كلنا نريد أن نشعر بالأمان والحب والسعادة في علاقتنا مع شريك الحياة، ومن أجل هذا، ربما تتجاهل بعض الأمور المسيئة التي يقترفها شريكك، وتحاول إقناع نفسك أن علاقتكما ناجحة، وهذا رغم وجود العديد من الإنذارات قد تكون علامات العلاقة السامة.
لا يؤثر الانخراط في العلاقات السامة على الصحة النفسية فحسب، بل من الممكن أن تظهر آثاره جسدياً أيضاً.
عندما يظل الشخص مع شريك مسيء، فإن آثار هذا الاستمرار في العلاقة قد تظهر في شكل اضطرابات جسدية؛ بسبب اختلال مستوى الهرمونات المرتبطة بالإجهاد.
ما هي العلاقة السامة؟
تُعرِّف الدكتورة ليليان جلاس، خبيرة الاتصالات وعلم النفس في كاليفورنيا في كتابها Toxic People لعام 1995، العلاقة السامة بأنها أي علاقة بين أشخاص لا يدعمون بعضهم البعض، حيث يوجد صراع ويسعى أحدهم إلى تقويض الآخر، وحيث توجد منافسة، وحيث يوجد عدم احترام ونقص في التماسك.
في حين أن كل علاقة تمر صعوداً وهبوطاً، فإن العلاقة السامة غير سارة باستمرار وتستنزف أصحابها، لدرجة أن اللحظات السلبية تفوق تلك الإيجابية بدرجات.
العلاقات السامة تدمر عقلياً وعاطفياً وربما حتى جسدياً لأحد المشاركين أو كليهما، ونتعرف هنا على العلامات الجسدية التي توضح أنك تعيش في علاقة سامة.
علامات العلاقة السامة
– الشعور بالتعب
أحد الأعراض الشائعة للعلاقة السيئة هو الشعور بالتعب والإهمال باستمرار. وعادة ما يكون هذا هو هدف المسيء، لأن الضحية المتهالكة المتعبة أقل احتمالاً في الحصول على الطاقة اللازمة للقتال والشجار، وبالتالي يمكن التحكم فيها بسهولة أكبر.
ويمكن أن تظهر آثار هذا التعب على الوجه أو الجسم، فعلى سبيل المثال، عند النظر في صورة قديمة قبل الدخول في العلاقة السامة، ومقارنتها بأخرى حديثة، فستلاحظ وجود الهالات السوداء، واختلافاً في بعض ملامح الوجه.
– المشاكل المناعية
يمكن أن تتسبب العلاقات السامة بمرور الوقت في مشكلات المناعة الذاتية مثل الالتهابات وآلام الجسم وانتفاخات الجلد.
كذلك، تجعلك العلاقات السامة عرضة للعديد من الأمراض الجسدية المزمنة الأخرى بما في ذلك اضطرابات الجهاز التنفسي، وأمراض الجهاز الهضمي.
في حين أن هناك إمكانية لعلاج تلك الحالات إلا أنها تتسبب في الشعور بالقلق بسبب عدم وجود تفسير طبي ظاهري لها. ولكن عند النظر إلى البيئة والعلاقات التي يعيشها المريض، يتبين أنها هي الملومة والمتسببة في ظهور الأعراض المرضية.
– أمراض القلب وضغط الدم
في دراسة طويلة الأمد اتبعت أكثر من 10000 شخص لمدة تزيد عن 12 سنة في المتوسط، اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم علاقات سلبية معرضون لخطر أكبر للإصابة بمشاكل في القلب، بما في ذلك حالة قلبية قاتلة، من نظرائهم الذين لم تكن علاقاتهم الوثيقة سلبية.
أكدت مراجعة لعدد من الأبحاث، نُشرت في عام 2016، العلاقة بين العلاقات الاجتماعية وخطر الالتهاب، ومقارنة العلاقات السيئة مع الخمول البدني في مرحلة المراهقة. ذكرت نفس الدراسة أن العزلة الاجتماعية (إحدى آثار العلاقات السامة) قد تكون أكثر خطورة من العوامل السريرية، مثل مرض السكري، عندما يتعلق الأمر بارتفاع ضغط الدم.
– مشاكل الجهاز الهضمي
غالباً ما يجد الأشخاص ذوو العلاقات السيئة صعوبة في تناول أطعمة معينة، وهذا بسبب كل الإجهاد والكورتيزول والأدرينالين المحتجزين داخل الجسم.
تطور القلق لدى البشر للمساعدة في القتال، والهرمونات المتصاعدة تساعد على الهرب من الخطر أو مواجهته وجهاً لوجه. وعند القلق وأوقات الشدة تغمر هرمونات التوتر الجسم، وتسبب بعض التغيرات الأيضية، وتزيد من نسبة السكر في الدم، وتعمل الأجهزة التناسلية أيضاً بشكل مختلف استجابةً لهرمونات الإجهاد المتزايدة في مجرى الدم.
حتى بعد انتهاء العلاقة، قد يستغرق الأمر بعض الوقت لإعادة بناء العلاقة السليمة بين العقل والجسم، والتي تدمرت خلال العلاقة، واستعادة الصحة البدنية من جديد.
– مشكلة مع الذكريات والكلام
عندما يكون العقل في حالة تأهب قصوى، يراقب دائماً ما تقوله عند بدء الجدال، ولا يكون لديه مساحة كبيرة لأي شيء آخر، بما في ذلك الذاكرة والكلام، ولذا فإن العلاقة المسيئة تؤثر على كليهما.
فالعقل يحاول معالجة ما يجري، من أجل فهم قسوة الشريك وتلاعبه، ويعمل بجد لإيجاد حلول. وغالباً ما يكون الطرف المسيء لا يريد الوصل إلى حلول.
بعد انتهاء العلاقة السامة، يتعلم الشخص مرة أخرى أن يشعر بالثقة فيما يقوله وما يفكر به من جديد.
– شد في العضلات
عادة ما يصاحب أداء التمارين الرياضية دون إطالة العضلات قبل ذلك إلى حدوث شد عضلي قد يسبب الألم ويحد من الحركة، كما قد يكون الشد العضلي ناتجاً عن مرض عصبي.
ولكن، قد يحدث هذا الشد العضلي عند رؤية أحد الأشخاص أو التفكير فيه، وتكون هذه ردة الفعل الجسدية تجاه شخص مسيء. فربما يكون هناك ما لاحظه العقل الباطن حول هذا الشخص ويريد إظهاره بهذه الطريقة كي يدركه العقل.
تتناقص الأعراض بمرور الوقت، لكنها تبقى في بعض الأحيان
في كثير من الأحيان، تتلاشى الأعراض النفسية الناتجة عن وجود علاقة مسيئة عندما يغادر الناجي، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تستمر. على سبيل المثال، قد يجد الناس أنهم أكثر عرضة للقلق من ذي قبل، أو أن معدتهم أصبحت أكثر حساسية مما كانت عليه في السابق.
يختلف هذا الأمر من شخص لآخر، ويعتمد على العمر، والصحة العامة، والمدة التي استغرقها في العلاقة المسيئة السامة.