كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الأحد 26 يناير/كانون الثاني 2020، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ، في أغسطس/آب، مستشاره للأمن القومي جون بولتون برغبته في مواصلة تجميد المساعدات الأمنية لأوكرانيا، التي يبلغ حجمها 391 مليون دولار، إلى أن يتعاون المسؤولون هناك في تحقيقات مع ديمقراطيين، بمن في ذلك نائب الرئيس السابق جو بايدن.
جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، أورد تصريح ترامب في نسخة من كتابه الذي لم يُنشر بعد، وفقاً لما نشرته الصحيفة.
البيت الأبيض يلتزم الصمت
البيت الأبيض لم يرد على طلب للتعليق، كما لم يرد جاي سيكولو، الذي يساعد في قيادة دفاع ترامب في محاكمته بمجلس الشيوخ الأمريكي في إطار مساءلته. والمحامي الممثل لبولتون تشارلز كوبر بدوره لم يرد على طلب للتعليق.
فيما قالت الصحيفة إن كبار مساعدي ترامب، ومن بينهم بولتون ووزيرا الخارجية مايك بومبيو والدفاع مارك إسبر، حثوا ترامب على الإفراج عن المساعدات التي اعتمدها الكونغرس.
أحد الدفاعات الأساسية لترامب
تأكيد بولتون قد يضعف أحد الدفاعات الأساسية التي قدمها ترامب وحلفاؤه في خضم التحقيق بشأن المساءلة، وهو أن وقف المساعدات لم يكن له صلة بأي رغبة في جعل أوكرانيا تُجري تحقيقات مع خصوم سياسيين، من بينهم بايدن الذي كان ابنه هنتر مديراً لشركة طاقة أوكرانية خلال تولّي والده منصب نائب الرئيس.
ولكن ترامب قال، خلال نقاش جرى مع بولتون في أغسطس/آب 2019، إنه يفضل عدم إرسال مساعدات لأوكرانيا إلى أن يسلم المسؤولون هناك كل المواد التي لديهم بشأن التحقيق الذي شمل بايدن، بالإضافة إلى مؤيدي هيلاري كلينتون في أوكرانيا.
البيت الأبيض أمر بولتون ومسؤولي الإدارة الآخرين بعدم التعاون مع التحقيق الجاري بشأن المساءلة، على الرغم من أن بولتون قال إنه سيدلي بشهادته بشأن هذا الموضوع إذا تم استدعاؤه.
كما يستمع مجلس الشيوخ إلى حجج عزل ترامب من منصبه بتهمة إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس نتيجة تعاملات ترامب مع أوكرانيا. ولكن لم يتضح ما إذا كان هناك دعم كافٍ بين أعضاء مجلس الشيوخ لطلب شهود وأدلة إضافيين. ولم يستمع مجلس النواب إلى شهادة من بولتون.
عزل ترامب
يعود أساس القضية إلى محادثة هاتفية في 25 يوليو/تموز 2019، طلب ترامب خلالها من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "يهتم" بأمر جو بايدن، نائب الرئيس الديمقراطي السابق، المرشح لمواجهة ترامب في السباق إلى البيت الأبيض عام 2020.
فيما يُشتبه في أن ترامب ربط حينها مسألة صرف مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار، يفترض أن تتسلمها أوكرانيا، بإعلان كييف أنها ستحقق بشأن نجل بايدن، الذي عمل بين عامي 2014 و2019 لدى مجموعة "غاز بوريسما" الأوكرانية.
إلا أن ترامب يرفض تلك الاتهامات، ويقول إنها "حملة مطاردة"، ومحاولة "انقلاب ضده"، ويتوعد بالانتقام من الديمقراطيين في انتخابات العام المقبل.