أقدم مسلحون مجهولون، الجمعة 10 يناير/كانون الثاني 2020، على اغتيال صحفيين اثنين، في مدينة البصرة جنوبي العراق، وفق مصدرين أمنيين في تصريحات لـ "الأناضول".
كما أفاد المصدران، وهما من الشرطة، بأن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على مراسل قناة "دجلة" أحمد عبدالصمد، ومصوِّرها صفاء غالي، عقب انتهائهما من تغطية الاحتجاجات وسط المدينة. ولقي المراسل عبدالصمد حتفه بموقع الهجوم، في حين توفي المصور "غالي" بعد نقله إلى المستشفى، بحسب المصدرين.
المعروف عن عبدالصمد أنه يؤيد مطالب الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة والنخبة السياسية الحاكمة، وأنه ينتقد تدخُّل إيران في شؤون البلاد.
في آخر تغريدة له على تويتر، كتب عبدالصمد: "ليس غريباً أن تقوم ابنة المقتول (قائد فيلق القدس الإيراني قاسم) سليماني، بمناشدة (زعيم حزب الله اللبناني) حسن نصر الله، الأخذ بثأر والدها، ولم تناشد (المرشد الإيراني علي) خامنئي (..) إيران، تستغل كل شيء، من أجل الحرب بالوكالة دون أن تخسر".
إذ يتعرض الناشطون في الاحتجاجات لهجمات منسقة، من قبيل عمليات اغتيال واختطاف وتعذيب، منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من شهرين، في حين تصاعدت وتيرة الاستهداف بصورة كبيرة في الأسابيع الأخيرة.
كما أشارت تقارير إعلامية عراقية إلى أن القوات الأمنية اعتدت على المتظاهرين في مدينة البصرة (جنوب). كما اعتقلت بعض المحتجين إلى أن أطلق قائد شرطة المدينة سراحهم. بينما أظهر مقطع فيديو إطلاق نار كثيفاً على المتظاهرين؛ لتفريقهم.
يشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2019، تخللتها أعمال عنف خلفت 500 قتيل وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصاء لـ" الأناضول" استناداً إلى مصادر حقوقية رسمية وأخرى طبية وأمنية.
إذ سقط الغالبية العظمى من الضحايا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.
كما أجبر المحتجون حكومة عادل عبدالمهدي على الاستقالة، مطلع ديسمبر/كانون الأول 2019، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.