يتوقع رئيس الوزراء الماليزي السابق، مهاتير محمد، الذي ساهم بسياساته في تعافي ماليزيا من الأزمة المالية الآسيوية عام 1997، أن تؤثر جائحة فيروس كورونا الحالية بشكل أكبر على الاقتصاد العالمي.
تفاصيل أكثر: مهاتير وفي مقابلة مع شبكة بلومبيرغ الأمريكية، الإثنين 16 مارس/آذار 2020، قال إن انتشار كورونا "أسوأ من الأزمة المالية. وضربة قاصمة لاقتصادات العالم بأسره".
بذلك ينضم مهاتير إلى قادة العالم الآخرين في التنبيه إلى أن تأثير الفيروس قد يكون أسوأ من فترات الاضطرابات السابقة.
فمن جانبها، حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد هذا الشهر من أن التداعيات الاقتصادية قد تكون مشابهة للأزمة المالية العالمية لعام 2008، فيما قال رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ إنها قد تكون أسوأ.
أشار مهاتير في المقابلة إلى أن "ثقة المستثمرين منخفضة للغاية لا في ماليزيا فقط بل في العالم أجمع. لأنه إذا استثمرت ولم تتمكن من البيع، فلن تستثمر"، مضيفاً أنه من المرجح أن يقتصر تركيز المستهلكين على المنتجات الغذائية والصحية، التي قد تستمر في جذب بعض الاستثمارات.
كان مهاتير يحكم ماليزيا حتى استقالته الفجائية في فبراير/شباط 2020، التي أدت إلى صراع على السلطة نتج عنه تولي محيي الدين ياسين منصب رئيس الوزراء مدعوماً بتحالف متنوع يضم أحزاباً من مختلف الائتلافات الحاكمة والمعارضة. وشكك مهاتير في قدرة الحكومة الجديدة على إنعاش اقتصاد البلاد، وقال: "هذا ليس بالوقت المناسب للاستيلاء على الحكومة. لم تشهد البلاد مثل هذه الحالة من قبل".
تشير آخر بيانات رسمية صادرة عن ماليزيا، الإثنين 16 مارس/آذار 2020، تسجيل 125 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، معظمها مرتبط بحفل ديني حضره حوالي 16 ألف شخص.
بذلك يرتفع عدد الإصابات الجديدة في البلاد إلى 553 لتظل الأكثر تضرراً في منطقة جنوب شرق آسيا.
عودة للوراء: جديرٌ بالذكر أن أزمة عام 1997 أدت إلى اضطرابات مالية وسياسية واسعة النطاق في آسيا، فقد أصبح الملايين من الناس تحت خط الفقر بعد انكماش الاقتصادات وهبوط قيمة العملات، فيما انهارت الحكومات في المنطقة.
كانت ماليزيا بحالة أفضل نسبياً، حيث انتعش نموها الاقتصادي في غضون عام واحد فقط، وكان مهاتير (94 عاماً) الزعيم الذي خدم لأطول مدة في البلاد، مهندس ضوابط رأس المال في ماليزيا عام 1998، التي انتقدها كثيرون في ذلك الوقت، لكن مسؤولي صندوق النقد الدولي أقروا في وقت لاحق بأن هذه الإجراءات وضعت ماليزيا في المقدمة.
كورونا في العالم: تسبب فيروس كورونا في أضرار اقتصادية على مستوى العالم، أبرزها تأثيره على أسعار النفط، التي انخفضت بسببه إلى جانب حرب الأسعار بين روسيا والسعودية.
عطّل الفيروس الحياة في العديد من بلدان العالم التي قررت وقف الرحلات الجوية وإغلاق الحدود والمراكز الترفيهية، فضلاً عن تعليق التدريس وتخصيص أموال ضخمة من الميزانية لمواجهة الفيروس.
في 11 مارس/آذار 2020، صنفت منظمة الصحة العالمية كورونا "جائحة"، وهو مصطلح علمي أكثر شدة واتساعاً من "الوباء العالمي"، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس، وعدم انحصاره في دولة واحدة.
أما عن عدد ضحايا كورونا، فقد قتل الفيروس في جميع أنحاء العالم حتى صباح الإثنين 16 مارس/آذار 2020، 6513 شخصاً، في حين بلغ عدد المصابين 169387، أما عدد الذين تعافوا من الفيروس فوصل إلى 77257.