اتفقا على تطبيع العلاقات.. مسؤول إسرائيلي: نتنياهو اجتمع مع رئيس السيادي السوداني في أوغندا

إسرائيل والسودان اتفقتا على بدء تطبيع العلاقات، وذلك بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني.

عربي بوست
تم النشر: 2020/02/03 الساعة 17:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/03 الساعة 21:34 بتوقيت غرينتش
رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان/ رويترز

 قال مسؤول إسرائيلي كبير، الإثنين 3 فبراير/شباط 2020، إن إسرائيل والسودان اتفقتا على بدء تطبيع العلاقات، وذلك بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني خلال زيارة لأوغندا.

المسؤول الإسرائيلي أضاف في بيان "يعتقد نتنياهو أن السودان بدأ يتحرك في اتجاه جديد وإيجابي.. عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني يرغب في مساعدة بلده على المضي قدماً في عملية تحديث من خلال إنهاء عزلته ووضعه على خريطة العالم".

من جهتها أشارت قناة الجزيرة إلى أن بنيامين نتنياهو طلب من البرهان فتح الأجواء السودانية أمام الطيران الإسرائيلي القادم من أمريكا اللاتينية.

تقارب إسرائيلي مع الدول الإفريقية

من جهته، وجَّه نتنياهو شكره للرئيس الأوغندي موسفيني؛ على مساعدة إسرائيل في "جهودها لتكثيف التعاون مع دول إفريقية"، مضيفاً: "هذا أمر ذو قيمة كبيرة لإسرائيل ونقدّره بعمق".

كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مساء الإثنين، عن مصدر إسرائيلي لم تسمه، أن "لقاء نتنياهو والبرهان يمكن أن يقود إلى مرور الرحلات الجوية الإسرائيلية فوق السودان".

الصحيفة قالت أيضاً، إن نتنياهو كان قد صرح بعد استئناف العلاقات مع تشاد في يناير/كانون الثاني 2019، بأنه يسعى لإقناع السودان وتشاد بالسماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق عبر إفريقيا إلى البرازيل، وهو المسار الذي سيقلص مدة الرحلات الجوية بنحو 3 ساعات.

كان نتنياهو قد صرح قبيل مغادرته مطار "بن غوريون" في مدينة تل أبيب، بأن "إسرائيل تعود إلى إفريقيا الكبيرة، وهناك تطور في العلاقات على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني"، وفق الصحيفة. وأضاف: "آمل في نهاية هذا اليوم، أن أعود بأخبار جيدة لإسرائيل"، دون توضيح.

هذا ولم يصدر أي تعليق من السودان حول تصريحات المسؤول الإسرائيلي، إلى غاية مساء الإثنين 3 فبراير/شباط.

الحكومة السودانية لا علم لها باللقاء 

قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، إنه لم يتم التشاور وإخطار مجلس الوزراء بشأن لقاء رئيس المجلس الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي بأوغندا، الأحد.

صالح أوضح في بيان مقتضب، مساء الإثنين: "تلقينا عبر وسائل الإعلام خبر لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي بأوغندا".

كما أضاف: "لم يتم إخطارنا أو التشاور معنا في مجلس الوزراء بشأن هذا اللقاء، وسننتظر التوضيحات بعد عودة رئيس مجلس السيادة".

ردود فعل غاضبة من "البرهان"

أدانت منظمة التحرير، وفصائل فلسطينية، الإثنين، لقاءً جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، في أوغندا.

إذ قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن  اللقاء "طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروج صارخ عن مبادرة السلام العربية، في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تصفية القضية الفلسطينية".

من جانبها، قالت حركة "الجهاد الإسلامي": "هذا الاجتماع لا يعبر أبداً عن الموقف الأصيل والمعروف للشعب السوداني، الذي يعتبر من أكثر الشعوب مساندةً وتأييداً للقضية الفلسطينية والمقاومة".

بدوره، قال حازم قاسم، الناطق باسم حركة "حماس": "هذه اللقاءات التطبيعية تشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه وعدوانه بحق شعبنا الفلسطيني، وانتهاك حرمة مقدسات الأمة العربية والإسلامية".

في حين قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن "اللقاء يضرب في الصميم مصالح الشعب السوداني، وموقفه الذي لم يتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني، وانخراط كثير من أبنائه في صفوف المقاومة الفلسطينية".

"ابتزاز" أمريكي مقابل رفع السودان من "قائمة الإرهاب"

في وقت سابق، كانت قد أشارت وكالة "الأناضول" التركية إلى أن تطبيع السودان للعلاقات مع إسرائيل يتردد مؤخراً، ووقف دعم السودان للفلسطينيين هو أحد شروط واشنطن لرفع اسم السودان من القائمة الأمريكية.

وهو ما علق عليه المتحدث باسم "مجلس السيادة" السوداني، محمد الفكي، بقوله: "هذا الحديث سمعناه كثيراً، لكن لم يطلبه منا أحد بصورة رسمية"، على حد تعبيره. وتابع: "السودان لديه التزام تجاه القضية الفلسطينية، وهو أمر معروف، ولا نفكر في هذه القضية بمعزل عن دول الإقليم في الجوار العربي، فهذه ليست قضية سياسية أو تجارية واقتصادية فقط، بل قضية تاريخية وأمنية وملفاتها مرتبطة مع بعضها البعض، لذلك الأصلح دائماً أن ندخل إلى هذه القضية برؤية موحدة؛ لأننا نحتاج إلى ثقل الدول العربية تجاه هذه القضية".

حديث نتنياهو عن "تطبيع جوي"

لا يقيم السودان أي شكل من أشكال العلاقات مع إسرائيل، وراج الحديث بشكل موسّع قبل عزل البشير عن اقتراب إقامة علاقات دبلوماسية بين السودان وإسرائيل، تزامناً مع تلميحات من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

كان نتنياهو قد أثار جدلاً بتصريحات حول إمكانية التطبيع الجوي مع السودان قريباً. وأعلن أن شركات طيران بلاده ستتمكن من التحليق فوق أجواء السودان في طريقها إلى أمريكا الجنوبية.

لكن وزارة الخارجية السودانية أكدت حينها أن "موقف السودان تجاه إسرائيل ثابت ولن يتزحزح مهما حدث من تحولات"، رداً على تقارير بشأن زيارة مرتقبة للرئيس لنتنياهو.

تحميل المزيد