قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 11 مارس/آذار 2020، إن بلاده لن تتوانى عن القيام بعمل عسكري أكبر في منطقة إدلب بشمال غربي سوريا، وإنها لن تكتفي بالرد المماثل على أصغر هجوم قد تتعرض له نقاط المراقبة التركية بسوريا، بل سترد بقوة أكبر، حال انتُهكت الهدنة التي تم التوصل إليها الأسبوع الماضي، كما طالب الاتحاد الأوروبي بالوفاء بوعوده حيال اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا.
تهديد بردٍّ قاس
إذ قال في كلمة ألقاها أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان التركي، إن انتهاكات صغيرة لوقف إطلاق النار وقعت، وهدد بالتعامل القاسي مع أي انتهاكات أخرى، وأضاف "لن نكتفي بالرد حتى على أصغر هجوم هنا (في إدلب)، سنوجه رداً أقسى بكثير".
فيما أكد أن الأولوية بالنسبة لتركيا هي سلامة 12 موقعاً للمراقبة أقامتها في المنطقة، وتابع "الجنود الأتراك أبناء هذه الأمة ليسوا أبداً في حاجة لحماية (الرئيس السوري بشار) الأسد، وليكن ذلك معروفاً".
كما قال إن موافقة تركيا على وقف إطلاق النار المؤقت ليست بسبب "عجزها عن مواجهة النظام السوري والتنظيمات الإرهابية، بل لرغبتها في إيجاد حل لأزمة إدلب يمكن قبوله من قِبل كافة الأطراف".
إذ اتفقت تركيا وروسيا، اللتان تدعمان طرفين مختلفين في الحرب السورية، على وقف لإطلاق النار لوقف تصعيد اشتباكات في إدلب أدت إلى نزوح نحو مليون شخص، وجعلت البلدين يقتربان من مواجهة مباشرة، فيما نُقل عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله بشكل منفصل إن المحادثات بين مسؤولين أتراك وروس بشأن تنفيذ وقف إطلاق النار "إيجابية وبناءة" حتى الآن.
رسائل للاتحاد الأوروبي واليونان
كذلك وجه أردوغان رسائل للاتحاد الأوروبي واليونان بسبب موقفها من اللاجئين، إذ قال: "مواجهة السلطات اليونانية الأبرياء الساعين لمستقبل أفضل لهم وأولادهم بالرصاص والغازات عمل همجي بكل معنى الكلمة".
فيما قال في رسالة للاتحاد الأوروبي إن "تركيا لا تطلب الإعانة من أحد ولا تمد يدها لأحد، مطلبنا الوحيد هو الوفاء بالوعود المقدمة لنا"، وتابع: "سنواصل الإجراء الحالي في حدودنا (مع أوروبا) حتى تلبية جميع تطلعاتنا بشكل ملموس، بما في ذلك فتح فصول حرية التنقل وتحديث الاتحاد الجمركي والدعم المالي".
اشتباكات إدلب ووقف التصعيد
في الأسابيع القليلة الماضية، كثفت قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا حملتها لاستعادة إدلب، آخر معقل للمعارضة في البلاد. ودفع ذلك تركيا، التي تدعم بعض المعارضين الذين يتطلعون للإطاحة بالأسد، لشن هجوم مضاد لوقف زحف القوات السورية، حتى توصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقد وصل وفد روسي إلى أنقرة، الثلاثاء 10 مارس/آذار، لإجراء محادثات بشأن تفاصيل الاتفاق الذي قال الطرفان إنه سيُستكمل بحلول الأسبوع المقبل. ويقضي الاتفاق بإقامة ممر آمن وتسيير دوريات مشتركة على جانبي طريق سريع مهم بين الشرق والغرب في إدلب.
هذا، وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحفيين في البرلمان إن انتهاكات بسيطة للهدنة وقعت، لكنه أشار إلى أن موسكو حذرت دمشق لوقفها، وتابع: "نبحث حالياً إجراءات تتعلق بفتح الطريق السريع إم4 للمرور بشكل آمن. كانت هناك محادثات الليلة الماضية وستستمر". وأضاف "في الوقت الراهن نعمل على تحويل اتفاق وقف النار المؤقت هذا إلى اتفاق دائم. هذا ما نقوم به الآن".
في وقت لاحق، قالت وزارة الدفاع التركية إن اليوم الثاني من المحادثات مع الوفد الروسي بدأ في أنقرة. ويهدئ وقف إطلاق النار أكثر مخاوف تركيا إلحاحاً، وهو وقف تدفق جديد للمهاجرين من إدلب، لكنه في الوقت نفسه يعزز مكاسب القوات الحكومية في الفترة الأخيرة، ما يسمح لروسيا بالتحرك شمالاً إلى مسافة أبعد.