أبلغت الحكومة الألمانية البرلمان بأنها تنقل بعض العسكريين من العراق إلى دول مجاورة لأسباب أمنية، وذلك بعد أيام من مقتل قاسم سليماني، القائد بالحرس الثوري الإيراني، في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة.
الحكومة ذكرت في رسالة إلى البرلمان، الإثنين 6 يناير/كانون الثاني 2020، أنه سيتم نقل حوالي 30 جندياً ألمانياً، من أصل 120 في العراق يقومون بالأساس بتدريب قوات الأمن العراقية، إلى الأردن والكويت.
كما قال وزير الدفاع الألماني أنيجريت كرامب-كارنباور ووزير الخارجية هيكو ماس، في رسالة إلى المشرعين، إن القوات الموجودة في القواعد العراقية في بغداد والتاجي "سيتم تخفيفها مؤقتاً".
أكد المسؤولان أيضاً أن المحادثات مع الحكومة العراقية بشأن استمرار مهمة تدريب القوات العراقية ستستمر. وقال الوزيران إن "الجنود الذين تم نشرهم في التاجي وبغداد (لم يذكران عددهم) سيتم نقلهم على الفور إلى الأردن والكويت"، ويمكن إعادتهم إذا استؤنفت التدريبات.
كانت ألمانيا قد أمرت جنودها في التاجي وبغداد بعدم مغادرة قواعدهم بعد مقتل سليماني الأسبوع الماضي بغارة أمريكية قرب مطار بغداد.
بينما كان البرلمان العراقي قد دعا، يوم الأحد 5 يناير/كانون الثاني، إلى انسحاب القوات الأمريكية وغيرها من القوات الأجنبية بعد مقتل سليماني يوم الجمعة في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة استهدفت موكبه في مطار بغداد.
إذ ذكرت الحكومة الألمانية أن خفض عدد القوات جاء بناء على أمر القيادة المشتركة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية. وسيشمل الخفض بالأساس قوات في بغداد ومدينة التاجي إلى الشمال مباشرة من العاصمة العراقية حيث ينتشر نحو 30 جندياً ألمانياً.
ومن بين 120 جندياً ألمانياً يتمركز نحو 90 في المنطقة الكردية في شمال البلاد. وقالت الحكومة الألمانية إنه يمكن إعادة القوات إلى العراق في حال استئناف مهمتها التدريبية.
وذكر وزير الخارجية هايكو ماس لقناة زد.دي.إف التلفزيونية العامة أنه قلق من احتمال عودة تنظيم الدولة الإسلامية إذا غادرت القوات الأجنبية العراق بسرعة. وقال "لا أحد يريد ذلك طبعاً".
من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر للصحفيين في البنتاغون، الإثنين، إن الولايات المتحدة لا تخطط للانسحاب من العراق، وذلك بعد تقارير لرويترز ووسائل إعلام أخرى عن رسالة من الجيش الأمريكي تفيد بالانسحاب.
إسبر قال لدى سؤاله عن الرسالة: "لا يوجد قرار على الإطلاق بالانسحاب من العراق"، مضيفاً أنه لم تصدر حتى خطط للاستعداد للانسحاب. وتابع قائلاً: "لا أعرف ما هذه الرسالة… نحاول معرفة من أين أتت وما صفتها. لكن لم يُتخذ أي قرار للانسحاب من العراق. انتهى".
كما أضاف إسبر أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية مع حلفائها وشركائها.