قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة 13 مارس/آذار 2020، إن أوروبا باتت الآن بؤرة تفشي وباء فيروس كورونا، الذي حصد أرواح خمسة آلاف في جميع أنحاء العالم، واصفة الأمر بأنه "منعطف مأساوي". وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسيوس، خلال مؤتمر صحفي افتراضي إن المنظمة ستدشن خطة استجابة وتضامن لمكافحة المرض.
سيتيح هذا للأفراد والمنظمات المساعدة في تمويل شراء الكمامات والقفازات والسترات والنظارات الطبية للعاملين في المجال الصحي، بالإضافة إلى معدات التشخيص والاستثمار في البحث والتطوير، بما في ذلك في مجال اللقاحات.
عشرات الوفيات ومئات الإصابات الجديدة
ذكر مصدران مطلعان أن عدد الوفيات بفيروس كورونا في إقليم لومبارديا بشمالي إيطاليا، أشد أقاليم البلاد تضرراً بالفيروس، ارتفع من 744 إلى 890 شخصاً في يوم واحد.
كما أضاف المصدران، وفق ما نقلته وكالة رويترز، أن عدد حالات الإصابة الجديدة في الإقليم الذي يضم مدينة ميلانو، العاصمة المالية للبلاد، ارتفع بواقع 1095 حالة، لكنهما أوضحا أن 569 عينة لم تخضع للفحص بعد.
بينما أعلنت وزارة الصحة البريطانية، الجمعة، تسجيل 208 إصابات جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد بذلك إلى 798، قالت الوزارة، في بيان، إن فحص كورونا أجري على 32 ألفاً و771 شخصاً، موضحة أن 31 ألفاً و793 منهم كانت نتائج تحاليلهم سلبية.
فيما قال قصر بكنغهام إن الملكة إليزابيث ألغت كل ارتباطاتها العامة، الأسبوع القادم، بسبب تفشي فيروس كورونا. وأوضح في بيان "في إجراء وقائي منطقي ولأسباب عملية في ظل الظروف الراهنة، يتم إجراء تغييرات في الالتزامات اليومية للملكة في الأسابيع القادمة".
كما قال القصر "بالتشاور مع الأسرة الطبية والحكومة، سيتم تغيير موعد زيارة صاحبة الجلالة القادمة لتشيشاير وكامدن.. ستستمر الاجتماعات كالمعتاد".
بينما أعلنت وزارة الصحة النرويجية، الجمعة، تسجيل أول وفاة بـ"كورونا" وارتفاع حالات الإصابة بالفيروس من 620 إلى 864. وأوضحت الوزراة، في بيان، أن 59 عاملاً بالقطاع الصحي أصيبوا بالفيروس أثناء علاج المصابين به.
من جانبها، أعلنت إدارة الصحة الدنماركية، اليوم، تسجيل أول وفاة بـ"كورونا"، وارتفاع حالات الإصابة بالفيروس إلى 785. كما صادق البرلمان الدنماركي على مشروع يمنح وزارة الصحة صلاحية اتخاذ قرارات من قبيل الفحص الإلزامي والعلاج واللقاح والحجر القسري.
إغلاق المدارس والمقاهي والمطاعم
أمرت الحكومة البلجيكية بإغلاق المدارس والمقاهي والمطاعم وبعض المتاجر بسبب انتشار فيروس كورونا، وذلك بعد قرارات من فرنسا ودول أوروبية أخرى بتقييد جميع الأنشطة باستثناء الضروري منها.
وقالت صوفي ويلميس، رئيسة حكومة تصريف الأعمال، في مؤتمر صحفي، إن الإجراءات تسري اعتباراً من منتصف ليل اليوم الجمعة، بتوقيت وسط أوروبا، وحتى الثالث من أبريل/نيسان، رغم أن من المنتظر إغلاق المدارس خمسة أسابيع لعطلات منها عيد القيامة.
كما أضافت ويلميس للصحفيين أن الصيدليات والمتاجر ستظل مفتوحة بينما ستكون المتاجر الأخرى ملزمة بالإغلاق في العطلات الأسبوعية. وقالت "نريد أن نتجنب الوضع الإيطالي وتفادي إغلاق المناطق".
يأتي ذلك بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إغلاق جميع الكنائس والمدارس وروضات الأطفال والجامعات والكليات، اعتباراً من الإثنين 16 مارس/آذار وحتى إشعار آخر، بهدف السيطرة على انتشار فيروس "كورونا" الجديد في البلاد.
إذ سجلت فرنسا حتى الآن 61 حالة وفاة ناتجة عن فيروس"كورونا"، مع تأكد إصابة ألفين و860، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وطلب ماكرون من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 70 عاماً، والذين يعانون من أمراض مزمنة وأمراض الجهاز التنفسي، وذوي الاحتياجات الخاصة البقاء في المنزل.
تعليق الرحلات الجوية
قال وزير النقل التركي محمد جاهد طورهان، الجمعة، إن تركيا ستعلق الرحلات الجوية من وإلي ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والنرويج والدنمارك وبلجيكا والنمسا والسويد وهولندا، اعتباراً من صباح غد السبت حتى 17 أبريل/نيسان، في إطار المساعي لاحتواء فيروس كورونا.
بينما قال وزير الصحة فخر الدين قوجة، متحدثاً بجانب طورهان، إن تركيا أكدت ثلاث حالات إصابة أخرى بالفيروس، ليصل عدد الحالات المؤكدة إلى خمس.
كما قال رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا، إن الجزيرة فرضت حجراً صحياً إجبارياً مدته 14 يوماً على جميع القادمين من الخارج، في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا.
أبيلا أوضح في مؤتمر صحفي "ينطبق الحظر على جميع القادمين من الخارج أياً كانت الدولة التي جاءوا منها". ومن المتوقع أن يكون للقرار تأثير شديد على قطاع السياحة، الذي يمثل ربع الناتج المحلي الإجمالي لمالطا.
في وقت سابق من الأسبوع الجاري أعلنت الحكومة عن قيود أخرى، من بينها حظر التجمعات الكبيرة وحظر على دخول القادمين من إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وسويسرا، وإغلاق جميع المدارس لمدة أسبوع. وعلقت الكنيسة أيضاً جميع الصلوات، وستقام الجنازات في المقابر في الهواء الطلق.