مع بدايات فصل الشتاء، تزداد فرص الإصابة بالأنفلونزا، ونواجه جميعاً هذا الخطر الموسمي. وفي حين أن بعض العوامل مثل العمر والمرض، تحدد من الذي يصاب بالأنفلونزا ومدى خطورة الإصابة، فإن ما لا يعرفه كثيرون هو أن الوزن يؤدي دوراً في الإصابة بالأنفلونزا.
ولمعرفة كيف يؤثر وزن الجسم في الإصابة بالأنفلونزا.. تابِع قراءة هذا التقرير.
وزن الجسم وعلاقته بالإصابة بالأنفلونزا
زيادة الوزن تزيد من خطر الإصابة
في عام 2011، كشفت دراسة قام بها مركز التحكم والمنع للأمراض بأمريكا، أن البالغين الذين يعانون مزيادة الوزن أو السمنة كانوا معرَّضين لخطر متزايد للإصابة بالأنفلونزا.
كشفت الدراسة أنه بين سكان ولاية كاليفورنيا الأمريكية خلال تفشي أنفلونزا H1N1 2009، كانت الغالبية العظمى من المرضى في المستشفى يعانون زيادة الوزن أو السمنة مع مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يبلغ 30 أو أعلى.
وكشفت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين يعانون ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لديهم ضعف احتمال الإصابة بالأنفلونزا مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بوزن صحي، حتى بعد تلقيهم لقاح الأنفلونزا.
ورغم أن الباحثين ليسوا متأكدين تماماً من سبب أن زيادة الوزن قد يسهم في الإصابة بالأنفلونزا، ولكن ستايسي شولتز شيري، أستاذة الأمراض المعدية بمستشفى سانت جود لبحوث الأطفال في ممفيس، تينيسي، تقول إن هذا قد يحدث بسبب الاستجابة المناعية المتأخرة.
وترى شولتز شيري أن فيروس الأنفلونزا يدخل عن طريق الأنف والجهاز التنفسي العلوي أولاً. وتقوم الخلايا بعد ذلك بعمل استجابات قوية مضادة للفيروسات ومضادة للأمراض والتي يجب أن تأتي بسرعة للمساعدة في مكافحة العدوى.
لكن الأبحاث التي أجرتها شولتز شيري، والتي تدرس تأثير فيروس الأنفلونزا على الخلايا، تشير إلى أن الخلايا الموجودة في رئتي الأشخاص الذين يعانون السمنة قد لا تتفاعل بالسرعة التي تتفاعل بها تلك الموجودة في السكان الذين يعانون انخفاض مؤشر كتلة الجسم.
– الوزن الزائد يرتبط بالانتشار
ليس فقط من المحتمل أن تصاب بالأنفلونزا إذا كنت تعاني زيادة الوزن، ولكن قد ينتهي بك الأمر أيضاً بتوزيعها على مزيد من الأشخاص.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أظهرت دراسة نُشرت بمجلة الأمراض المعدية أن العمر والسمنة يؤثران في مدة نشر المريض للفيروس، وهو ما يسمح بنقله إلى أشخاص آخرين.
ما أظهرته الدراسة هو أن الأشخاص الذين يعانون السمنة ربما يزفرون الفيروس أكثر من أولئك الذين يمتلكون وزناً صحياً. فقد تبين أن البالغين الذين يعانون السمنة يزفرون فيروس الأنفلونزا A مدة أطول، بنسبة 42% من ذوي الوزن الصحي.
– زيادة الوزن و الأنفلونزا
على الرغم من احتمال أن تكون الأنفلونزا خطيرة بغض النظر عمن يصاب بها، فإن الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة لديهم احتمال أكبر في التعرض لمضاعفات تهدد حياتهم، وفقاً لجمعية الرئة الأمريكية.
قد يكمن السبب في ميل الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن والسمنة إلى التهاب مزمن منخفض المستوى يمكن أن يعيق الجهاز المناعي، فيزيد فرص الإصابة بالأنفلونزا، كما يجعل الأعراض أكثر شدة.
وقد أشارت دراسة علمية إلى أن السمنة تؤدي دوراً في تغيير دورة الحياة الفيروسية، ومن ثم الاستجابة المناعية الضعيفة بالفعل، وتؤدي إلى التسبب في سوء المرض.
كما توصل العلماء إلى أن لقاحات الأنفلونزا أقل فاعلية للأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة.
الوقاية من الإصابة بالأنفلونزا
رغم أن الأنفلونزا مصدر قلق في فصل الشتاء؛ نظراً إلى الأعراض والمضاعفات، فإنه لا تزال هناك أشياء يمكنك القيام بها لتعزيز نظامك المناعي والحفاظ على صحتك.
– داوِم على غسل يديك بالماء والصابون
قد يبدو الأمر بسيطاً، لكن هذا الفعل الصغير لا يزال إحدى أفضل الطرق لمنع الإصابة بالأنفلونزا. فقط تأكَّد من غسلهما جيداً مدة 3 دقائق تقريباً.
بالإضافة إلى ذلك، حاوِل تجنّب لمس عينيك أو أنفك أو فمك، لأن جراثيم الأنفلونزا يمكن أن تدخل جسمك بسهولة بهذه الطريقة.
– احصل على لقاح الأنفلونزا
لا تزال واحدة من أهم الخطوات التي يمكنك اتخاذها لحماية نفسك، ورغم أنه قد لا ينجح في بعض الأحيان، فإنه قد لا يزال يحمي من مضاعفاتٍ مثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو موت، وهذا أمر مهم للمعرضين لمخاطر عالية.
– أعطِ أولوية للنوم
الحصول على أقل من الساعات السبع إلى الثماني الموصى بها في الليلة قد يقلل من وظائف المناعة، وهو ما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا.
– تناول الأطعمة المعززة للمناعة
النظام الغذائي المليء بالمغذيات يعد وسيلة أساسية للحفاظ على الجهاز المناعي قوياً. تحقَّق من إضافة بعض الأطعمة التي تساعد جسمك على مقاومة العدوى مثل الأنفلونزا. ومن أمثلة هذه الأطعمة الفواكه الحمضية، والتوت والفراولة، والخضراوات الطازجة، والمكسرات والبذور.
– ممارسة الرياضة
التمارين الرياضية مثل المشي والركض والسباحة تنشط نظام المناعة، فممارسة النشاط البدني بانتظام قد تجعلك أقل عرضة للأمراض الفيروسية.