أمرت محكمة بولاية فيرجينيا الأمريكية، الخميس 12 مارس/آذار 2020، بإطلاق سراح المحللة السابقة في الاستخبارات العسكرية الأمريكية تشيلسي مانينغ، المتهمة بتسريبها قبل سنوات وثائقَ سرية متعلقة بالحروب في العراق وأفغانستان إلى موقع ويكيليكس.
وجاء أمر الإفراج عقب إعلان مجموعة دعم أن تشيلسي حاولت الانتحار بعد نحو 9 أشهر من إيداعها السجن، لرفضها الإدلاء بشهادتها أمام هيئة محلفين كبرى في قضية تتعلق بموقع ويكيليكس.
وقال القاضي أنتوني ترينغا في قراره: "بسبب انقضاء فترة هيئة المحلفين الكبرى تعتبر المحكمة أن مثول السيدة مانينغ لم يعد ضرورياً، وفي ضوء ذلك لم يعد سجنها يخدم أي غرض"، لكنه أمر مانينغ البالغة من العمر 32 عاماً، بدفع 256 ألف دولار غرامة لرفضها الإدلاء بشهادتها.
جاء في تقرير موقع قناة الحرة الأمريكية أن مانينغ تشيلسي تحولت بسبب تسريبها قبل سنوات وثائقَ سرية متعلقة بالحروب في العراق وأفغانستان، إلى بطلة في نظر الناشطين المناهضين للحروب والسرية.
وكتبت مانينغ في رسالة إلى المحكمة، العام الماضي: "أنا أرفض هيئة المحلفين الكبرى هذه، باعتبارها وسيلةً لإخافة الصحفيين والناشرين الذين يخدمون قضية هامة للصالح العام".
العام الماضي، أُمرت تشيلسي بالإدلاء بشهادتها في تحقيق يبحث في أفعال قام بها جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس عام 2010، وفق تقارير إعلامية.
وقتها كانت تشيلسي المتحولة جنسياً لا تزال تعيش كرجل يحمل اسم برادلي مانينغ، ويعمل في الاستخبارات العسكرية.
وسلمت تشيلسي أكثر من 700 ألف وثيقة سرية إلى ويكيليكس، تكشف عن عمليات إخفاء لجرائم حرب محتملة، وبرقيات سرية أمريكية متبادلة مع دول أخرى.
وحُكم عليها عام 2013 بالسجن مدة 35 عاماً، لكن أُطلق سراحها في مايو/أيار 2017، بعد تخفيف عقوبتها من قِبل الرئيس السابق باراك أوباما.
ماذا عن جوليان أسانج؟
جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس هو الآخر يعيش حياةً صعبة، حيث طالب محاميه خلال جلسة بمحكمة بريطانية، في 24 فبراير/شباط، بعدم تسليم موكله للولايات المتحدة، مضيفاً أن موكله لن ينال محاكمة عادلة، ومن الممكن أن يقدم على الانتحار.
وقال المحامي إدوارد فيتزجيرالد إن تسليم أسانج سيُعرضه لمعاملة غير إنسانية ومهينة، وذلك من خلال حكم جائر يصدر ضده وظروف سجن غير مواتية. وأضاف أن طلب التسليم الذي تقدَّمت به الولايات المتحدة تُحرِّكه دوافع سياسية أكثر من أي جرائم حقيقية. وأضاف أن تسليمه سيكون ظالماً وقمعياً بسبب حالته النفسية وخطر انتحاره.
قال أيضاً إن موقف الولايات المتحدة من أسانج تغيَّر عندما تقلَّد دونالد ترامب السلطة، وإن الرئيس الأمريكي أراد أن يجعل موكله عبرة لغيره.
أكد فيتزجيرالد أن الحكومة الأمريكية رأت في عام 2013، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، أن أسانج يجب ألا يواجه أي إجراء. لكن في عام 2017 بعد انتخاب ترامب في عام 2016 تم توجيه الاتهام لأسانج.
وتساءل المحامي عن سبب هذا التغيير. وقال: "الإجابة أن الرئيس ترامب جاء إلى السلطة بتصور جديد لحرية الرأي، وعداء جديد للصحافة، تصاعد فعلياً لحد إعلان الحرب على الصحفيين الاستقصائيين".
ومضى المحامي قائلاً إن الاتهام وُجِّه "ليس على أساس تكشُّف وقائع جديدة، بل بسبب أن القضية صارت مطلوبة سياسياً ومرغوباً فيها".