غالباً ما تواجه مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات حادة فيما يخص الانتشار السريع للأخبار الكاذبة والشائعات ونظريات المؤامرة بفعل غياب الرقابة، لكن بعض الدراسات أظهرت أن أحد تلك المواقع وهو "تويتر"، ربما يمكنه بالفعل أن يكون مفيداً في مواجهة فيروس كورونا، فما القصة؟
مجلة ذا ناشيونال إنتريست الأمريكية نشرت تقريراً بعنوان: "هل يمكن لـ"تويتر" أن ينقذنا من فيروس كورونا؟"، ألقى الضوء على الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه "تويتر" في مواجهة فيروس كورونا.
أهمية المصادر الموثقة
في أعقاب الكوارث والأزمات، يلجأ الناس إلى مصادر موثوق بها للحصول على معلومات، وفي هذا العالم المتصل رقمياً الذي نعيشه اليوم، غالباً ما تتخذ تلك المصادر شكل منصات مواقع التواصل الاجتماعي. فهذه المنصات تسمح بالنشر السريع للمعلومات، التي تعتبر حيوية ومؤثرة في خضم كارثة أو أزمة.
لقد رأينا هذا مؤخراً وسط انتشار فيروس كورونا، حيث تغمر المعلومات الخاصة بالتفشي مواقع التواصل الاجتماعي. وتأتي هذه المعلومات من المصادر الحكومية، وكذلك من المنظمات غير الحكومية والأفراد العاديين، وهو ما حدث من جانب العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الصينيين النشطين والمنافذ الإعلامية على الإنترنت.
وقد أجرينا بحثاً مقارناً حول فاعلية المعلومات المتعلقة بالكوارث، والتي تشاركها كل من المؤسسات العامة والخاصة، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية ووكالات الإغاثة، عبر تويتر.
واكتسب تويتر الاعتراف به كأداة بمقدورها أن تساعد في عملية إدارة الكوارث أو الأزمات، حيث يسمح للأفراد بالبحث عن كلمات مفتاحية معينة من خلال الخوارزميات المترابطة.
يُمكّن الضحايا من مشاركة قصصهم
بالإضافة لكونه نظام معلومات وتنبيه مركزي، يوفر تويتر أيضاً منصة لروايات الأشخاص المتأثرين شخصياً بالكوارث أو التفشيات، وهو أمر مفيد عندما يتعلق الأمر بالمساعدة الإنسانية والدعم.
ومن خلال تزويد المستخدمين بالمعلومات ذات الصلة والموثوق بها، المتعلقة بالكوارث، فإن تويتر لديه القدرة على التقليل من تأثير الكارثة.
وبينما توصّل بحثنا إلى أن تويتر يمكن أن يكون ناجحاً في نشر المعلومات المتعلقة بالكوارث، وجدنا في بحثنا أن كلاً من المؤسسات العامة والخاصة استخدمت المنصة بطريقة محافظة، ولم تنشر المعلومات بسرعة على الرغم من المسؤولية الاجتماعية الثقيلة.
لاحظنا أن هذه المنظمات العامة والخاصة لديها افتقار واضح للتفاعل مع متابعيها، وهذا يحد من فاعلية المحتوى في تشجيع المشاركة العامة. ويمكن تحسين فائدة نشر هذه المعلومات بشكل كبير من خلال تحسين جودة التفاعل عبر الإنترنت، وضمان إجراء حوار ثنائي الاتجاه.
وأرسى بحثنا أيضاً اثنتين من الخصائص التنظيمية الرئيسية التي أثرت بشكل كبير على فاعلية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في نقل المعلومات في حالة الكوارث.
أولاً، السياسات الداخلية المتعلقة بإنشاء ونشر المعلومات. وثانياً، تؤثر العمليات المتعلقة بصنع القرار في المنظمة على فاعلية نقل المعلومات في حالة الكوارث.
بطيء جداً
قللت كل من السياسات الداخلية وعمليات صنع القرار من سرعة نقل المعلومات، وهو ما قلل في النهاية من فاعلية المعلومات الحساسة للوقت، وعادة، بذلت المنظمات العامة والحكومية عناية كبيرة، وشيدت محتواها بدقة من أجل الامتثال للمعايير والسياسات واللوائح الرسمية (مثل تلك المتعلقة بالإشراف على التعليق، ومسائل الكشف والإقرار)، والتي كثيراً ما تؤخر الوقت المستغرق للإفراج عن المحتوى.
على العكس من ذلك، تمكنت المؤسسات الخاصة -بحكم كونها مملوكة ومدارة بشكل مستقل- من ممارسة قدر أكبر من المرونة في الالتزام باللوائح وبعض معايير العمليات، وكانت قادرة على التنسيق بشكل أكثر فاعلية مع الشبكات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى حقيقة أن لديهم عدداً أقل من البروتوكولات الواجب اتباعها، مقارنة مع نظرائهم من القطاع العام.
أيضاً تعطلت المنظمات العامة بسبب سلطة اتخاذ القرار فيما يتعلق بمحتوى مواقع التواصل الاجتماعي. فعادة ما يحتاج مسؤول مواقع التواصل الاجتماعي إلى الحصول على عدة مستويات من الموافقة، قبل نشر المحتوى على الصفحة الخاصة بمؤسسة عامة على تويتر، حول كارثة أو تفشٍّ مستمر.
ونتيجة لذلك، فإن حجم المعلومات والبيانات الصادرة عن القطاع العام أقل من نظيرتها لدى القطاع الخاص. وفي حين أنه من المهم للغاية التحقق من صحة هذه المعلومات، إلا أنه بمجرد وصول هذه المعلومات الدقيقة إلى جمهور كبير في النهاية قد يكون الوقت قد فات لكي يكون لها أي تأثير ملموس.
في حالة المؤسسات الخاصة، أظهر بحثنا أنه لا يزال يجري التحقق من صحة المعلومات قبل المشاركة، لكن عملية صنع القرار اكتملت في الوقت المناسب، وهو ما أدى إلى نشر قدر أكبر من المعلومات بكفاءة.
ما الدروس المستفادة حتى الآن؟
لقد عرفنا أن المؤسسات التي تستخدم موقع تويتر لنشر المعلومات المتعلقة بالكوارث يجب أن تضمن القضاء على المستويات الزائدة من الموافقات على نشر المعلومات التي تم التحقق من صحتها.
وينبغي أن تولي أهمية كبيرة لنشر المعلومات في الوقت المناسب، كما ينبغي عليهم تشجيع المشاركة العامة والتفاعل بنشاط مع المتابعين، للحدّ من التأثير المحتمل للكوارث.