كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى في إيطاليا، وفشلت العديد من الألعاب الأخرى تاريخياً في إزاحة الساحرة المستديرة عن منصبها الرفيع في البلاد، وذلك بسبب عشق الشعب الإيطالي للعبة التي فاوزا بكأسها الأغلى 4 مرات. تأثير الجلد المدور تخطى حدود العقل، لتُصيب عشاقها بالجنون.
يُقال بأن الكرة الإيطالية هي منزل التكتيك والفكر الكروي في عالم كرة القدم، أو على الأقل هكذا كانت قبل أن تفقد الكثير من بريقها ورونقها خلال العقد الماضي. فقد أحدث العديد من المدربين في إيطاليا عبر التاريخ صخباً كبيراً بعبقريتهم الفنية وتكتيكهم، أمثال أريغو ساكي، كارلو أنشيلوتي، جيوفاني تراباتوني، كابيلو، وماسيميليانو أليغري وغيرهم الكثير. وبعيداً عن مبارزات التكتيك، لم تخلُ المدرجات والملاعب الإيطالية من الأحداث الشيقة والغريبة، خصوصاً في العقد الأخير الذي شهد تراجعاً كبيراً للدوري الإيطالي من الناحية التسويقية والفنية.
فما بين عظمة الكالتشيو وهوس الجماهير، صادف عشاق الساحرة المستديرة بشكل عام والجمهور الإيطالي بشكل خاص العديد من الأحداث الغريبة في هذا العقد في الملاعب الإيطالية.
- لا مباراة قبل موافقة قائد الألتراس
في عام 2014، تأخر انطلاق مباراة نهائي كأس إيطاليا لمدة 45 دقيقة بسبب أحداث عنف وشغب سبقت انطلاق المباراة جرح على إثرها ثلاثة مشجعين من نابولي بطلقات نارية، مما اضطر مسؤولي الدوري الإيطالي والقائمين على المباراة إلى استشارة وأخذ الموافقة من قائد ألتراس نادي نابولي على انطلاق المباراة وتعتبر مجموعة ألتراس نادي نابولي من أعنف المجموعات في إيطاليا.
- مدرب لاتسيو يستقيل بعد يومين من تعيينه
في 4 يوليو/تموز 2016 عينت إدارة نادي لاتسيو الأرجنتيني مارسيلو بييلسا مدرباً للفريق. لكن بييلسا المشهور بقراراته العجيبة داخل وخارج الميدان، أعلن استقالته بعد يومين فقط من توقيع العقود. حينها تفاجأت إدارة فريق العاصمة وأصدر النادي بياناً قال فيه: "نشعر بدهشة بالغة إزاء استقالة السيد مارسيلو بييلسا.. التي تعتبر انتهاكاً واضحاً لبنود الاتفاقات التي وقّعت في الأسبوع الماضي".
- احتفالات على طريقة الجنائز
في عام 2011، قام قرابة الـ 30 ألف مشجع لنادي جنوى بالمشي في شوارع المدينة مع تابوت يحمل ألوان غريمهم التقليدي سامبدوريا احتفالاً بهبوط الأخير لدوري الدرجة الثانية. وكان فريق جنوى قد حلَّ في المركز العاشر في ذلك الموسم، بينما انتهى الأمر بسامبدوريا في المركز الثامن عشر.
- ميلان يبيع حافلة الفريق
في عام 2015، قامت إدارة إي سي ميلان ببيع حافلة الفريق مقابل 150,000 يورو وذلك من أجل توفير المال بسبب الوضع المالي السيئ الذي يمر به الفريق. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن قرار ميلان وفَّر عليه ما بين 200 و300 ألف يورو سنوياً.
- جماهير يوفنتوس تعرض لاعبها للبيع
في عام 2012، فشلت إدارة يوفنتوس في بيع مهاجم الفريق أماوري، لذا قامت جماهير السيدة العجوز بفعلة طريفة بعد أن وضعت إعلاناً للبيع على موقع Spedic.
- باستوس لا يفهم اللغة الإيطالية
في عام 2014، حمل الوافد الجديد لنادي ذئاب العاصمة "ميشيل باستوس" وشاحاً مكتوباً عليه "لاتسيو ميردا" أي "لاتسيو العاهرة". حينها قام نادي روما بتبرير فعلة لاعبه بأنه لا يفهم اللغة الإيطالية.
- المخدرات في المدرجات
في عام 2017، تم القبض على مشجعين في عقدهما السابع من مدرجات فريق أتلانتا وذلك بتهمة بيع الكوكايين في داخل الملعب. بالفعل، كرة القدم أكثر من مجرد لعبة.
- قضى حاجته في الملعب فطُرِد
في عام 2018 حصل اللاعب أرماندو بريسكو على بطاقة حمراء خلال مباراة فريقه ميسينا أمام فريق إيجيا فيرتوس ضمن مباريات الدرجة الثالثة في الدوري الإيطالي بسبب تبوله خلف المرمى بينما كانت الكرة في النصف الآخر من الملعب.
وأكد الحارس أنه يشرب كل يوم من 2 إلى 3 لترات من الماء، وقبل المباراة ذهب إلى المرحاض، لكنه لم يتحكم في نفسه وسط المباراة ليقضي حاجته قرب لوحة الإعلانات.
- جماهير لاتسيو تحتفل بخسارة فريقها
في عام 2010، رفعت جماهير لاتسيو لافتات مبتهجة بخسارة فريقها أمام إنتر ميلان وذلك لكي لا يتصدر غريمهم وعدوهم الأزلي نادي روما الدوري حينها.
- نايغولان الإرهابي
في عام 2015، اعتقد نزلاء فندق في مدينة أنتويرب أنهم يرون إرهابياً في بهو الفندق، مما أثار الذعر بين رواد الفندق الذين اتصلوا بالشرطة لتتدخل. وعندما وصلت الشرطة اكتشفوا أن المشتبه به هو رادجا نايغولان نجم فريق روما آنذاك.
تعرفت الشرطة على اللاعب البلجيكي، ورغم قسوة الاتهام فإن رادجا لم يكن غاضباً بل كان يضحك طوال الوقت.
- إيطاليا تحارب العنصرية بالعنصرية
صادفت إيطاليا العديد من الحوادث العنصرية في ملاعبها، خاصة في العقد الأخير. وفي محاولة لمكافحة العنصرية في الملاعب الإيطالية، تفتق ذهن المشرفين على الكرة الإيطالية عن محاربة العنصرية في المدرجات الإيطالية بالفن. وتم تخصيص هيئة لهذا الأمر، وفي أول خطوة لمحاربة العنصرية تم عمل معرض فني لصور القردة.
وبعد هذه الخطوة المأساوية، عبّرت العديد من الأندية الإيطالية أبرزها ميلان وروما عن غضبها تجاه هذا التصرف الساذج، واعتبروه غير مسؤول ومحرجاً.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.