جاء فوز النجم الجزائري رياض محرز بجائزة أفضل لاعب في المغرب العربي، عن عام 2019، تكريساً لسيطرة لاعبي الجزائر على الجائزة التي تم ابتكارها عام 2013.
وحصل محرز نفسه على الجائزة التي تمنحها مجلة France football الفرنسية سنوياً، بناء على نتائج استطلاع تُجريه بين قرّائها، لثالث مرة في السنوات الماضية، بعدما فاز بها من قبل عامي 2015 و2016، حين قاد فريق ليستر سيتي المغمور وقتها للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2015/ 2016.
وكان الجزائري إسلام سليماني أول فائز بالجائزة عام 2013، لدوره مع منتخب الجزائر في تصفيات مونديال البرازيل 2014، ثم خلفه زميله في منتخب محاربي الصحراء ياسين براهيمي، نجم بورتو البرتغالي، ليفوز بالجائزة عام 2014.
وتبلغ حصيلة اللاعبين الجزائريين 5 ألقاب من أصل 7، منذ بدء الاستفتاء الذي تُجريه المجلة الفرنسية، بينما فاز مغربيٌّ واحد بالجائزة، هو مدافع يوفنتوس وبايرن ميونيخ السابق، المهدي بنعطية، لاعب نادي الدحيل القطري عام 2017، وكذلك فاز بها لاعب تونسي واحد عام 2018، هو نجم الترجي أنيس البدري.
وتعد الجائزة تعويضاً مناسباً للنجم الجزائري، لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، عن عدم فوزه بالكرة الذهبية الإفريقية، التي ذهبت للسنغالي ساديو ماني.
وتقدّم محرز على كلٍّ من الدولي المغربي حكيم زياش، نجم فريق أياكس أمستردام الهولندي، والجزائري الآخر رامي بن سبعيني، الذي يقدّم موسماً مذهلاً مع فريقه بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني.
شارك في الاستفتاء حوالي 45 ألفاً من الوطن العربي ومختلف أنحاء العالم، من عشاق ومتابعي الرياضة الإفريقية، ونجوم المغرب العربي في الدوريات الأوروبية.
وحصل جناح السيتيزنز على 40% من مجموع الأصوات، متفوقاً على المغربي حكيم زياش، جناح أياكس أمستردام الهولندي، الذي حصل على 28.57% من الأصوات، بينما حلّ مدافع بوروسيا مونشغلادباخ الألماني، رامي بن سبعيني، ثالثاً، بعد حصده 15.03 من الأصوات.
وأشادت المجلة الفرنسية برياض محرز، الذي فاز بالجائزة للمرة الثالثة متفوقاً على موهوب آخر هو المغربي حكيم زياش، الذي أمضى موسماً استثنائياً مدافعاً عن قميص أياكس أمستردام الهولندي، حيث أظهر توهجاً في الموهبة. كما تخطّى مواطنه رامي بن سبعيني، المدافع الصلد الذي قدّم أداءً مقنعاً مع فريق "رين" الفرنسي (الفائز بكأس فرنسا)، قبل انتقاله إلى فريق بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني.
وقالت المجلة إنّ محرز قدّم موسماً استثنائياً على كافة الأصعدة في عام 2019، حيث نجح في قيادة منتخب بلاده إلى الفوز بلقب كأس أمم إفريقيا، بعد غياب دام 19 عاماً عن منصات التتويج، إضافة إلى حصده مع فريقه مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليغ"، وكأس الاتحاد وكأس الرابطة الإنجليزية والدرع الخيرية.
كما سجل أهدافاً حاسمة مع فريقه في الدوري الإنجليزي، فضلاً عن كونه ممن يثق بهم المدرب بيب غوارديولا، حيث حجز مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق، وسط منافسة شرسة من العديد من النجوم. ويُعد بين أفضل 10 لاعبين ممن يقومون بالتمريرات الحاسمة في أوروبا (18 تمريرة حاسمة).
وأبرزت المجلة أيضاً أجزاء من حوار سابق لمحرز مع محرريها، حيث تحدّث عن الفوز بكأس إفريقيا، فقال "كنت أشعر بأنني سأقدم شيئاً ما مع المنتخب خلال كأس الأمم الإفريقية، وهو ما تحقّق، وحصلتُ على انتقامي وحصدنا اللقب".
كما كشف قائد منتخب الجزائر عن سرّ هدفه الحاسم في مباراة نيجيريا في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، التي أحرز محاربو الصحراء لقبها بعد 19 عاماً من الغياب عن التتويج.
وقال محرز عن ذلك الهدف: "خلال مباراة المنتخب أمام نظيره النيجيري في إطار الدور نصف النهائي لبطولة الكان 2019، التي فزنا بها بهدفين مقابل هدف، نظرت إلى ساعة الاستاد، وكانت تشير إلى الدقيقة الـ94، واحتُسبت لنا ركلة حرة مباشرة، وحينها قلتُ إن هذا الأمر رائع بالنسبة لي، ويجب أن أركز وأبتكر شيئاً ما. لم أكن أريد وجود كثير من اللاعبين حول الكرة، لكن في الجزائر وفي مثل تلك المواقف الجميع يريدون تسديدها".
كان هناك يوسف البلايلي، وبغداد بونجاح الذي جاء بجانبي وقلت له: اترك الكرة سأسددها، لكنّي طلبت أيضاً من يوسف البقاء حتى يخدع لاعبي نيجيريا، الذين سيعتقدون أنه سيصوّب الكرة".
وتابع: "في البداية كان قراري أن أسدد الكرة أسفل الحائط البشري، لكني وجدت أحد لاعبي نيجيريا خلف الحائط، وهو ما أجبرني على استبعاد هذه الفكرة، لينتهي الأمر بتسديد الكرة بقوة في زاوية الحارس، وبالفعل نجحت في إحرازها".