كان الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل يتظاهران بالشجاعة تجاه الحملة الشرسة التي شنها ضدهما الإعلام البريطاني، وملايين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، وتدقيق كل حركة يقوم بها دوق ودوقة ساسكس السابقان.
لكن يبدو أن الثنائي لم يعد يحتمل أكثر من ذلك، ورغم مرور ثلاثة شهور على إعلان الأسرة الملكية الصغيرة عن رغبتها في حياة هادئة بعيداً عن الأضواء، فإنهما لم يتمكنا من إقصاء الصحافة عنهما ولو لوقت قصير، فاضطرا للاستغناء عن العائلة الملكية البريطانية، في قرار كان مفاجئاً وصادماً للجميع.
لكن، بعدما اعتزل الأمير هاري وماركل دورهما الملكي كدوقَي ساسكس وأعلنا في بيان نيتهما العيش بين بريطانيا وشمال أمريكا، وتربية طفلهما الوحيد وفقاً للتقاليد الملكية التي ترعرعا فيها، ماذا سيعمل الزوجان؟ ومن أين سيدبران مصاريفهما؟
كيف سيستقل دوقا ساسكس عن العائلة الملكية؟ خاصة أن الأمير هاري ليس لديه عمل خاص.
يحصل الأمير هاري على دخله الأساسي من إيرادات دوقية كورنول التي يديرها والده الأمير تشارلز، والتي بلغت إيراداتها نحو 21 مليون جنيه إسترليني في عام 2018 وبالتالي فإن لديه ما يؤمن حياته المستقلة لحين الحصول على عمل مناسب.
فضلاً عن أن الثروة التي ورثها الأميران هاري وشقيقه الأمير ويليام عن والدتهما الأميرة الراحلة ديانا تقدر بـ21 مليون جنيه إسترليني، إضافة إلى أنه ولحين أن يجد هاري عملاً بديلاً فمن المستبعد أن يطالَب الأمير بدفع ضرائب.
عروض عمل.. بعضها ساخر
ومنذ إعلان القرار، بدأت العديد من المؤسسات والشركات الكبرى تقدم عروض عمل للزوجين، بعضها جاد، وبعضها ساخر.
كان أبرزها عرض عمل من شرطة مقاطعة سُرِّي بجنوب شرق إنجلترا، جاء فيه:
سمعنا أنكما تبحثان عن دور جديد، وحيث إنكما تؤمنان بالخدمة العامة وخدمة ملكة بريطانيا، فنحن قريبون من وندسور وساسكس، ونحن نوظف الآن"، وذلك بحكم أن هاري ضابط متقاعد، لكن الإعلان لاقى تعليقات هجومية شديدة رافضة استغلال الحدث للإمعان في السخرية من الزوجين.
فيما قدم آندي كوهين، منتج برنامج ربات البيوت الحقيقيات لبيفرلي هيلز دعوة لميغان لاستضافتها بصورة ثابتة في إحدى فقرات البرنامج الشهير.
ومن المتوقع أن يحصل الزوجان على الكثير من العروض لاحقاً لإنتاج كتب أو أفلام عن حياتهما، أو ربما تعود ميغان للتمثيل مرة أخرى خاصة بعدما نصحتها ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكي السابق بالعودة إلى السينما مرة أخرى.
ومنذ تولت ميغان مهامها الملكية زادت نحو 16 ماركة عالمية من مبيعاتها بفضل دوقة ساكس، بعدما كانت ترتدي من متاجرهم، وصل بعضهم لتحقيق إيرادات أكبر بنسبة 70% بعد إطلالات الدوقة، مثل أريتزا، و Mackgeالذي تضاعف عدد زوار موقعهم الإلكتروني 4 أضعاف بعدما ارتدت ميغان أحد معاطفهم.
لذا من المتوقع أن تعمل ميغان في مجالات الإعلاناتات الذي قد يدر عليها دخلاً كبيراً، خاصة أنها درست هذا المجال أثناء دراستها للإعلام.
ضغوطات أوصلتهما لهذه المرحلة..
صحيح أن قرار التخلي عن الملكية أمر صعب، لكن الدوق والدوقة هاري قد تعرضا لجملة من الممارسات دفعتهما لاتخاذ هذا القرار، فقد أكد هاري مسبقاً أنه مستاء من ملاحقة الإعلام له ولزوجته واختلاق الأكاذيب بشأنهما، والذي أكد أنه يخشى على أسرته من مصير والدته الراحلة ديانا.
والنبش وراء ماركل التي كانت ممثلة أمريكية متوسطة الشهرة وكيف أنها بدأت كراقصة في برامج المسابقات ترتدي ملابس مثيرة ضمن فتيات أخريات في البرامج التلفزيونية، وقيامها بأدوار صف ثانٍ.
عانى الثنائي أكثر بعد ظهور والد ماركل المتكرر في وسائل الإعلام ومحاولته تشويه شكلها وإظهارها على أنها الابنة العاقة، بعدما حاولت كثيراً إبعاده عن وسائل الإعلام.
السخرية من ملامح ميغان ماركل السمراء السمراء أصلاً دخلت على الخط، ووصلت إلى حد كبير، وصل إلى نشر شبكة "بي بي سي" صورة ساخرة عقب إعلان ميلاد الطفل الأول لماركل وهاري، أظهر فيها الزوجين وكأنهما قد أنجبا قرداً، مما اضطر الشبكة إلى إقالة المحرر وتقديم الاعتذار للعائلة الملكية.