كارثة تواجه ليبيا بسبب النفط.. حفتر يحاصر الحقول والسراج يرفض الرضوخ لابتزازه ويطالب بتدخل دولي

قال فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً الإثنين 20 يناير/كانون الثاني، إن ليبيا ستواجه وضعاً كارثياً، إذا لم تضغط القوى الأجنبية على خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا لوقف حصار حقول النفط الذي أدى إلى وقف إنتاج الخام تقريباً.

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/20 الساعة 15:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/20 الساعة 16:24 بتوقيت غرينتش
فايز السراج في لقاء سابق مع أنجيلا ميركل/ رويترز

قال فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، الإثنين 20 يناير/كانون الثاني 2020، إن ليبيا ستواجه وضعاً كارثياً إذا لم تضغط القوى الأجنبية على خليفة حفتر قائد قوات شرقي ليبيا (الجيش الوطني الليبي)، لإنهاء حصاره لحقول النفط والذي أدى إلى وقف إنتاج الخام تقريباً.

السراج يحذر من كارثة إذا استمر حفتر في حصار حقول النفط

من جانبها أغلقت قوات حفتر موانئ النفط الرئيسية بليبيا منذ يوم الجمعة، في استعراض للقوة تزامناً مع لقاء قوى أجنبية مع حلفائه ببرلين؛ للضغط عليه لوقف حملته العسكرية الرامية إلى السيطرة على العاصمة طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق.

السراج قال لـ "رويترز"، إنه يرفض مطالب حفتر بربط إعادة فتح الموانئ بإعادة توزيع إيرادات النفط على الليبيين، مشيراً إلى أن الدخل في النهاية يعود بالفائدة على البلد بأكمله.

أضاف خلال المقابلة التي جرت ببرلين، أن هذا الوضع سيكون كارثياً في حالة استمراره.

وردّاً على سؤال عما إذا كان يرغب في أن تضغط الدول الأجنبية على حفتر حتى يُنهي حصاره للموانئ النفطية، قال: "آمل أن تعرف الأطراف الدولية الخارجية عمق المشكلة… بعض الأطراف الخارجية وعدوا بأن يتابعوا الملف".

ويرفض عقد أي لقاءات مع خليفة حفتر

السراج خلال مقابلته مع رويترز، قال إنه سيحترم قرار القمة الحفاظ على الهدنة في طرابلس، وبدء محادثات بين طرفي النزاع الليبي، في إطار خطة تقودها الأمم المتحدة.

لكنه استبعد عقد أي لقاء مع حفتر. وفي برلين اجتمع السراج وحفتر مع زعماء العالم دون أن يلتقيا.

قال السراج: "بالنسبة لي فإن الأمر واضح. الجلوس مع الطرف المعتدي أعتقد أنه عملية تجاوزها الزمن. وأعلنا عن موقفنا بوضوح، وهو أننا لن نجلس مرة أخرى"، مضيفاً أن مسألة الحوار حول صنع السلام يتعين ألا يتم قصرها على لقائه مع حفتر.

كانت قمة برلين، يوم الأحد، جمعت الداعمين الأجانب للطرفين المتحاربين. وتدعم الإمارات ومصر ومرتزقة روس وبعض المقاتلين الأفارقة حفتر، في حين تدعم تركيا السراج.

حيث اتفقت القوى الأجنبية بالعاصمة الألمانية على تعزيز هدنة هشة في ليبيا، لكن محاصرة قوات حفتر لحقول النفط ألقت بظلالها على الاجتماع.

من جانبع قال خوسيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الاثنين، إن التكتل سيناقش الخيارات كافة؛ لدعم وقف رسمي لإطلاق النار في ليبيا، لكن أي تسوية سلمية ستحتاج دعماً حقيقياً من الاتحاد كي تستمر.

بموجب اتفاق برلين، سيتم تشكيل لجنة مشتركة مؤلفة من خمسة عسكريين من كل جانب ليبي، على أن تجتمع بجنيف في غضون نحو أسبوع؛ لمناقشة آليات وقف إطلاق النار، بهدف تمهيد السبيل لاستئناف جهود السلام الدبلوماسية.

قال السراج: "للأسف، الطرف المعتدي مستمر في خروقاته وتجاوزاته لوقف إطلاق النار، لأنه لم يوقع أصلاً على وقف إطلاق النار"، في إشارة إلى اجتماع في موسكو، عُقد الأسبوع الماضي، رفض خلاله حفتر التوقيع على خطة لوقف إطلاق النار. وكان السراج قد وقع على هذه الخطة.

أضاف: "آمل أن تجتمع اللجنة العسكرية (5+5) وتقوم بأعمالها".

حيث تواجه ليبيا خطر وقف إنتاج البلاد بالكامل من النفط

فيما يهدد هذا التطور، الذي جاء بعد إغلاق الموانئ النفطية الكبرى في الشرق الليبي، بوقف كل إنتاج البلاد من النفط بشكل شبه كامل في الوقت الذي كان زعماء عالميون يجتمعون في برلين في قمة بشأن إحلال السلام في ليبيا.

من جانبه قال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط إنه إذا استمر وقف الصادرات، فإن ملء صهاريج التخزين سيستغرق بضعة أيام، وسيقتصر الإنتاج على 72 ألف برميل يومياً من الحقول البحرية وحقل الوفاء الغربي.

يذكر إن ليبيا كانت تنتج نحو 1.2 مليون برميل يومياً من النفط في الأشهر الماضية، وتقع كل حقول النفط الكبرى في مناطق يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي.

من جانبه يحاول خليفة حفتر وقواته دخول العاصمة طرابلس، من خلال هجومه الذي يشنه  منذ أبريل/نيسان. 

تحميل المزيد