يبدو أن الكوميديا السوداء باتت الظاهرة الطاغية على إدارة المؤسسات في مصر لأزمة مواجهة فيروس كورونا القاتل، فبعد غياب تام عن الواقع في كل المجالات لمحاربة هذا الوباء الخطير، جاء الدور على الرياضة المصرية وتحديداً كرة القدم لاستكمال فقرة الكوميديا في معالجة الأمور والأزمات.
وأعلن اتحاد الكرة المصري بشكل رسمي إقامة المباريات المقبلة دون حضور جماهيري وذلك لمواجهة الفيروس، بيد أن المباريات بالفعل تلعب في آخر المواسم وبالأخص ما تقدم من الموسم الحالي بدون جماهير فعلياً.
وقال بيان رسمي صادر عن اتحاد الكرة المصري: "حفاظاً على سلامة جماهير الكرة المصرية في هذه الظروف الخاصة التي تستوجب اتخاذ كافة التدابير في مواجهة خطر انتشار فيروس كورونا الذي يعاني منه العالم أجمع، واستجابة للتعليمات الخاصة بهذا الشأن، قرر الاتحاد المصري لكرة القدم إقامة المباريات المقبلة بدون حضور جماهيري وحتى إشعار آخر".
فيما يُلعب الدوري المصري أساساً دون جماهير منذ عام 2012، وبالتحديد منذ واقعة بورسعيد والتي سقط فيها 72 مشجعاً أهلاوياً، ومع بداية الموسم الجاري بدأ حضور الجمهور بشكل تدريجي بأعداد قليلة لا تتجاوز الـ20 شخصاً وأغلبهم من أعضاء إدارات الأندية التي تلعب المباراة، وهو ما منعه اتحاد الكرة في بيانه اليوم الثلاثاء، ليطلق العنان للسخرية والكوميديا على ذلك القرار المضحك لرواد السوشيال ميديا.
فلم يفوت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك البيان الكوميدي المطبق بالفعل على أرض الواقع، للجنة الخماسية المؤقتة التي تدير اتحاد الكرة المصري برئاسة عمرو الجنايني، والتي تسببت في أزمات لا حصر لها منذ توليها المسؤولية، وتزيد بذلك القرار الغريب مزيداً من الكوميديا السوداء لواقع الرياضة في مصر بالآونة الأخيرة.
وكان ينتظر من اتحاد الكرة أو اللجنة الأولمبية أو وزارة الشباب والرياضة، أن تعلق مسابقة الدوري والأحداث الرياضية حماية للجميع، حتى إشعار آخر مثلما فعلت أغلب بلدان العالم والوطن العربي، ولكن اكتفت بذلك البيان الكوميدي ليقابل بسخرية كبيرة بين كافة المتابعين والمهتمين لأمر الرياضة والكرة المصرية.
فيما يؤكد بيان اتحاد الكرة كذلك إقامة مباراة مصر وتوغو المقبلة في تصفيات كأس أمم إفريقيا دون جمهور، وهي المباراة الأهم للفراعنة في بداية مشوار التصفيات والتي ستكون التحدي الأول والأهم لحسام البدري المدير الفني لمصر في الفترة القادمة.