قال الممثل الأمريكي مايكل دوغلاس إن أباه كيرك دوغلاس، نجم السينما ذا طابع الحسن الذي حارب المصارعين والملاكمين على الشاشة وداخل هوليوود خلال مسيرة امتدت لأكثر من 7 عقود شارك خلالها في 90 فيلماً، توفي عن 103 أعوام، فيما قدم زملاؤه من الممثلين والمخرجين كلمات رثاء في زميلهم الذي مات على فراشه بعدما نجا سابقاً من أزمات صحية كبيرة مثل الجلطة الدماغية، فضلاً عن حادث طائرة ومحاولة انتحار.
الابن يعلن وفاة أبيه: كتب مايكل دوغلاس عبر حسابه الشخصي على إنستغرام، الأربعاء (بالتوقيت المحلي لأمريكا) 5 فبراير/شباط 2020: "ببالغ الحزن والأسى أعلن وإخوتي رحيل كيرك دوغلاس عنا اليوم عن عمر 103 أعوام". وأضاف: "كان أسطورة لدى العالم، فنان من عصر السينما الذهبي استمتع بسنواته الذهبية، إنسان يمثل التزامه بالعدل والقضايا التي يؤمن بها معياراً نطمح جميعاً للوصول إليه".
ثم مضى يقول: "عاش كيرك حياة طيبة، وترك إرثاً من الأفلام سيبقى لأجيال قادمة وسجلاً معروفاً من أعمال الخير سعى خلاله لمساعدة الناس وإحلال السلام في الكوكب"، مضيفاً أنه "فخور جداً" لأنه ابنه.
رثاء الفنان الراحل: تدفقت كلمات الرثاء من هوليوود، إذ قال الممثل والمخرج روب راينر على تويتر إن دوغلاس: "سيظل دوماً أيقونة بين عظماء هوليوود. تقدم الصفوف لكسر القائمة السوداء". وقالت ميتسي جينر التي مثلت أمامه في فيلم Love Your Money في عام 1963 إن الفيلم سيحظى "دائماً بمكانة خاصة في قلبي"، وكتبت على تويتر: "شكراً لأنك أشركتنا جميعاً في موهبتك الفذة بسخاء".
بينما وصفه داني دوفيتو "بالمُلهم" فيما كتب آد أسنر على تويتر: "سأظل دوماً أحترمك وأبجلك".
مسيرة دوغلاس الفنية: دوغلاس الأب، وهو ممثل أمريكى من أصل روسى، اسمه الأصلي إيسور دانيالوفيتش، شارك في أكثر من 90 فيلماً في مسيرة امتدت لأكثر من سبعة عقود وجعلته أفلام مثل Spartacus وVikings واحداً من أكبر نجوم الشباك في الخمسينات والستينات. كما لعب أيضاً دوراً رئيسياً في كسر قائمة هوليوود السوداء التي تضم ممثلين ومخرجين ومؤلفين جرى تهميشهم مهنياً بسبب صلات بالحركة الشيوعية في الخمسينات.
وقد رشح دوغلاس، الذي وُلد فى 9 ديسمبر/كانون الأول 1916 لجائزة الأوسكار ثلاث مرات، وحصل على الجائزة عن مجمل أعماله عام 1996، ووسام الحرية الرئاسي، وكتب 10 روايات ومذكرات.
الظهور الأخير: في إحدى مرات ظهوره الأخيرة أمام الجمهور، بدا ضعيفاً يكاد صوته يكون غير مسموع وهو جالس على كرسي متحرك يساعد زوجة ابنه كاثرين زيتا جونز في تقديم إحدى جوائز الأوسكار في يناير/كانون الثاني 2018.
أزمات صحية ومحاولة انتحار: أصيب كيرك دوغلاس بجلطة دماغية في عام 1996 وهو في الثمانين من عمره أثرت على قدرته على الكلام وعلى أعصاب وجهه، لكنه حضر بعدها بأسبوعين حفل أوسكار لتسلم "جائزة إنجاز العمر" عن مجمل أعماله.
استمر في أداء أدوار صغيرة حتى عام 2008 لكنه قال إن الجلطة جعلت لديه رغبة في الانتحار. وقال لمجلة Parade الأمريكية في عام 2014: "الفكاهة أنقذتني"، مضيفاً: "في البداية ظننت أن حياتي انتهت، لكن عندما وضعت المسدس في فمي خبط إحدى أسناني. تأوهت ثم انفجرت في الضحك. أيوقفني وجع في الأسنان عن الانتحار؟".
كذلك نجا دوغلاس من حادث طائرة هليكوبتر مات فيه اثنان عام 1991. وقد نشر عدة كتب منها كتاب يتضمن شعراً ونثراً وصوراً في عام 2014.
حياة دوغلاس الإنسان: رغم احتفاظ دوغلاس بملامح قوية مكنته من أداء أدوار الدراما الخطيرة، بما في ذلك أفلام الرعب والأفلام الحربية، لكنه كان إنساناً خيراً، فقد أسس مؤسسة دوغلاس الخيرية، وفي 2015 أعلن هو وزوجته آن عزمهما التبرع بثروته التي تقدر بنحو 80 مليون دولار في أعمال خيرية متعددة منها إقامة دار للنساء الشريدات ومدرسة عامة في منطقة لوس أنجلوس وجامعة سان لورانس ومستشفيات.
كما تبرع الممثل الشهير الذي قضى سنوات طفولته الأولى فقيراً مع والدين مهاجرين و6 أخوات، في عيد ميلاده الـ 99 عام 2015 بمبلغ 15 مليون دولار لصندوق السينما والتلفزيون للمساعدة في بناء منشأة لإيواء العاملين بهذا القطاع ممن يعانون من الزهايمر.