تحدث الأخطاء في ملاعب كرة القدم كل يوم، لكنَّ مصيبة حراس المرمى
أن أخطاءهم يصعب جداً أن تغفرها لهم الجماهير، ببساطة لأن خطأ الحارس يؤدي غالباً إلى تلقّي هدف مباشر، بعكس أخطاء بقية اللاعبين التي يمكن تداركها قبل وصول الكرة إلى الشباك.
ورغم أن الدوري الإنجليزي الممتاز شهد على مدى تاريخه حراساً عظماء ولا يزال حتى الآن، بدليل أن المتنافسين على جائزة القفاز الذهبي المخصص لأفضل حارس في العالم غالباً ما يكونون من حراس فرق الدوري الإنجليزي، أمثال أليسون بيكر وديفيد دي خيا وبيكفورد، إلا أنه يمكن القول إنَّ الموسم الجاري ليس هو الأفضل لحُرَّاس المرمى في البريمييرليغ.
موقع 90min البريطاني رصد مجموعةً من أفدح أخطاء حُرَّاس المرمى في الموسم الجاري من الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن:
دين هندرسون أمام ليفربول (28 سبتمبر/أيلول 2019)
وقع خطأ هندرسون في بداية الموسم، وتسبَّب في تحقيق ليفربول فوزاً صعباً بهدفٍ مقابل لا شيء على فريق شيفيلد يونايتد، في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي. إذ كان فريقه شيفيلد يونايتد في طريقه إلى تحقيق المفاجأة أمام ليفربول الذي فشل في تسجيل أي هدف طوال الدقائق الـ69 الأولى.
وقدَّم الحارس الإنجليزي أداءً رائعاً في معظم أوقات تلك المباراة، لكنَّه ارتكب هفوةً أدت إلى انزلاق تسديدة اللاعب جورجيو فينالدوم من يديه، ومرورها بين قدميه لتسكن مرماه.
ومنذ ذلك الحين، عوَّض الحارس البالغ من العمر 22 عاماً خطأه بتقديم أداء مميز في المباريات التالية، ليصبح أحد أفضل الحرُّاس في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومنافساً على مركز الحارس الأساسي في تشكيلة المنتخب الإنجليزي التي ستخوض كأس الأمم الأوروبية المقبلة.
مارتن دوبرافكا أمام فريق ليستر سيتي (29 سبتمبر/أيلول 2019)
صحيحٌ أن فوز ليستر سيتي الساحق بخماسيةٍ نظيفة على فريق نيوكاسل لم يكن خطأ الحارس دوبرافكا وحده، إذ لعب الفريق بعشرة لاعبين بعد 43 دقيقة فقط، عقب طرد اللاعب إسحاق هايدن، بعد تدخُّلٍ خطر على اللاعب دينيس برايت.
لكنَّ الحارس دوبرافكا اتَّخذ بعض القرارات المثيرة للجدل في تلك المباراة.
وعلى وجه التحديد، كان من الممكن أن يكون أداء دوبرافكا أفضل في الهدف الثاني لفريق ليستر، الذي أحرزه اللاعب جيمي فاردي بتسديدةٍ أرضية في الزاوية الضيقة. ثم تلقّت شباكه ثلاثة أهداف أخرى، من بينها هدفٌ عكسي أحرزه بول دوميت بالخطأ في مرماه، وهو ما أسفر عن مباراةٍ بائسة جداً لفريق نيوكاسل.
روبرتو أمام فريق بيرنلي (9 نوفمبر/تشرين الثاني 2019)
يُمكن القول إنَّ فريق وست هام أهدى فريق بيرنلي النقاط الثلاث في المبارة التي أقيمت بينهما في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسبب روبرتو، حارس الفريق، الذي قدَّم أسوأ أداء بين جميع اللاعبين في تلك المباراة، والذي جعل جميع مشجعي وست هام يفقدون الأمل فيه بعدما ارتكب خطأين فادحين، قادا فريقه إلى تلقِّي هزيمة مُهينة على ملعب تيرف مور.
إذ مرَّر الحارس الإسباني الكرة إلى زميله في الفريق فابيان بالبوينا، الذي كان تحت الضغط، وهو ما أدى إلى قطع الكرة منه وتسجيل الهدف الثاني لفريق بيرنلي، ثم حوَّل كرةً عرضية بقبضته إلى داخل شباكه، ليُحرز هدفاً عكسياً، وتصبح النتيجة النهائية ثلاثيةً نظيفة لفريق بيرنلي.
أليسون أمام فريق برايتون (30 نوفمبر/تشرين الثاني 2019)
قدَّم الحارس أليسون أداءً شبه خالٍ من الأخطاء في موسمه الثاني في كرة القدم الإنجليزية. ولنضع خطاً تحت كلمة "شبه".
ففي المباراة التي شهدت فوز الريدز بهدفين مقابل هدف على فريق برايتون في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ارتكب الحارس البرازيلي خطأً كاد أن يُكلِّف فريقه غالياً. إذ كان رجال المُدرِّب يورغن كلوب يتقدمون بالفعل بهدفين نظيفين، بعد مرور نصف ساعة من المباراة، وبدا أنَّهم في طريقهم إلى تحقيقٍ فوز سهلٍ آخر.
غير أنَّ الحارس الأساسي أليسون ارتكب خطأً غير معتاد، تسبَّب في طرده قبل 15 دقيقة من نهاية المباراة، ودفع كلوب إلى إشراك الحارس الاحتياطي أدريان في اللحظات الأخيرة من المباراة.
وطُرِد الحارس البالغ من العمر 27 عاماً بسبب لمسة يد فاضحة خارج منطقة الجزاء، جعلت الحكم يحتسب ركلةً حرة لفريق برايتون، أسفرت عن هدفه الوحيد، وجعلت أصحاب الأرض يعيشون 10 دقائق عصيبة في نهاية المباراة.
ديفيد دي خيا أمام فريق واتفورد (22 ديسمبر/كانون الأول 2019)
يُعد ديفيد دي خيا، حارس مرمى فريق مانشستر يونايتد، حارساً آخر من الحراس المعروفين بعدم ارتكاب الكثير من الأخطاء. غير أنَّ الخطأ الذي ارتكبه الحارس الإسباني في مباراة فريقه أمام فريق واتفورد سيُسَجَّل ضمن أبرز الأخطاء المُخزية في الموسم الجاري.
إذ انزلقت تسديدة إسماعيل سار من يدي الحارس البالغ من العمر 29 عاماً وسكنت شباكه، ثم فشل في إنقاذ ركلة الجزاء التي سدَّدها تروي ديني قائد فريق واتفورد.
وإجمالاً، كان يوماً للنسيان للحارس الإسباني، الذي يعد أحد أعظم حُرَّاس الدوري الإنجليزي الممتاز على مر التاريخ، ممَّا سمح لواتفورد بالفوز بهدفين نظيفين على الشياطين الحُمر.
كيبا أريزبالاغا ضد نيوكاسل (18/01/20)
أحد حراس المرمى الذي يقضون وقتاً عصيباً في الدوري الإنجليزي الممتاز هو كيبا أريزبالاغا. فقد تعرّض حارس تشيلسي للانتقاد على نحو منتظم، بسبب الصعوبات التي يواجهها في الحفاظ على شباكه نظيفة، بالإضافة إلى نسبة التصديات المخيبة للآمال هذا الموسم. ويمكن القول بلا جدال إن المباراة ضد نيوكاسل كانت الأسوأ للحارس الإسباني.
ورغم عدم تعرّضه لأي اختبار تقريباً طوال المباراة، تمكّن إسحاق هايدن من مراوغة أريزبالاغا في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة ويسجل هدفاً، ليخرج تشيلسي خاسراً من المباراة التي أقيمت على ملعب سانت جيمس بارك.
فيسنتي غويتا ضد شيفيلد يونايتد (02/02/20)
يأمل فيسنتي غويتا في نسيان مباراة شيفيلد يونايتد سريعاً، فقد أهدى حارس كريستال بالاس هدف المباراة الوحيد للاعبي شيفيلد، ليحقق الفريق الصاعد حديثاً إلى الدوري الممتاز فوزاً بنتيجة 1-0 خارج أرضهم على ملعب سيلهرست بارك.
وأخطأ حارس المرمى الإسباني بشكل كامل في التعامل مع الركلة الركنية التي نفّذها أوليفر نوروود، حين التقط الكرة ليسقطها داخل مرماه فقط قبل بلوغ ساعة من عمر المباراة مباشرة، وهو ما أدى إلى واحدة من أكثر اللحظات المحرجة خلال هذا الموسم. وكان هذا كافياً لمنح رجال المدرب كريس وايلدر الانتصار، وخاب أمل المضيفين بالتأكيد لتحقيق أي شيء خلال المباراة.