«تحليل تكتيكي مفصل».. لماذا يجب على جماهير برشلونة القلق من تعيين كيكي سيتين؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/14 الساعة 15:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/14 الساعة 15:47 بتوقيت غرينتش
كيكي سيتيين مدرب برشلونة (رويترز)

"برشلونة على سبيل المثال وضع معايير تحولت إلى شيء أشبه بالديانة، يلعبون بهذه الطريقة، مع فلسفة معينة، عشرات المدربين يأتون ويرحلون، لكن في النهاية الأسلوب العام خط أحمر غير قابل للمساس به. ميسي طبعاً جزء رئيسي في إنجاح المعادلة، لكن الفكرة مستمرة".

الآن أصبحت الأمور رسمية، الخبر الذي لطالما انتظرته جماهير برشلونة منذ ليلة "الأوليمبيكو" القاسية، ورغبت فيه أكثر وأكثر بعد ليلة "الأنفيلد" الأشد قسوة، إرنستو فالفيردي أصبح خارج ناديهم. لا مزيد من صوره في مركز تدريب "تيتو فيلانوفا"، لا مزيد من وجوده في "الكامب نو"، ولا مزيد من تصريحاته المثيرة للغضب والشفقة بعد كل إخفاق.
ولم تمضِ سوى بضع دقائق على خبر رحيل فالفيردي، حتى أعلن النادي عن تعاقده مع الإسباني صاحب الـ61 عاماً كيكي سيتين لتدريب الفريق. خطوة فرح بها البعض لسابق معرفتهم بالعجوز المخضرم، وصُدم منها البعض الآخر لعدم معرفتهم المسبقة بذلك الرجل.
مَن هو كيكي سيتين؟ وما فلسفته الكروية؟ وما مدى تأثره بصانع نهضة برشلونة الحديثة يوهان كرويف؟ وهل يستطيع إعادة الإرث الكروي التاريخي لبرشلونة مرة أخرى؟

كل هذا وأكثر أُجيب عنه في السطور التالية. 

لمحة تاريخية

وُلد سيتين في سبتمبر/أيلول من عام 1958 بمدينة سانتاندير، وبعد ذلك التاريخ بـ21 عاماً خاض أولى مبارياته الرسمية كلاعب مع فريق مدينته "راسينغ سانتاندير". خاض بعد ذلك عدة تجارب أخرى مع أندية أتلتيكو مدريد وليفانتي وغيرها. وفي عام 1996 قرّر الاعتزال بعد مسيرة طويلة استمرت 19 عاماً، كان أبرز محطاتها الفوز بالسوبر الإسباني على حساب برشلونة، والجلوس على مقاعد المنتخب الإسباني في كأس العالم 1986. كان سيتين لاعب خط وسط نشيطاً ومؤثراً، لديه رؤية جعلت الجماهير تلقبه بـ "المايسترو". وأسهم في تسجيل 103 أهداف طوال مسيرته (تسجيل 99 – صناعة 4).  كما فاز بلقب وحيد فقط، كان السوبر الإسباني مع أتلتيكو مدريد عام 1985.

كمدرب بدأ سيتين مسيرته عام 2000 في نفس المكان الذي بدأ فيه كلاعب، بالطبع في نادي مسقط رأسه "راسينغ سانتاندير"، الذي كان ينشط وقتها في دوري الدرجة الثانية الإسباني، ثم نادي "بولي اخيدو"، قبل أن ينتقل في عام 2003 لتجربة دولية، بتدريب منتخب غينيا الاستوائية. تجربة إفريقية لم تدُم سوى ثلاثة أشهر فقط، عاد بعدها إلى إسبانيا، حيث تنقّل في الدرجات الدنيا بين أندية "لوغرونيس" عام (2007-2008)، و "لوغو"، حيث استمرّ ست سنوات هناك (2009-2015)، وعرف نجاحات جيدة مع الفريق، فقاده من الدرجة الثالثة إلى الثانية موسم 2011/ 2012.

في عام 2015 خلف سيتين المُقال باكو هيريرا في تدريب لاس بالماس، الذي كان مهدَّداً بالهبوط من الليغا، ونجح في انتشال الفريق من دائرة الخطر، وقاده إلى المركز 11 مع نهاية الموسم. ثم غادر النادي الذي أنقذه بعد موسمين فقط بسبب خلافات مع الإدارة.

وفي مايو/أيار 2017 تولى تدريب ريال بيتيس، التجربة الأكثر ثراءً في مسيرة سيتين، التي ألقت الأضواء على عمله الجيد للغاية الذي قام به مع الفريق الأندلسي، حيث نجح في تقديم أداء جيد وكرة قدم ممتعة، وتحقيق نتائج ممتازة مع الفريق، وقاده إلى البطولات الأوروبية منذ الموسم الأول، حيث شارك في بطولة اليوروباليغ، لكن في موسمه الثاني قدَّم أداء متوسطاً، حلّ فيه ريال بيتيس عاشراً في ترتيب الدوري الإسباني، ليتفق كل من كيكي سيتين وإدراة النادي على فكّ الارتباط بينهما بالتراضي مع نهاية الموسم.

حقيبة أفكار سيتين التدريبية

"اللاعبون يريدون الكرة لا مطاردتها أو الركض خلفها، كل لاعب سيعطيك أفضل ما عنده عندما تعطيهم السبب الرئيسي الذي جعلهم يحبون هذه اللعبة، لا يوجد مَن بدأ ممارسة الكرة من أجل الدفاع أو الركض خلفها، لا أحد يلعب في ساحة المدرسة للدفاع، أنت أصبحت لاعب كرة لأنك تحب الكرة، وليس لكي تجري خلفها، حتى الطفل الصغير الناشئ يريد الكرة، هو شيء أقرب إلى الفطرة، ولكن الآن العديد من المدربين حولوا لاعبيهم إلى ما لا يحبون، مجرد لاعب يترك الكرة للخصم، ويلهث وراءها طوال المباراة".

  •  كيكي سيتين في لقاء صحفي مع جريدة الباييس في يناير (كانون الثاني) 2018.

كلمات من شأنها أن توضح كيف ينظر كيكي سيتين إلى كرة القدم، نظرة انعكست بالطبع على فلسفته الكروية وأفكاره التدريبية. يميل العجوز دائماً للتمريرات الأرضية القصيرة وتبادُل المراكز وبناء الهجمات من الخلف. عاشق للعب التموضعي والديناميكية وكثرة التحركات مع ومن دون الكرة، ورغبته دائمة في السيطرة والاستحواذ وكثرة التمريرات وخلق مساحات وفرص متنوعة للمهاجمين في الثلث الأخير. 

نظرة تكتيكية تفصيلية

"عندما واجهت فريق كرويف، كنت أعرف أنه يمكن أن تلعب كرة القدم بشكل أفضل، لكن لم أكن أعرف حقاً كيف؟

حتى واجهت فريق كرويف، رأيت ما شعرت به، أنا لست قادراً على الاختراع، ولكن يمكنني النسخ"

  • كيكي سيتين عن مدى تأثره بيوهان كرويف، في حوار صحفي مع جريدة الباييس في يناير (كانون الثاني) 2018.

بعيداً عن هذا الكلام العام الذي يمكن استنباطه وقراءته عن أي مدرب يستقي أفكاره التدريبية من مدرسة يوهان كرويف، دعونا نلقي نظرة أكثر تفصيلاً عن أسلوب لعب كيكي سيتين.

 عادةً ما يكون الرسم التكتيكي لفريق كيكي هو 4/1/4/1، وفي بعض الأحيان الأخرى يكون 4/4/2.

 في حالة الاستحواذ على الكرة، يتحول الرسم التكتيكي سريعاً إلى 3/1/4/2 أو 3/4/3 بسقوط لاعب الارتكاز الوسط عدة أمتار إلى الوراء، ليكون بين قلبي الدفاع. ومن ثم يتحرك الجناحان الأيمن والأيسر إلى داخل عمق الملعب بين الخطوط، لتشكيل فراغات ومساحات تسمح بانطلاق الأظهرة الدفاعية إلى الأمام. أي يقوم الفريق بتوسيع الملعب عرضياً، بواسطة الظهيرين اللّذين يتحولان إلى Wing Backs. الهدف المنشود من كل هذه التحركات هو خلق تفوق عددي ونوعي في أنصاف المسافات وأسفل الأطراف، عن طريق التحرك من دون كرة، واستغلال الفراغات المتاحة.

الصورة من مباراة ريال بيتيس ضد فالنسيا توضح تحويل الرسم التكتيكي للفريق  من 4/1/4/1 إلى 3/1/4/2
في حالة الاستحواذ على الكرة.

يتكرّر ذات الأسلوب والنمط التكتيكي أمام أي فريق يواجهه سيتين، إذ يخلق مثلثات في كل مكان، ليزيد من خيارات التمرير للاعب حامل الكرة. هذه الحركة الدائمة من دون كرة تخلخل الدفاعات القوية، حتى وإن كان فريق سيميوني كما هو موضح أدناه. 

الصورة من مباراة ريال بيتيس ضد أتليتكو مدريد، وتوضح تمركز لاعبي ريال بيتيس في حالة الاستحواذ مع تعدد خيارات التمرير.

لكن، وفي أحيان كثيرة يتحوّل هذا الاستحواذ إلى استحواذ سلبي، عبارة عن تمريرات عرضية ليس لها قيمة فنية سوى رقم يتم ذكره في نسبة الاستحواذ ونسبة التمريرات الصحيحة فقط.

وعندما سُئل سابقاً: هل يكفي الاستحواذ للفوز بالمباريات؟

أكد سيتين على أنه لا يلعب من أجل الاستحواذ، ولكن هناك فرق تغلق مناطقها بشكل محكم للغاية، وإذا لم تمتلك الكثير من الجودة الفنية للعب في المساحات الضيقة، مع القدرة على نقل الكرة من مكان إلى آخر للبحث عن الثغرات والفجوات بين دفاعات الخصم، فإنك لن تنجح أبداً في فك شفرة دفاعهم المنظم.

في حالة فقد الكرة 

فلنأخذ أسلوبه رفقة بيتيس كمرجع لهذه الحالة، عند فقد الكرة كان يقوم لاعبو الفريق الأندلسي بالضغط العالي على خصومهم، في محاولة منهم لاسترجاع الكرة سريعاً، لتفادي وقتل أي محاولة منهم لشنّ هجوم مرتد. يؤمن سيتين أن أفضل وسيلة لردع الهجوم المضاد والتحولات الهجومية السريعة هي الضغط العكسي. وهنا تظهر واحدة من أبرز سلبيات سيتين في فترته مع ريال بيتيس. يضغط سيتين بـ6 لاعبين دائماً في النصف الأخير من الملعب، ومع أي فشل في تطبيق ذلك الضغط العالي ونجاح الخصم في الخروج بالكرة يكون الأمر بمثابة الانتحار لريال بيتيس، مساحات شاغرة في وسط ملعبه وخط الدفاع، وبالتالي نسبة استقبال ريال بيتيس للأهداف تكون مرتفعة جداً. في الموسم الأول، ورغم أن الفريق أنهى الموسم في المركز السادس، فإنه استقبل 61 هدفاً وسجل 60. ونجح ريال بيتيس في استخلاص الكرة في الثلث الأخير من الملعب 88 مرة فقط في موسم 2018/ 2019، بالمركز السادس عشر بين أندية الدوري في هذا الأمر.

الصورة من مباراة ريال بيتيس وفالنسيا، وتوضح الضغط العالي الذي يقوم به لاعبو كيكي سيتين.

في الموسم الثاني لسيتين في رحلته مع النادي الأندلسي، قام بتغيير طريقة لعبه والاعتماد على ثلاثي دفاعي بالإضافة لوجود لاعب وسط ملعب دفاعي (كان ويليام كارفاليو)، وذلك من أجل خلق زيادة عددية دفاعية، لسدّ المساحات الشاغرة أثناء هجوم الفريق وتجنب الكرات المرتدة. وفي حالة عدم قدرة الفريق على تطبيق الضغط العالي على منافسيهم يعود الفريق إلى منتصف ملعبه ويدافع بطريقة 5/3/2، وبالفعل أظهر الفريق جزءاً من التماسك الدفاعي في بعض المباريات، ولكنه كان ينهار تماماً في العديد من المباريات، وأنهى بيتيس الموسم مستقبلاً 54 هدفاً.

صور توضح تغيير الطريقة الدفاعية لريال بيتيس والاعتماد على طريقة 5/3/2 أثناء فقد الكرة.

حيوان لا يمكن أن يكون شرساً

في كرة القدم، هناك طرق عديدة لكي تكوّن فريقاً جيداً، يعتمد ذلك على الوضع الحالي للنادي، وما يمتلكه من أدوات. بالنسبة للغالبية العظمى من الناس الفريق الجيد هو ذلك الفريق الذي يمتلك استمرارية النتائج الجيدة، ويكون في نهاية الموسم على منصات التتويج. ويرى بعض الناس أن الفريق الجيد هو الذي يقدم كرةً ممتعة، مع استحواذ دائم على الكرة، بغضّ النظر عن النتائج.

من وجهة النظر الثانية يمكننا اعتبار ريال بيتيس تحت قيادة كيكي سيتين فريقاً جيداً. مع معدل عدد تمريرات وصل إلى (561.3) تمريرة في المباراة الواحدة، وضعت الفريق في المركز الثالث من حيث عدد التمريرات بعد برشلونة 656.5، وريال مدريد (587.2) تمريرة في المباراة.

وبالرغم من أن متوسط استحواذ ريال بيتيس على الكرة يصل إلى 57.6% فإن الفريق دائماً ما يتعرض لمشاكل دفاعية في جميع المباريات تقريباً، ولم يكن الوصول لشباكه بالأمر العسير على المنافسين. ففي موسمين في الليغا اهتزت شباك الفريق بـ(113) هدفاً.

كيف يمكن لفريق أن يتعرض مرماه لـ14 تسديدة ويخسر المباراة، رغم أن نسبة امتلاكه للكرة 74%. 

نقطة أخرى يمكن رصدها لريال بيتيس تحت قيادة كيكي سيتين في الموسم الثاني، هي أنه رغم الاهتمام بالاستحواذ فإن عدد التمريرات في الثلث الأخير من الملعب يصل إلى (%26) فقط، مقابل (%44) من التمريرات بين لاعبي وسط الملعب. بالإضافة إلى أن معدل صناعة الفريق للفرص ضعيف للغاية. فالفريق احتل المركز الرابع عشر في عدد الفرص الخطيرة، بنسبة وصلت إلى 1.43 فرصة في المباراة الواحدة. كما احتل الفريق المركز الثالث عشر في نسبة التسديد على المرمى، بنسبة وصلت إلى 4 تسديدات في المباراة.

صورة توضح نسب وأماكن استحواذ لاعبي ريال بيتيس على الكرة تحت قيادة كيكي سيتين.

من الأشياء الأخرى التي كانت تؤخذ على سيتين أيضاً، أنه عنيد فيما يتعلق بأفكاره التدريبية، وأنه لا يغير من طريقته. طريقة واحدة سيواجه بها جميع الخصوم، صحيح أنه نجح في الفوز على ريال مدريد في السانتياغو برنابيو، وعلى برشلونة في الكامب نو، لكنه على الجانب الآخر تعرض لهزائم مذلة، ولم يستطع الفوز على فرق في أسفل الجدول.

 قد يرى البعض أن هذه الأرقام ضعيفة وصادمة، فكيف لفريق يمتلك الكرة بين أقدام لاعبيه تكون حصيلته الهجومية هشة بهذا الشكل، وقد يرى البعض أن تلك الأرقام منطقية فريال بيتيس ليس نادياً كبيراً، ولا يطمح سوى في البقاء، لذا يمكننا القول إنه وفقاً لمعاييرالنادي ونتائجه في المواسم الأخيرة، فإن هذه النتائج معقولة.
لكن هل يمكننا الحكم على تجربة كيكي سيتين مع ريال بيتيس بأنها كانت مجرد فلتة "one season wonder"، بالنظر إلى نتائج الفريق في الموسم الثاني؟

ماذا يُنتظر من سيتين في برشلونة

الآن أصبحت الأمور رسمية، سيتين المدرب الجديد للفريق الكتالوني، جاء كبديل لفالفيردي الذي لم يخسر الدوري ولو لمرة واحدة، وترك الفريق متصدراً لجدول التريب. جاء مطالَباً بالمنافسة على الدوري والكأس ودوري الأبطال، وكل البطولات التي سيُشارك بها الفريق -وهي أمور لم يعتد عليها أبداً كلاعب أو مدرب- مع تغيير الوجه الشاحب الذي ظهر به الفريق طوال عامين ونصف العام بكل تأكيد.

نحن الآن على بعد شهر تقريباً من مباريات دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا، هل يستطيع سيتين إعادة الثقة إلى جماهير برشلونة مرة أخرى؟

هل يمكنه استعادة الإرث الكروي للبلوغرانا مرة أخرى؟

ولكن قبل هذا، هل حقاً كيكي سيتين هو المدرب المناسب لبرشلونة في هذه الفترة؟ 

حجبت الفرحة العارمة التي اعترت جمهور برشلونة نتيجة خبر رحيل فالفيردي الأغلبية العظمى من أن يفكروا جيداً في إجابة هذا السؤال الأخير. المهم بالنسبة لهم كان رحيل الرجل الذي أفقدهم هيبتهم في أوروبا، ومحا تراثهم الكروي. للوهلة الأولى يبدو سيتين مناسباً، بالنظر لطريقة اللعب، بالرغم من قلة فاعليتها، ولا يبدو الأنسب من حيث النتائج وسجله الضعيف، الذي يبدو أضعف من سجل إرنستو فالفيردي قبل أن يتولى تدريب البرسا.

ولكن لن نصل لإجابة شافية عن هذا السؤال مع برشلونة بالتحديد، فتاريخ هذا النادي عوَّدنا دائماً على ذلك اللغز، لا أحكام مسبقة على أي مدرب. فعندما تتوافر الأدوات الفنية بالطبع، بالإضافة إلى وجود ميسي يصبح كل شيء جاهزاً للنجاح في برشلونة.

"حين يعتزل لاعب مثل تشافي يشبه الأمر انتزاع كبد، وعندما يأتي يوم اعتزال ميسي سأبكي إلى الأبد"

كيكي سيتين عند إعلان استقالته من تدريب ريال بيتيس.

 الآن يكافئ القدر العجوز الإسباني ليجاور ميسي ويشاهده يومياً في التدريبات، وربما يكون شاهداً على آخر فصول إبداع الأسطورة الأرجنتينية قبل الاعتزال.

كيكي سيتين.. مرحباً بك في برشلونة.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد رفعت
كاتب ومحلل رياضي
كاتب ومحلل رياضي
تحميل المزيد