على مدى 25 عاماً تمكّن لصّان من سرقة مجموعة من الكتب النادرة من مكتبة كارنيغي الشهيرة في مدينة بيتسبرغ الأمريكية، ويقول المحققون إن المخطط بدأ من عام 1992 وحتى عام 2017، قام اللصان خلال هذه المدة بتهريب الكنوز المطبوعة وآلاف الكنوز الأخرى وإعادة بيعها، إذ سُرق في المجموع أكثر من 300 قطعة تُقدر تقريباً بـ12 مليون دولار أمريكي.
لماذا هذه المطبوعات مهمة؟ من بين الكتب التي اختفت، وفق ما ذكره موقع Stuff النيوزيلندي، يوميات جورج واشنطن، ونسخة من كتاب "الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية" لإسحاق نيوتن، المقدر ثمنه بمليون دولار تقريباً، وأطلس لمستكشف ألماني يعود للقرن التاسع عشر، يُقدر بـ1.2 مليون دولار أمريكي.
مخطط السرقة: المخطط بدأ من عام 1992 إلى عام 2017، إذ سرق غريغوري خلال هذه المدة النصوص النادرة من غرفة آر أوليفر للمجموعات الخاصة بالمكتبة، كان في بعض الأحيان يخرج بها ببساطة خارج المبنى، ثم أعطاها إلى شولمان، الذي باعها فيما بعد في متجره وعبر الإنترنت.
أين توجد المسروقات الآن؟ انتهى المطاف ببعض الكتب إلى عرضها للبيع في متجر كتب كاليبان، وهو متجر كتب يشبه الجُحر، لبيع الكتب المستعملة والنادرة، وهو ذو واجهة خارجية زرقاء مصنوعة من الكوبالت، تبعد أقل من عشر دقائق سيراً على الأقدام عن مكتبة كارنيغي المنمّقة في حي أوكلاند، التي تعد مركزاً أكاديمياً لمدينة بيتسبرغ.
- بعض المسروقات انتقلت إلى أماكن أبعد، مثلما حدث مع نسخة جنيف من الكتاب المقدس، البالغ عمره 400 عام، الذي تعقبته السلطات الفيدرالية في هولندا. وانتهى الأمر بكتاب الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية لإسحاق نيوتن في يد بائع كتب نادرة في لندن، استطاع استعادته من مشترٍ بعد أن علم أنه مسروق.
اعتراف السارقين: اعترف جون شولمان، صاحب متجر كاليبان لبيع الكتب، وغريغوري برايوري، أمين الأرشيف السابق بغرفة الكتب النادرة في مكتبة كارنيغي، بارتكابهما سرقة وحيازة ممتلكات مسروقة لتهريب كتب نادرة.
فُصل برايوري من مكتبة كارنيغي عام 2017 عقب اكتشاف تناقضات في تسجيلات المكتبة، واتهم هو وشولمان في يوليو/تموز 2018 بالسرقة. وبحسب إحدى الإفادات، قال بريواري للمحققين: "استحوذ عليّ الطمع. فعلتها، لكن شولمان دفعني لذلك".