تحدث عملية الأيض على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع؛ للحفاظ على حركة الجسم، حتى عند الراحة أو النوم، وهي توفر الطاقة التي يحتاجها الجسم من أجل التنفس والنمو وإصلاح الخلايا، وكل ما يحتاجه الإنسان للبقاء على قيد الحياة.
والأيض أو التمثيل الغذائي هو إحدى العمليات الحيوية المسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل خلايا الجسم عن طريق هدم المواد الغذائية داخل الجهاز الهضمي وتحويلها إلى طاقة من خلال مرورها بسلسلة من التفاعلات الكيميائية.
وتتحدد سرعة عملية التمثيل الغذائي في الغالب عن طريق الجينات؛ فبعض الناس محظوظون ويمكن أن يأكلوا أكثر دون زيادة ملحوظة في الوزن، والبعض الآخر ليس محظوظاً جداً وينتهي به المطاف إلى أن يرث عملية التمثيل الغذائي البطيء.
عوامل تؤثر في عملية الأيض
لكن معدل الأيض يتأثر أيضاً بالعمر، فكلما تقدمت في العمر، تباطأ معدل الأيض.
هذا هو أحد الأسباب التي تجعل الناس يميلون إلى زيادة الوزن مع تقدمهم في العمر، وكلما زادت كتلة العضلات زادت كمية السعرات الحرارية التي نحرقها.
تؤثر أيضاً درجة الحرارة البيئية، فعندما يتعرض جسمك للبرد يحرق مزيداً من السعرات الحرارية؛ لمنع انخفاض درجة حرارة الجسم، وكلما كنت أكثر نشاطاً زادت كمية السعرات الحرارية التي تحرقها.
خرافات عن عملية الأيض
لكن هناك بعض الأفكار الشائعة والمغلوطة التي تتعلق بزيادة معدلات الأيض، سنستعرض أهمها فيما يلي:
كونك نحيفاً يعني أنك تحرق سعرات حرارية أكثر
هذه خرافة منتشرة بكثرة، وذلك لأن أجسام الأشخاص الأكبر حجماً تتطلب طاقة أكبر من الأشخاص الأصغر حجماً.
ويرتبط الأيض بصورةٍ كبيرةٍ بحجم العضلات أكثر من ارتباطه بحجم الجسم، فكلما زادت كتلة العضلات زادت كمية السعرات الحرارية التي تحرقها.
هذا يعني أنه حين تفقد وزنك ستحتاج طعاماً أقل لتغذية الجسم.
وبعد إنقاص الوزن، إذا عدت إلى عادات الأكل وممارسة التمرينات القديمة، فسوف يعود الوزن، لأنك توفر الوقود (الطعام) أكثر مما يحتاجه الجسم.
تقول ميليسا ماجومدار، أخصائية تغذية لعلاج البدانة بمركز بريجهام: "إذا أبقينا شخصين في سرير بأوزان مختلفة، فإن الشخص الأثقل سيحرق سعرات حرارية أكثر".
يفسر هذا أيضاً سبب صعوبة الاستمرار في فقدان الوزن بعد خسارة مقدار أوَّلي من الوزن.
فعند انخفاض وزن الجسم، سيحرق جسدك عدداً أقل من السعرات الحرارية، وهذا يعني أنك تحتاج استهلاك سعرات حرارية أقل لمواصلة فقدان الوزن.
الجوع يزيد من معدلات الأيض
تحتاج عملية الأيض سعرات حرارية حتى تعمل بشكل صحيح، ومن ثم خسارة الوزن.
لذا فإن قلة تناول الطعام أو الحرمان منه يجعلان عملية الأيض تقل، وذلك لعدم وجود طاقة كافية تساعد الجسم على حرق الدهون.
وضع التجويع هو استجابة جسمك لنقص السعرات الحرارية. عندما لا يحصل جسمك على ما يكفي من الغذاء، فإنه يحاول التعويض عن طريق خفض معدل الأيض وعدد السعرات الحرارية التي يحرقها.
زد على ذلك أن الجوع يحفز في وقت من الأوقات الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وهذا يمكن أن يقودك إلى تناول مزيد من الطعام وتراجع جهود تخفيف الوزن.
لذا، فالتجويع طريقة سيئة لفقدان الوزن.
الوجبات الصغيرة المتعددة تعزز عملية التمثيل الغذائي
وتشير الدراسات إلى أن الفكرة الشائعة بأن وجبات صغيرة متعددة خلال اليوم أفضل لعملية الأيض من 3 وجبات أساسية، مجرد خرافة.
ومع ذلك، فإن هذا النهج يمكن أن يجنب الجوع بين الوجبات، ومن ثم فإن بعض الناس ينجحون في خسارة الوزن بهذه الطريقة.
ولكن من دون التحكم الجيد فيما تتناوله يمكن أن ينتهي بك الأمر إلى اكتساب مزيد من السعرات الحرارية.
صحيح أن هضم الوجبة يرفع الأيض قليلاً وتُعرف هذه الظاهرة بالتأثير الحراري للغذاء، إلا أن تناول 3 وجبات من 800 سعرة حرارية على سبيل المثال سيؤدي إلى التأثير الحراري نفسه مثل تناول 6 وجبات من 400 سعرة حرارية؛ لا يوجد فرق حرفياً.
وقارنت دراسات متعددة تناول كثير من الوجبات الصغيرة مقابل وجبات أكبر، وخلصت إلى أنه لا يوجد تأثير كبير على معدل الأيض أو إجمالي كمية الدهون المفقودة.
الكافيين والشاي الأخضر لزيادة الأيض
نعم، فنجان أو كوبان من القهوة أو الشاي الأخضر سيرفعان عملية الأيض، لكن ليسا علاجاً جيداً لتعزيز عملية الأيض.
فالمشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين، مثل القهوة والشاي الأخضر، أظهرت أنها تزيد من معدل الأيض، ولكن لفترة قصيرة من الزمن.
إن الاعتماد عليها بانتظام كوسيلة لتعزيز عملية الأيض قد يسبب ضرراً أكثر من نفعه اعتماداً على حالة الإنسان الصحية؛ على سبيل المثال، يمكن أن تعبث بأنماط النوم وتؤثر في صحة القلب.
ومثلهما الفلفل الحار، لا يمنح عملية الأيض زيادة جديرة بالاهتمام. هناك بعض الأدلة على أنه يمكن أن يحسن الأيض وصحة القلب، لكن إضافة الفلفل الحار إلى وجبتك الليلية لن يُحدث فرقاً كبيراً.