أعلنت الكويت اختراق وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، اليوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني 2020، بعد وقتٍ قصير من نشرها خبراً عن تلقِّي وزير الدفاع الكويتي رسالة من قائد معسكر "عريفجان" الأمريكي في الكويت تفيد بأن "الولايات المتحدة ستسحب قواتها في غضون الأيام الثلاثة المقبلة".
وبعد دقائق معدودة أعلنت الوكالة الرسمية، عبر حساب تويتر، تعرُّض موقعها للقرصنة، فيما خرجت الحكومة الكويتية لتنفي سريعاً صحة الخبر الذي ورد فيه أن "قرار الانسحاب كان مفاجئاً، ونحن على تواصل مع وزارة الدفاع الأمريكية والقيادة المركزية للجيش الأمريكي في المنطقة".
وأكدت الوكالة التي توقف موقعها عن العمل وتستخدم تويتر للنفي أنها "لم تبث أي خبر حول انسحاب القوات الأمريكية، وتشدد على ضرورة تحرّي الدقة في تداول المعلومات والأخبار ونقلها، والحرص على استيقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة والرسمية".
معسكر "عريفجان"، هي قاعدة عسكرية أمريكية في الكويت يزيد عدد جنودها إلى 9 آلاف جندي، فضلاً عن التواجد البريطاني والروماني والبولندي.
يأتي هذا بعد يومٍ واحد من نفي أمريكا ما تردد حول سحب قواتها من العراق؛ إذ نفى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، الثلاثاء 7 يناير/كانون الثاني، صحة الرسالة التي تم تداولها بشأن انسحاب بلاده من العراق.
إذ اعتبر في تصريحات لشبكة CNN الأمريكية أن الرسالة "مسودة ولا تحمل أي أهمية"، مؤكداً أن الرسالة "نشرت بالخطأ".
لكن الشبكة الأمريكية نقلت عن مسؤول أمريكي (لم تكشف هويته)، الإثنين، صحة الرسالة التي اطلعت عليها وتداولتها وسائل إعلامية ويظهر أنها هي من وزارة الدفاع الأمريكية إلى نظيرتها العراقية.
الإثنين أيضاً، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على العراق إذا طالب برحيل القوات الأمريكية بطريقة غير ودية، وذلك بعد أن صوَّت البرلمان العراقي، الأحد، على قرار يدعو فيه الحكومة العراقية إلى إنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد. فيما قالت الحكومة العراقية إنها تعد الخطوات القانونية والإجرائية لتنفيذ قرار البرلمان.
كان وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح تلقى، مساء الأحد 5 يناير/كانون الثاني، اتصالاً هاتفياً من نظيره الأمريكي مايك بومبيو لمناقشة آخر التطورات في المنطقة، وأكدا أهمية "خفض التصعيد والتعامل مع التطورات بروح الحكمة وضبط النفس من أجل تحقيق أمن واستقرار المنطقة".
تأتي هذه التطورات على خلفية مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي في "الحشد الشعبي" العراقي أبومهدي المهندس في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد، الجمعة، في هجوم قالت واشنطن إنه يأتي "في إطار الدفاع عن النفس"، فيما توعدت إيران والفصائل الموالية لها في العراق ودول أخرى بالانتقام.
فيما يشكل هذا التطور تصعيداً كبيراً بين الولايات المتحدة وإيران، وهما حليفان وثيقان لبغداد، وسط مخاوف واسعة في العراق من تحوُّل البلد إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران.