البيض من البكتيريا طالما لم تُزِلها بغسل البيضة.
لكن ديان جونز، خبيرة تقنية الأغذية في وكالة Agricultural Research Service البحثية بأثينا في جورجيا، قالت إنّ الأبحاث أظهرت أن الجليدة تتدهور بمجرد أن تضع الدجاجة البيضة.
وأضافت في تصريحها: "نحن نعلم أنّ الجليدة تجف وتزول، ونعرف كذلك من وجهة النظر التطورية أنها ليست هناك لحماية البيض من السالمونيلا؛ بل للسيطرة على التنفس في أثناء فترة الحضانة".
ووضع البيض في الثلاجة يحميه من البكتيريا، ويُحافظ على جودته أيضاً.
ففي دراسةٍ نشرتها دورية Poultry Science العلمية، قارنت ديان وفريقها بين الكيفية التي يُخزّن بها البيض في الولايات المتحدة والطريقة بأوروبا، إلى جانب مختلف تكتيكات تخزين البيض.
ووجد الفريق أن الطريقة الأمريكية هي الأكثر فاعلية، حتى في أعقاب فترات تخزين تصل إلى 15 أسبوعاً أو أكثر.
وفحص الباحثون 5.400 بيضة، ليجدوا أن البيضات التي غُسِلَت ووُضِعت في الثلاجة كانت ما تزال بيضات من الدرجة أ (أي عالية الجودة للغاية) بعد مرور 15 أسبوعاً في المتوسط. أما البيضات التي حُفِظَت في درجة حرارة الغرفة، فقد تراجع تصنيفها من الدرجة أأ (أعلى جودة مُمكنة) إلى الدرجة ب (أدنى جودة مُمكنة) في غضون أسبوعٍ واحد. كما فقد ذلك البيض 15% من وزنه بعد 15 أسبوعاً.
وقالت ديان: "الفكرة هنا في الأساس هي أن جودة البيض تظل عالية مع التبريد، وتتراجع سريعاً من دونه".
تخزين البيض الطازج
حين تشترين البيض من المتجر، تأكَّدي أولاً أنّه لا يحتوي على أي شقوق. إذ يمكن أن تسمح القشرة المكسورة بدخول البكتيريا. وفي حال كسر أي بيض خلال طريقك إلى المنزل، تنصح وزارة الزراعة بوضع محتوياته في وعاءٍ نظيف وتغطيته بإحكام. ثم وضعه في الثلاجة واستخدامه في غضون يومين.
وربما يكون من المغري استخدام درج البيض المُدمج في ثلاجتك، ولكن البيض يجب أن يظل دائماً في علبته الكرتونية؛ إذ إنّ الكرتون مُصمّمٌ لحماية البيض من التشقّق أو امتصاص رائحة الأطعمة الأخرى في ثلاجتك.
وخزّني البيض في المكان الأكثر برودة، داخل الثلاجة وليس في الباب. ويجب أن تكون درجة حرارة الثلاجة أربع درجات مئوية أو أقل.
ولا تغسلي البيض الذي اشتريتِه من المتجر قبل تخزينه أو استخدامه. أما إذا كان لديك بيضٌ طازج غير مغسول، فيجب غسله قبل استخدامه. وتنصح جامعة نبراسكا لينكولن بالتالي:
– غسل البيض برفق في ماء تتراوح درجة حرارته بين 32 و49 درجة مئوية، وباستخدام قفازات مطاطية، لمدة 30 ثانية مع مُنظف غير مُعطر.
– غمس البيض في محلول يحتوي على ملعقة كبيرة من المُبيض مع 3.7 لتر من الماء الساخن.
– شطف البيض جيداً، ثم وضعه في الثلاجة.
كيف تعرفين إذا كانت البيضة صالحةً أم فاسدة؟
تحققي من تاريخ انتهاء صلاحية البيض
تحقَّقي دائماً من تاريخ الصلاحية على العلبة الكرتونية قبل شراء البيض من المتجر وإحضاره إلى منزلك.
لا تزيد فترات الصلاحية على 30 يوماً منذ يوم تخزين البيض في العلبة عادةً، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية. لكن البيض يستطيع العيش أكثر من ذلك بكثير.
وفي حال خزّنتِ البيض ووضعتِه في الثلاجة بالشكل الصحيح، يمكن أن يعيش البيض الطازج داخل قشرته فترةً تتراوح بين ثلاثة وخمسة أسابيع. وربما تتراجع جودة البيضة بمرور الوقت، ولكنّها تظل صالحةً للأكل.
أجري اختبار الشم
يُمكنك معرفة أنّ البيض قد فسد، فقط من خلال الرائحة النفّاذة التي ستنبعث من ثلاجتك. ولكنّ أفضل طريقة لإجراء اختبار الشم هي من خلال كسر البيض في وعاء والنظر إليها بحثاً عن المظهر غير المعتاد أو الرائحة السيئة، وفقاً لوزارة الزراعة.
كيف تُجرين اختبار طفو البيض؟
لا تحتوي البيضة الطازجة على أي خلية هوائية بداخلها بمجرد وضعها. ولكن جيباً من الهواء يتشكّل عادةً بالجانب الأكبر من البيض بين أغشية القشرة الداخلية، بالتزامن مع برودتها.
وحين تكبُر البيضة في العمر، يمتص صفار البيض سائلاً من بياض البيض. ومع تبخُّر الرطوبة وثاني أكسيد الكربون من خلال مسام البيضة، يخترق مزيد من الهواء القشرة ويسمح لخلية الهواء بالنمو.
ولمعرفة عمر بيضتك، يُمكنك قياس حجم جيب الهواء عن طريق إجراء اختبار الطفو. ويحدث ذلك عن طريق إسقاط البيضة النيئة في كوبٍ من الماء.
– إذا ظلّت البيضة في قاع الكوب أفقياً، فهي طازجةٌ للغاية.
– إذا لم تكُن طازجة للغاية، فسوف تميل قليلاً في وضعٍ نصف أفقي.
-وإذا كانت قديمة، فسوف تطفو إلى الأعلى في وضعٍ رأسي.