مفاجأة زيدان لم تبهر غوارديولا.. كيف دمر الكتالوني حصون مدريد بسهولة؟

عدد القراءات
2,109
عربي بوست
تم النشر: 2020/02/27 الساعة 10:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/27 الساعة 10:38 بتوقيت غرينتش
مفاجأة زيدان لم تبهر غوارديولا.. كيف دمر الكتالوني حصون مدريد بسهولة؟

حقق مانشستر سيتي الإنجليزي فوزاً مُبهراً على ريال مدريد الإسباني بهدفين لهدف، في إطار ذهاب الدور ثمن النهائي بدوري أبطال أوروبا.

افتتح إيسكو التسجيل للملكي في الدقيقة 60، قبل أن ينتفض الضيوف ويُسجلوا هدفين عن طريق غابرييل جيسوس وكيفين دي بروين، في الدقيقتين 78 و83.

على الرغم من إقامة المباراة في ملعب ريال مدريد، فإن الغلبة في الأداء والنتيجة كانت للفريق الضيف، إذ استحوذ مانشستر سيتي على الكرة بنسبة 52%، كما سدَّد مانشستر سيتي 16 تسديدة (8 على المرمى)، في مقابل 9 تسديدات لريال مدريد (3 على المرمى).

مفاجأة زيدان التي لم تبهر غوارديولا

بدأ زيدان بتشكيلة خالية من كروس، وهي الفكرة التي فاجأ بها غوارديولا، حيث اعتمد على مودريتش للربط بين خطي الدفاع والوسط، وبالأخص في عملية البناء والتحضير، والسبب وراء ذلك هو قدرة لوكا على امتصاص الضغط المتقدم من هجوم مانشستر سيتي، بالتالي استطاع الريال العبور من خط الضغط الأول للسيتي بسهولة.

في حالة الاستحواذ اعتمد زيدان على تمركز الظهيرين ميندي وكارفاخال في خط الوسط، ليقوما بفتح الملعب عرضياً، لتسهيل عملية تدوير الكرة بين الجهتين. بينما في خط الوسط تحدث عملية تدوير بين إيسكو ومودريتش وكاسيميرو، حيث يتناوبون على العمق والأطراف، وهو ما سهَّل عليهم الصعود بالكرة رغم ضغط لاعبي السيتي في خط الوسط.

اللامركزية هي الحل 

أما غوارديولا فقد بدأ بخطة مختلفة، حيث اعتمد على وجود بيرناردو سيلفا ومحرز أسفل المهاجم الوحيد خيسوس. يتمتع المهاجم البرازيلي بحركية كبيرة وعدم الثبات في مكان واحد، وتلك الطريقة هي نقطة الضعف التي يعاني منها خط دفاع الميرينغي، فقد برع غوارديولا في قراءة الفجوات التي يستطيع من خلالها مهاجمة دفاع ريال مدريد. وجود بيرناردو ومحرز في التشكيلة هو إضافة لخطّي الوسط والهجوم على حد سواء، حيث اعتمد بيب في حالة الدفاع على الرسم التكتيكي 4-4-1-1، ويتمركز كل من بيرناردو ومحرز على الطرفين، وأمامهما دي بروين، بالتالي بعودتهما للخلف حتى وسط الملعب فإنهما يعملان على نقل الكرة بسرعة للخط الأمامي. لذا فإن المساحات الكبيرة الموجودة خلف ظهيرَي الملكي يتم استغلالها بصورة جيدة من محرز عندما يتواجد على الأطراف ثم يدخل إلى العمق، كذلك بيرناردو بمهارته الفردية يستطيع نقل الكرة والوصول للثلث الأخير الأبيض بسرعة.

رغم دفاع الريال بخطين فإنه سهل الاختراق العمودي، وهو ما سهل الأمور على لاعبي السيتي، حيث اعتمد بيب على تمركز دي بروين وبرناردو دائماً بين خط الدفاع والوسط، فيعملان على توفير فرص وخيارات للتمرير العمودي باستمرار، بالتالي يتم اختراق خط الوسط بسهولة حتى يصل مهاجمو السيتي للثلث الأخير، وتبدأ مهمة اللمسات الأخيرة، وصولاً لمرمى كورتوا.

كيفن دي بروين فرض بصمته على الجميع

بطبيعة الحال فإن اللامركزية المستمرة تُحدِث خلخلةً في دفاعات الخصم، وعندما تعتمد على لاعبين مهاريين يكون ذلك أخطر، وهو ما حدث من طرف السيتيزنز، المميز بالتدوير بين عناصر الهجوم، ومن بينهم المهاجم الصريح نفسه، لذلك لم يعتمد غوارديولا على أغويرو؛ لأن الأخير يتميز بالثبات المركزي في العمق دون التحرك على الأطراف. وعندما دخل ستيرلينغ كانت له الأفضلية في الاستحواذ على الكرة؛ لأنه يتمركز على الخط في مكان منعزل عن الرقابة، بالتالي يسهل عليه تسلُّم الكرة، بالإضافة إلى سرعته بالكرة، ثم دخوله للعمق بسهولة، لأن داني كارفاخال لن يستطيع مجاراة سرعته، وكما حدث في ركلة الجزاء تأخر كارفاخال بلحاق رحيم وبتهور غريب عرقل الإنجليزي. 

الحالة البدنية للاعبي الريال انخفضت قليلاً قبل هدف تعادل مانشستر سيتي، حتى بعد التعادل ظل السيتي مستمراً في كسب الالتحامات الثنائية، وظلوا مستحوذين على الكرة رغم تقدمهم في النتيجة. تلك كانت تعليمات بيب بمواصلة التقدم والانتشار الجيد على أرض الملعب، لعدم ترك مساحات للريال لاستغلالها في المرتدات.

مباراة ممتعة انتهت بآمال أكثر من تلك التي تمناها غوارديولا، وحتى الآن فهو يضع قدماً في ربع النهائي، في انتظار ما ستُسفر عنه مباراة الاتحاد.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد حمدي
كاتب ومدوّن رياضي
كاتب ومدوّن رياضي
تحميل المزيد