أسقطت أكثر من 7000 قنبلة في عام واحد.. واشنطن تحاول إجبار “طالبان” على التفاوض، والنتيجة قتل مئات المدنيين

كشفت تقارير أمريكية، الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني 2020، أن واشنطن أسقطت عدداً كبيراً من القنابل على أفغانستان في عام 2019، أكثر من أي عام آخر منذ بدأت وزارة الدفاع إحصاء غاراتها في عام 2006، مما يعكس جهداً واضحاً لإجبار "طالبان" على تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/01/29 الساعة 13:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/29 الساعة 14:04 بتوقيت غرينتش
ضحايا القصف الأمريكي في افغانستان/ مواقع التواصل

كشفت تقارير أمريكية، الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني 2020، أن واشنطن أسقطت عدداً كبيراً من القنابل على أفغانستان في عام 2019، أكثر من أي عام آخر منذ بدأت وزارة الدفاع إحصاء غاراتها في عام 2006، مما يعكس جهداً واضحاً لإجبار "طالبان" على تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.

وفقاً للأرقام الجديدة الصادرة عن القيادة المركزية الأمريكية، التي نشرها تقرير في صحيفة The Guardian الأمريكية، أسقطت الطائرات الأمريكية 7,423 قنبلة ومتفجرات أخرى على أفغانستان عام 2019، بزيادة تقترب من ثمانية أضعاف ما أسقطته في عام 2015.

ضحايا كُثر نتيجة الغارات: على إثر زيادة حدة الغارات الجوية كانت هناك زيادة في عدد الضحايا المدنيين على يد القوات الأمريكية. فوفقاً لبيانات الأمم المتحدة، فإن الولايات المتحدة مسؤولة عن نصف عدد الوفيات بين المدنيين المنسوبة إلى القوات الموالية للحكومة في أفغانستان والبالغ عددهم 1,149 قتيلاً خلال الثلاثة أرباع الأولى من عام 2019.

  • وفقاً لنفس الأرقام، فإن "طالبان" وغيرها من الجماعات المسلحة مسؤولة عن مقتل 1,207 مدنيين، إذ صعدّت طالبان من هجماتها أيضاً خلال الصيف. وفي شهر يوليو/تموز من عام 2019، سجّلت الأمم المتحدة أعلى رقم للضحايا بين المدنيين في شهر واحد منذ بدأت المنظمة إحصاء وتوثيق عدد القتلى المدنيين في أفغانستان عام 2009.

مقابل مفاوضات متعثرة : تزامن ارتفاع معدلات إراقة الدماء في أفغانستان مع جهود الولايات المتحدة وطالبان إجراء محادثات سلام مستدامة، التي يقودها من الجانب الأمريكي المبعوث الخاص زلماي خليل زاد. ولكن دونالد ترامب ألغى تلك المحادثات فجأة في شهر سبتمبر/أيلول 2019، ملقياً باللوم على تفجيرٍ انتحاري لطالبان في العاصمة الأفغانية كابول أسفر عن مقتل جندي أمريكي. وزعم الرئيس الأمريكي أن قادة طالبان كانوا على وشك القدوم إلى كامب ديفيد لتوقيع اتفاق، وهو ما نفته طالبان.

  • بعد زيارته الأولى إلى أفغانستان في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أعلن ترامب إعادة فتح المحادثات مع طالبان.

انتقادات أمريكية لقصف المدنيين: لوريل ميلر، التي كانت تشغل منصب القائم بأعمال الممثل الخاص للولايات المتحدة في أفغانستان وباكستان، والتي تدير الآن البرنامج الآسيوي في منظمة مجموعة الأزمات الدولية، قالت: "يخطئ الجيش الأمريكي في اعتقاده أن بإمكانه تغيير الوضع السياسي بشكل ما عن طريق إسقاط المزيد من القنابل على أفغانستان".

  • قالت لوريل: "حجة تلك العمليات العسكرية أنها سوف تغيّر الوضع السياسي بطريقة تجعل طالبان أكثر استعداداً لتقديم التنازلات على طاولة المفاوضات، ولكنّي لا أتوقع أن هذه السياسة سوف يكون لها هذا النوع من التأثير".
  • أضافت: "كما أن تلك السياسة تنطوي على مخاطر كبيرة لانتكاس جهود محادثات السلام، لأن زيادة استخدام القوة الجوية يُسفر عن زيادة في أعداد الضحايا المدنيين".

ترامب على عكس سياسة أوباما: فبعدما شددت إدارة أوباما معايير تنفيذ الهجمات الجوية، انخفض عدد الهجمات بشكل كبير عام 2015. ولكن في نفس الوقت، حققت طالبان مكاسب إقليمية جراء ذلك، مما أدى إلى ظهور أصوات في واشنطن تطالب بتخفيف صرامة تلك المعايير مجدداً. وخفف ترامب تلك المعايير، ومنح سلطة أكبر للقادة المتمركزين في المنطقة لشن الغارات الجوية، مما أسهم في زيادة عدد الهجمات بشكل كبير.

فرانسيس براون، التي شغلت منصب كبير مسؤولي مكتب الأمن القومي في إدارتَي أوباما وترامب، والآن زميلة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي قالت: "يأمل الجانب الأمريكي صراحةً في استخدام الضربات الجوية المكثفة لكسب النفوذ والأفضلية في المحادثات الجارية مع طالبان".

أضافت براون: "تستخدم طالبان أيضاً نفس استراتيجية تصعيد مستوى العنف للحصول على أفضلية. ونتيجة لذلك، رأينا مستويات قياسية من العنف خلال الربع الثالث من عام 2019، عندما اعتقد الطرفان أنهما يتجهان نحو اتفاق مبدئي".

أضافت: "المشكلة أن إدارة ترامب تفتقر لاستراتيجية واضحة للتفاوض السياسي. لقد حقق المبعوث الخاص الأمريكي بعض التقدم بصعوبة على مدار عام 2019، وفجأة يطمس الرئيس كل هذه الجهود دون أي منطق واضح. ثم بدأت المحادثات مجدداً قبل أسابيع، ولكن بعدما قوّضت الولايات المتحدة يدها وأضعفت موقفها".

تحميل المزيد