بعضهم ينام بالعراء وآخرون غمرت الثلوج خيامهم ويعيشون بلا تدفئة.. نازحون سوريون يكافحون لإيجاد مأوى

يكافح النازحون في شمال غربي سوريا، ومخيمات في لبنان، للبحث عن مأوى يقيهم البرد والمعاناة، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية والقصف المتواصل على مناطق كثيرين منهم في إدلب، التي نزح من جنوبها وشرقها خلال شهرين قرابة 600 ألف نسمة.

عربي بوست
تم النشر: 2020/02/09 الساعة 15:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/09 الساعة 15:40 بتوقيت غرينتش
طفلة من إدلب في أحد المخيمات/ رويترز

يكافح النازحون في شمال غربي سوريا، ومخيمات في لبنان، للبحث عن مأوى يقيهم البرد والمعاناة، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية والقصف المتواصل على مناطق كثيرين منهم في إدلب، التي نزح من جنوبها وشرقها خلال شهرين قرابة 600 ألف نسمة.

نظرة أقرب للواقع: يحاول النازحون من إدلب العثور على خيمة أو منزل يقيهم وعائلاتهم من الأمطار والبرد، بعد فرارهم على وقع تقدم قوات نظام بشار الأسد وحلفائه في إيران.

وبعض النازحين مثل السيدة غصون، التي لم تجد إلا السيارة لتتخذها مسكناً مؤقتاً لها ولأسرتها، قالت لوكالة الأنباء الفرنسية إنهم يعيشون في السيارة منذ 3 أيام وسط أجواء البرد.

قالت السيدة البالغة من العمر 34 عاماً بينما تجلس قرب سيارتها المحملّة بسجادات لفّت بعناية، ومدفأة "توجهنا إلى المخيمات، لكن لا مكان فيها، بحثنا عن منازل، لكن إيجاراتها مرتفعة". وتسأل بحرقة "من أين سنأتي بالمال؟ وتخشى من أن تفقد العائلة قدرتها على دفع ثمن الوقود.

في مشهد مؤلم آخر، يتوافد النازحون تباعاً إلى باحة مخيم تم إنشاؤه حديثاً على أطراف بلدة معرة مصرين، وتضطر عائلات بأكملها هناك إلى افتراش الأرض الطينية، لعدم تمكنها من الحصول على خيمة، حيث بات المخيم المخصص لـ350 عائلة يؤوي نحو 800 عائلة، بينما ترتفع أعداد القادمين إليه.

من بين هؤلاء النازحين مصطفى حاج أحمد (40 عاماً)، الذي وصل في شاحنتين صغيرتين مع ثلاثين من أفراد عائلته إلى المخيم من دون أن يعثروا على خيمة.

يقول مصطفى، النازح من بلدة سرمين، التي تدور معارك قربها: "ننام منذ يومين تحت الشجر ولا بيت يؤوينا، جئنا إلى المخيم ولم نجد مكاناً (…) لم أجلب شيئاً من أغراضي، حتى السجادات والأغطية لم نحضرها (…) لبسنا ثيابنا ونجونا بأرواحنا".

يعتزم مصطفى مواصلة البحث عن مأوى عبر التوجّه شمالاً نحو الحدود التركية الآمنة. وفي حال لم يعثر على منزل أو خيمة، يقول "سننام تحت الزيتون، لا أعرف ماذا سنفعل. أنا محتار بحالي".

تحذيرات من كارثة: الوضع المزري للنازحين السوريين دفع بثماني منظمات إغاثة دولية كبرى إلى التحذير من تدهور أكبر لأحوال المدنيين، وقالت المنظمات إن "مئات الآلاف من الناس، غالبيتهم من النساء والأطفال، الذين يفرّون من أعمال عنف لا هوادة فيها عالقون في كارثة إنسانية".

بهية زريكم من منظمة الإنسانية والدمج، قالت إن استئجار النازحين لمساكن بات "أكثر صعوبة، لأنه ببساطة بات عدد الناس يفوق عدد المنازل المتوافرة، وباتت الظروف أكثر بؤساً".

لذلك، فإن "العديد من الذين فرّوا ينامون في سياراتهم، أو يخيمون على جانب الطريق، لأن لا مكان آخر يذهبون إليه"، على حد قولها. ويحتاج هؤلاء إلى الطعام والمأوى والوقود للتدفئة والرعاية الصحية.

اللاجئون في لبنان: في مشهد مشابه لمعاناة النازحين شمالي سوريا، يكافح أيضاً النازحون في مخيمات عرسال بلبنان للبقاء على قيد الحياة، وسط موجة ثلج كثيف غطت خيامهم. 

في أحد مقاطع الفيديو، يظهر لاجئ سوري طاعن في السن، وقد غطت الثلوج ملابسه ووجهه، ويشكو من غياب مقومات الحياة في مخيم عرسال، مشيراً إلى أنهم يعيشون بلا تدفئة ولا خبز.

"صرخة لاجئ" سوري.. أوضاع كارثية في مخيم عرسال بلبنان

"صرخة لاجئ" سوري.. أوضاع كارثية في مخيم عرسال بلبنان

Gepostet von ‎شهاب‎ am Samstag, 8. Februar 2020

يقول الائتلاف السوري التابع للمعارضة، إن ما لا يقل عن 25 ألف لاجئ سوري يقطنون مخيماتعرسال اللبنانية، بينهم نحو 15 ألف طفل بأوضاع إنسانية بالغة السوء، مع تهديد مستمر بترحيلهم إلى مناطق نظام الأسد في سوريا.

تحميل المزيد