لعنة الإصابات أصابته ووكيل أعمال رونالدو أنقذه مالياً.. هل انتهت مسيرة فوزي غلام على يد أخيه!

عدد القراءات
1,258
عربي بوست
تم النشر: 2020/03/13 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/13 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش
لعنة الإصابات أصابته ووكيل أعمال رونالدو أنقذه مالياً.. هل انتهت مسيرة فوزي غلام على يد أخيه!

تضاربت الأنباء في الأيام القليلة الماضية حول مستقبل اللاعب الجزائري فوزي غلام، حيث أشارت بعض التقارير لرغبة إدارة فريقه نابولي الإيطالي في الاستغناء عن خدماته في الميركاتو الصيفي القادم، في حين أفادت تقارير أخرى بنية نادي الجنوب الإيطالي في تجديد عقد الظهير الأيسر المتميز لسنتين إضافيتين لينتهي في عام 2024.

وتعتبر حالة غلام نموذجاً لعدة حالات مشابهة للاعبين محترفين أثرت الإصابات على مشوارهم الرياضي بشكلٍ كبيرٍ، إذ يعاني النجم الجزائري، منذ أكثر من سنتين، من هذه اللعنة التي أبعدته عن الميادين لفترة طويلة، وأبعدته عن التشكيلة الأساسية لفريق نابولي، بعدما كان أحد أفضل اللاعبين في العالم النشطين في مركز الظهير الأيسر ومحل اهتمام عمالقة أوروبا.

البداية من أسرة رياضية 

وُلد فوزي غلام يوم 1 فبراير/شباط 1991 بمدينة سان بريست أون غارز بجنوب شرق فرنسا، من أبوين جزائريين، بحيث تعود جذور الوالد لمدينة باتنة بجبال الأوراس الجزائرية، والأم لمدينة عنابة القريبة من الحدود الجزائرية التونسية.

وفوزي هو الولد الأصغر من عائلة تضم 10 أشقاء، من بينهم نبيل غلام، من مواليد عام 1975، وهو عدّاء دولي سابق في صفوف المنتخب الفرنسي، وكان له دور كبير في المشوار الاحترافي لشقيقه الأصغر، حيث يشرف منذ مدة على إعداده البدني.

وبدأ فوزي غلام ممارسة كرة القدم، عام 1999، ضمن مدرسة نادي سانت إيتيان الفرنسي قبل أن يوقع على أول عقد احترافي في أبريل/نيسان 2010، ويخوض أول مباراة رسمية كلاعب محترف يوم 1 ديسمبر/كانون الأول ثم يفرض نفسه في منصب الظهير الأيسر ضمن  التشكيلة الأساسية للفريق في أواخر موسم 2010-2011.

وسمح تألق الشاب غلام في الدوري الفرنسي بجلب اهتمام بعض الأندية الأوروبية الكبيرة، فكان على وشك الانضمام لفريق تورينو الإيطالي في صيف 2013، لكن الشروط المالية للاعب أفشلت الصفقة، فتأخر رحيل النجم الجزائري  نحو إيطاليا، لبضعة شهور فقط، فانتقل في يناير/كانون الثاني 2014 إلى فريق أكثر شهرة وأفضل مستوى من تورينو، ويتعلق الأمر بنادي نابولي الذي دفع مبلغ 6 ملايين يورو لفريق سانت إيتيان لتسريح ظهيره الأيسر.

تسبب في خلاف حاد بين رئيس اتحاد الكرة الجزائري ومدرب المنتخب

وقبل أن أعود للحديث عن مشوار غلام مع نادي نابولي المليء بالأفراح  والأحزان، أفضل أن أعرج بالقارئ الكريم نحو المشوار الدولي للاعب وقصة التحاقه بالمنتخب الجزائري.

فعلى غرار معظم اللاعبين الحاملين للجنسية المزدوجة والمولودين بفرنسا، فقد بدأ غلام مساره الدولي ضمن المنتخب الفرنسي الأولمبي في مطلع عام 2012 ، قبل أن يقنعه الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، في نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام بالانضمام لمنتخب بلده الأصلي. فكان ضمن قائمة منتخب الجزائر المشارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا في يناير/كانون الثاني 2013، لكن دون أن يخوض أي دقيقة من المباريات الثلاث التي أُقصي على أثرها فريق "محاربي الصحراء" من الدور الأول للمسابقة.

وقد تسبب عدم مشاركة غلام في بطولة "كان 2013" في خلاف كبير بين رئيس اتحاد الكرة روراوة، ومدرب المنتخب الجزائري، وحيد خاليلوزيتش، بحيث كان ُيقال في الكواليس في ذلك الوقت، إنّ الحاج روراوة قد وعد فوزي باللعب كأساسي مع المنتخب الجزائري، وهو الأمر الذي رآه خاليلوزيتش تدخلاً في صلاحياته الفنية، فعمد إلى إجلاس غلام على الدكة، ليس عن قناعة بل  "نكاية" في روراوة.

المهم وبعد نهاية "كان 2013″، رأى المدرب البوسني خاليلوزيتش أنّه من الأفضل الاعتماد مستقبلاً في الجهة اليسرى لخط دفاع فريقه على فوزي غلام، فخاض نجم نادي نابولي أول مباراة مع منتخب الجزائر يوم 26 مارس/آذار 2013 بمدينة البليدة، أمام منتخب البنين، لحساب تصفيات مونديال 2014. وانتهت بفوز "الخضر" بنتيجة ثلاثة أهداف لواحد، ساهم فيها غلام بصناعة هدف واحد سجله زميله سفيان فيغولي. 

غلام في مواجهة مولر

وكانت تلك المباراة بمثابة بداية ملحمة المنتخب الجزائري في تصفيات مونديال البرازيل، انتهت بالتأهل إلى النهائيات ثم تأهل تاريخي إلى الدور ثمن النهائي للمسابقة والإقصاء بصعوبة أمام المتوج بلقب كأس العالم، منتخب ألمانيا، بنتيجة هدفين لواحد بعد الوقت الإضافي.

كما كانت مواجهة البنين بداية المشوار الدولي لغلام مع منتخب بلده الأصلي، الذي تضمن 37 مباراة رسمية، سجل خلالها 5 أهداف، وانتهى أو بالأصح توقف مؤقتاً يوم 5 سبتمبر/أيلول 2017، حينما خاض فوزي آخر لقاء له مع  منتخب الجزائر ضد نظيره الزامبي (0-1) بمدينة قسنطينة لحساب تصفيات مونديال روسيا 2018.

هل تسبب أخوه في غيابه؟ 

نقول إنّ المشوار الدولي لغلام توقف مؤقتاً ولم ينتهِ، لأنّ ابتعاد اللاعب عن المنتخب الجزائري لم يكن لأسباب فنية أو انضباطية بل للعنة الإصابات التي ظلت تلاحقه منذ تلك الخطيرة التي تعرض لها يوم 1 نوفمبر/تشرين الثاني خلال مباراة فريقه نابولي مع مانشستر سيتي الإنجليزي في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، حيث أصيب فوزي بتمزق الأربطة المتقاطعة للركبة اليمنى (الرباط الصليبي) إضافة لكسر في رضفة نفس الركبة، ما اضطره لإجراء عملية جراحية أبعدته عن المنافسة إلى غاية نهاية موسم 2017 -2018.

هل تسبب أخوه في غيابه؟ 

وتواصلت  معاناة غلام مع الإصابات المتكررة والمتعددة، والتي لها علاقة بعدم التعافي بالشكل المطلوب من الإصابة الأولى، ما جعله يكتفي بخوض 21 مباراة رسمية مع نابولي في موسم 2018 -2019، ثم 6 مباريات فقط منذ انطلاق الموسم الجاري (2019- 2020)، وذلك على الرغم  من العمل الكبير والتضحيات الكبيرة التي كان يقوم بها اللاعب قبل انطلاق كل موسم بالتدرب تحت إشراف شقيقه نبيل لتقوية لياقته البدنية.

ويُقال في الخفاء إنّ التدريبات الشاقة التي كان يقوم بها فوزي رفقة شقيقه نبيل هي السبب في تعرضه المستمر  للإصابة في السنتين الماضيتين، كما وُجهت أيضاً أصابع الاتهام للطبيب السابق لنادي نابولي، ألفونسو دي نيكولا، الذي يكون قد تسرع في منح الضوء الأخضر لغلام للعودة إلى التدريبات الجماعية للفريق ولخوض المباريات الرسمية، وهي التهمة التي نفاها الطبيب، في تصريح  لموقع "أرينا نابولي" الإيطالي يوم 7 من شهر مارس/آذار الجاري، مؤكداً أنه بالعكس تماماً فقد كان حذراً مع اللاعب الجزائري، وقد كان يتعامل معه بالشكل الذي يجعله يتفادى التعرض لإصابات عضلية جديدة.

كورونا يؤجل عودته القوية إلى المنافسة

المهم أنّ فوزي غلام استعاد كامل إمكانياته البدنية، في الأسابيع القليلة الماضية، حتى إنه فاجأ زملاءه ومدربه جينارو غاتوزو، خلال التدريبات الجماعية والمباريات التطبيقية للفريق، وقد كان منتظراً أن يستأنف المنافسة في الدوري الإيطالي لكرة القدم، قبل أن تقرر الحكومة الإيطالية توقيف كل الأنشطة الرياضية في البلد بسبب تفشي فيروس "كورونا".

وطيلة السنتين الماضيتين، وفي ظل معاناة غلام من الإصابات المتكررة، تداولت العديد من التقارير رغبة نادي نابولي في التخلص من لاعبه الجزائري، وتحويله  نحو أحد الأندية الراغبة في الاستفادة من خدماته على غرار لاتسيو الإيطالي ومارسيليا الفرنسي، لكن فوزي رفض الرحيل وتمسك بأمل استعادة مستواه المعهود للبقاء مع فريق عاصمة الجنوب الإيطالي.

وكيل أعمال رونالدو أمّن مستقبله

خورخي مينديز وكيل اللاعبين

ولم يكن غلام ليبقى في نابولي طيلة هذه المدة رغم لعنة الإصابات، لو لم يكن يملك وكيل أعمال ذا كفاءة عالية، ونعني به البرتغالي جورج مينديز، وكيل النجم العالمي كريستيانو رونالدو مواطنه المدرب جوزيه مورينيو، الذي من دون شك قام بتحصين اللاعب الجزائري بعقد يحميه من كل مشكلة طارئة.

وكان غلام قد جدّد عقده مع نابولي في مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول 2017،  يمتد إلى غاية عام 2022، مع الرفع من راتبه السنوي ليبلغ 2 مليون يورو سنوياً، بعدما كان يقدر من قبل بـ800  ألف يورو في السنة، وهو العقد الذي تم إبرامه لقطع الطريق أمام الأندية الأوروبية العملاقة التي كانت تريده في ذلك الوقت على غرار ليفربول وتشيلسي الإنجليزيين ويوفنتوس الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني، خاصة بعد اختياره في موسم 2015- 2016 كأفضل ظهير أيسر في الدوري الإيطالي لكرة القدم.

ونستخلص من حالة فوزي غلام مدى أهمية أن يتعامل اللاعب المحترف مع وكيل كفء ومحترم يضمن له حقوقه عندما يتعرض للابتلاءات، ونستنتج أيضاً أنّ الحظ يلعب دوره أيضاً في المشوار الرياضي للاعب، فلولا الإصابة التي تعرض لها الظهير الأيسر الجزائري في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، فلكان ربما قد شارك في نيل لقب كأس أمم إفريقيا 2019 رفقة منتخب بلده، ولكن ربما قد انتقل إلى عملاق أوروبي في صفقة قياسية.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مراد حاج
صحفي وكاتب جزائري
صحفي وكاتب جزائري