ناشد رجل يهودي وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن يسمح له بدخول المملكة حتى "يزور قبر أجداده"، الذين قال إنهم مدفونون في مدينة نجران جنوب البلاد.
تفاصيل أكثر: الرجل قال في مقطع شارك حساب وزارة الخارجية الإسرائيلية (إسرائيل بالعربية) على تويتر في نشره، الثلاثاء 4 فبراير/ شباط 2020، إن اسمه داوود بن يوسف شكر، وزعم أنه وُلد في مدينة نجران عام 1944، قبل أن ينزح من السعودية إلى اليمن.
ادعى الرجل أنه حتى عام 1984 كان يوجد 260 يهودياً في المدينة السعودية، وقال إنهم سكنوا في مناطق عدة بالمدينة، مضيفاً أن عددهم أصبح الآن 15 فقط بمن فيهم هو.
الرجل طالب بالسماح له بزيارة المملكة موجهاً كلامه في ذلك إلى ولي عهد السعودية.
سياق الحدث: تأتي دعوة الرجل لزيارة المملكة، بعدما وافقت إسرائيل، الأحد 26 يناير/كانون الثاني 2020، لأول مرة بالسماح لمواطنيها بزيارة الأراضي السعودية.
تنص الموافقة على أنه "يُسمح للإسرائيليين بالسفر إلى السعودية للمشاركة في اجتماعات تجارية، أو بحثاً عن الاستثمارات على ألا تتجاوز مدة الزيارة 9 أيام"، إضافة لأغراض الحج والعمرة بالنسبة للمسلمين في إسرائيل، وفقاً لما ذكرته صحيفة "يسرائيل هيوم".
لكن السعودية ردّت بعد يوم من القرار الإسرائيلي، وقال وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان، الإثنين 27 يناير/كانون الثاني 2020، إن الإسرائيليين غير مرحَّب بهم في بلاده، وإن من يحملون الجواز الإسرائيلي لا يمكنهم زيارة المملكة في "الوقت الحالي".
يهود نجران: عاشوا لفترة في المدينة السعودية، وعملوا في التجارة بالأسواق في صياغة الذهب وحرفة صناعة الخناجر والسيوف وغيرها وكانوا يدينون باليهودية، وفي عام 1932 م كان عدد يهود نجران سبعة آلاف يهودي ولهم حاخام.
في مقال كتبه بصحيفة "الحياة" في ديسمبر/كانون الأول 2013، قال الكاتب السعودي محمد الساعد إنه في الفترة بين عامي 1948 و1960 "يكون قد غادر آخر يهودي مدينة نجران السعودية، بالتأكيد لا توجد تفاصيل مكتوبة ومحددة غير ما يتداوله السكان المحليون الذين عاشوا جنباً إلى جنب مع أولئك السكان اليهود".
أشار الكاتب إلى أن اليهود الذين عاشوا في المدينة قرروا الانتقال إلى مدينة صعدة في اليمن، حيث بقية أهلهم وأبناء عمومتهم، مكتفين بما حققوه من ثروات الذهب والفضة، بحسب قوله.
تطبيع العلاقات
باستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل، لا تقيم أية دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.
لكن ظهرت مؤشرات للتطبيع بين إسرائيل وبعض الدول، مثل البحرين التي التقى وزير خارجيتها خالد بن أحمد بنظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس في واشنطن خلال يوليو/تموز 2019.
كذلك كان سلطان سلطنة عُمان الراحل قابوس قد استضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مسقط في أكتوبر/تشرين الثاني 2018.
من جانبه مهد رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان الطريق أمام تطبيع مُحتمل للعلاقات مع إسرائيل، بعدما التقى نتنياهو في أوغندا لأول مرة، حيث اتفق الجانبان على بدء تطبيع العلاقات بينهما.
يُشار إلى أنه على الرغم من عدم وجود علاقات سعودية إسرائيلية، فإن المملكة لم تمنع الناشط السعودي محمد سعود من زيارة الأراضي التي تحتلها إسرائيل في فلسطين، كما ظهر في مقطع مصور لمحادثة جرت بينه وبين نتنياهو، قبيل الانتخابات الداخلية الأخيرة لزعامة حزب الليكود، عبّر خلالها محمد سعود عن محبته لنتنياهو وتعليقه آمالاً كبيرة لفوزه الذي رأى أنه "سيجلب السلام للشرق الأوسط". ولم تُحاسب المملكة الناشط سعود.