قالت وكالة الأناضول التركية، الجمعة 14 فبراير/شباط 2020، إنه تم إسقاط طائرة هليكوبتر تابعة لقوات النظام السوري في منطقة ريفية غربي حلب في إدلب السورية التي شهدت تصاعداً في العنف ونزوحاً في الأسابيع الماضية، وذلك بعد أيام من إسقاط طائرة مشابهة أسفرت عن مقتل طاقمها المكون من طيارين.
جاء هذا التصعيد في وقت أرسل فيه الجيش التركي تعزيزات إضافية من الأسلحة والقوات إلى إدلب الواقعة على الحدود الجنوبية لتركيا، من أجل التصدي لهجوم تنفذه قوات النظام السوري لاستعادة آخر معقل رئيسي خاضع لقوات المعارضة في البلاد بعد نحو 9 أعوام من بدء الحرب.
تفاصيل أكثر عن العملية: وكالة الأناضول أضافت أن المروحية أقلعت من مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب واتجهت إلى خطوط الاشتباك مع المعارضة في المنطقة، ولدى وصولها تم إسقاطها فوق منطقة قبتان الجبل بريف حلب الغربي، ما أدى إلى مقتل طاقمها المكون من 4 أشخاص بحسب المعلومات الأولية.
من جهة أخرى أوضح مرصد تعقب حركة الطيران التابع للمعارضة أن طائرة حربية تابعة للنظام أقلعت من مطار حماه (شمال) تلقت تعليمات من برج المراقبة للعودة إلى المطار بعد إسقاط المروحية.
لماذا الحدث مهم؟ من شأن إسقاط هذه المروحية، أن يفتح باباً جديداً للتصعيد، خاصة أنه جاء بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي توعد فيها بأن طائرات النظام التي تقصف إدلب لن يكون بإمكانها حالياً التحليق بحرية كما كان في السابق، ما قد يرفع درجة التصعيد أكثر بين الجانبين، كما أن ذلك من شأنه أن يزيد التوتر بين أنقرة وموسكو، خاصة أن الطرفين لم يتوصلا لاتفاق يضع حداً للهجوم الذي تنفذه قوات الأسد على مدينة إدلب.
خلفية الهجوم: في كانون الأول/ديسمبر، بدأت قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها والتي تؤوي نحو 3.5 مليون شخص، وركزت قوات النظام هجومها بداية على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي ثم ريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر الطريق الدولي M5.
بعد أسابيع من القصف والمعارك العنيفة على الأرض، سيطرت قوات النظام الأسبوع الماضي على الجزء من الطريق الذي يمر من محافظة إدلب ثم ركزت عملياتها على ريف حلب الجنوبي الغربي.
المشهد العام: دفع التقدم السريع لقوات النظام في إدلب آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة، قرابة 700 ألف شخص إلى النزوح عن بيوتهم والاتجاه صوب الحدود التركية المغلقة، وتقول تركيا التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون لاجئ سوري إنه لا يمكنها استيعاب المزيد.
يأتي الهجوم على إدلب على الرغم من وجود اتفاق توصلت إليه تركيا وروسيا وإيران في مايو/أيار 2017، لإقامة "منطقة خفض التصعيد" بإدلب، في إطار اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري.
في عام 2018، توصلت روسيا وتركيا أيضاً إلى اتفاق في سوتشي يقضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، لكن أياً من الاتفاقات لم تُنفذ.