في المرة الأولى التي سترى فيها أولي غونار سولشاير دون سابق معرفة بتاريخه وسجله الكروي وحتى التدريبي، ستظن للوهلة الأولى أن صاحب العينين الزرقاوين والشعر الأبيض والضحكة الناعمة نجمٌ من نجوم الصف الثالث في هوليوود، أو ربما رجل من رجال الكونغرس الأمريكي، ولن يخطر ببالك أي طيف يخبرك أن الذي تراه ينتمي لعالم كرة القدم من قريب أو من بعيد. لكن الدنيا دائماً حُبلى بالمفاجآت، فعلى النقيض من توقعاتك فإن الرجل هو لاعب كرة قدم سابق ومدير فني حالي، ومدير فني لزعيم إنجلترا. كلاعب اعتبره الكثيرون أفضل ورقة رابحة "بديل" في تاريخ كرة القدم.
القاتل ذو الوجه البريء
يفسر الأسطورة الويلزية ريان غيغز لقب "القاتل ذو الوجه البريء" الذي طالما لازم سولشاير طوال مسيرته، عندما قال: "ملامحه الهادئة لا تعكس شخصيته الحادة، سولشاير ليس بتلك الطيبة التي يبدو عليها، عندما أتى لنا كان طيباً، ولكن بمجرد أن اختلط بنا بعض الوقت تغيَّر كل شيء بالنسبة له".
ويحكي غيغز عن غونار: "أتذكر أنه سخر من فرديناند عندما انضم لصفوف مانشستر يونايتد من ليدز يونايتد، إذ قال له: "هل هذا ما تجلبه لنا 30 مليون جنيه إسترليني هذه الأيام؟".. إذا لم يقل سولشاير ذلك لفرديناند كان سيقول أحدٌ غيره هذه الكلمات، هكذا كنا، وهذا ما كان يدفعنا دائماً للأمام".
غوارديولا يخبرنا عن فشل مورينيو ونجاح سولشاير
تمثل مواجهات مورينيو وغوارديولا معارك حامية الوطيس منذ أن التقوا للمرة الأولى في إسبانيا، انتهت بعض اللقاءات بالتعادل وبعضها بانتصار غوارديولا وأخرى أقل حسمها الرجل الذي كان استثنائياً يوماً ما. في الدوري الإنجليزي، لعب مورينيو ضد بيب 4 مباريات، خسر في 3 مواجهات وتفوق في مواجهة وحيدة. في حين فاز سولشاير على بيب في الثلاثة لقاءات التي جمعتهما. وذلك حدث رغم تشابه الأسلوب الذي لعب به كلا المدربين ضد غوارديولا.
ما السر؟
مورينيو شخص صارم وحاد بطبعه، عنيف مع لاعبيه، يسب إدارات أنديته وينتقد لاعبيه علناً، يفعل ما يحلو له بوقاحة يظنها الآخرون جراءة وصدقاً منقطع النظير.
على العكس من سولشاير، الذي يُبدي احتراماً للاعبين أمثال لينغارد وبيريرا، وعلى استعداد تام لوصفهما بأجمل الكلمات لو تطلب الأمر، لكنه بالتأكيد ينتقدهما وأمثالهما في غرف الملابس. كما تشعر باحترام وتقدير سولشاير للقامات الكبيرة في كرة القدم دون التعدي على شخصهم. فرق كبير في الشخصيات، لكن لا ينعكس في تكتيكات اللعب.
يشترك سولشاير مع مورينيو في خطة اللعب مع مانشستر يونايتد ضد الكبار، لعب الاثنان بخطة 3-5-2، لكن يظهر مضمون شخصياتهما عند تطبيقها. مورينيو الصارم كان يظهر بمظهر الخائف، بوضع ثلاثي خلفي في خط الدفاع الأول، ولا تندهش بوصف الأول لأن هناك خطاً دفاعياً أكبر أمام الخط الأول مُكوَناً من ظهيرين وثلاثة لاعبين في الوسط، مع مهاجمين لا يضغطان من الأمام ويكتفيان بالدفاع مع البقية.
يحصل مورينيو على الملايين في مانشستر لتطبيق هذا الأسلوب، لكن هذا ما أبى عنه سولشاير، فالدفاع لا يعني التقهقر في الخلف بحجة الضعف مقارنة بالخصم، لذلك قام النرويجي بوضع خط دفاعي وخط وسط وخط هجومي بمظهر ومهام مختلفين.
أنا لست ضعيفاً
في المباراة الأخيرة، استخدم غوارديولا لاعبي هجومه في حجز أكبر عدد ممكن من مدافعي مانشستر يونايتد، ومنعهم من مساندة خط الوسط، وعليه حصل بيب على زيادة عددية في مناطق التحضير، وبعدها تسنى لخلق المساحة المطلوبة، فأجبر سولشاير على وضع ماتيتش في الخلف كلاعب إضافي، يساند ماغواير وليندلوف في إغلاق منافذ التمرير ضد أغويرو.
لذا استخدم غوارديولا جناحيه للبقاء على الخط الجانبي، بجعل سترلينغ على اليسار في مواجهة مع بيساكا، وكانسيلو على اليمين، وبيرناردو كحلقة وصل بين لاعبي تحضير الهجمة وفودين الذي كان على مقربة من غاندوغان لعدم فقد الكرة، مع جعل مهاجمه أغويرو كحاجز على قلبي الدفاع، لخلق وضع الزيادة العددية بلاعبين أقل (4-5)، مما جعل بيرناردو يصعد لمساندة أغويرو في قطع الكرة وإيصالها للأرجنتيني.
كل ذلك فطن إليه سولشاير قبل اللقاء جيداً، فلم يتقهقر للخلف لصَد كل ذلك فقط، تحديداً لأن بيب أراد الهجوم ناحية لوك شو عندما وضع كانسيلو ناحيته وأغلق المساحة خلف سترلينج بزينتشينكو على الجبهة الأخرى وقام بترحيل اللعب ناحية اليمين، فوضع سولشاير كلاً من ويليامز ولوك شو ناحية بيرناردو، ووضع فريد ناحية فودين، كل ذلك كان لقطع صلة الرقابة بينهما وبين أجويرو، ومع دور ماتيتش كإضافة وضع أمامه هو وفريد البرتغالي برونو فيرنانديز، ليمثل إضافة يحتاجها مارسيال كي لا يكون معزولاً في الأمام، مع وضع دانيال جيمس كجناح قطري على طول الخط الأيمن.
حسب شبكة UtdArena، هناك إحصائية سلبية جديدة لمانشستر سيتي في اللقاء الأخير بسبب معركة الوسط التي تفوَّق فيها سولشاير، حيث تم تسجيل أقل نسبة للتصويبات على المرمى لمانشستر سيتي ضد مانشستر يونايتد من الهجمات القائمة على حيازة الكرة بنسبة 5%. أقل نسبة مُسجَّلة لمانشستر سيتي كانت ضد نيوكاسل يونايتد قبل أربع سنوات.
الجانب الذهني لبيب غوارديولا كان يصب في مواجهته مع ريال مدريد، ذلك منطقي؛ لأن الرجل خارج المنافسة على البريميرليغ منذ شهرين ونصف، لكن ليس منطقياً النتيجة الكارثية التي كادت تُصيب غوارديولا وفريقه إذا قرر سولشاير الدفاع بإيغالو بدلاً من جيمس الذي أهدر هدفين محققين!
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
تقدر شركة إنتغرال ميديا الاستشارية المحدودة خصوصيتك وتعلم جيدًا كم هي مهمة لك وأنك تهتم بكيفية استخدام
بياناتك الشخصية.
نحترم ونقدّر خصوصية جميع من يزورون موقع عربي بوست، ولا نجمع أو نستخدم بياناتك الشخصية إلا على النحو الموضح في
سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط، ولأغراض تحسين المحتوى المقدم وتخصيصه بما يناسب كل زائر؛ بما يضمن تجربة
إيجابية في كل مرة تتصفح موقعنا.
تعتبر موافقتك على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط أمرًا واقعًا بمجرد استمرار استخدامك موقعنا. يمكنكم
الموافقة على جميع أغراض ملفات الارتباط بالأسفل، وكذلك يمكنكم تخصيص الأغراض والبيانات التي يتم جمعها. يرجى
العلم بأنه حال تعطيل كافة الأغراض، قد تصبح بعض مزايا أو خصائص الموقع غير متاحة أو لا تعمل بشكل صحيح.
تخصيص الإعدادات
الإعلانات والتحليلات
التحليلات والاستهداف
قياس جودة المحتوى
اقترح تصحيحاً
3 مواجهات بـ3 انتصارات.. ما أسباب فوز مانشستر يونايتد المتكرر على فريق غوارديولا؟