«حكاية الكالتشيو».. لماذا سيصبح الدوري الإيطالي الأفضل بالعالم في المستقبل القريب؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/31 الساعة 15:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/31 الساعة 15:09 بتوقيت غرينتش
عودة الكالشيو لم تعد مستحيلة

مشروع جديد يقوده الأسطورة "روبيرتو باجيو"، الرئيس الفني الأسبق للاتحاد الإيطالي لكرة القدم، يتضمن بداية تطوير كرة القدم في البلاد برعاية الشباب، هذا المشروع تأخّر تنفيذه بعض الوقت، ولكنه بعد مدة طويلة من تقديمه تم البدء في تنفيذه. نتائج ذلك المشروع ظهرت سريعاً، فالمنتخب الإيطالي للشباب تحت عشرين عاماً تمكَّن من الحصول على المركزين الثالث والرابع على الترتيب في بطولتي العالم للشباب 2017 و2019، ويعتير ذلك أكبر إنجاز في تاريخ مشاركات منتخب إيطاليا في مونديال الشباب. وحقَّق منتخب تحت 19 عاماً وصافة يورو الشباب في مناسبتين في 2016 و2018، وأيضاً وصيف بطولتي اليورو في 2018 و2019 في فئة أقل من 17 عاماً.

 وظهر هذا التأثير على المنتخب الأول، الذي تأهل ليورو 2020  من دون أي هزيمة، فائزاً بـ10 مباريات رسمية متتالية، كرقم تاريخي يحدث لأول مرة في تاريخ الأتزوري. هذا المنتخب الذي يضم بين صفوفه العديد والعديد من اللاعبين الشباب أمثال جيانلويجي دوناروما وأليكس ميريت في حراسة المرمى. وأليسيو رومانيولي، وجيانلوكا مانشيني، وأندريا كيستانا، ولوكا بلجرينى في خط الدفاع. ونيكولو زانيولو، ونيكولو باريلا، وساندرو تونالي، ولورينزو بيلجريني، وجيتانو جاستونفيلي في خط الوسط. وفي خط الهجوم تمتلك كتيبة الأتزوري فيدريكو كييزا، وفيدريكو برنارديسكي، ريكاردو أورسليني، ومويس كين.

توضح تشكيل منتخب إيطاليا في مواجهة أرمينيا في التصفيات المؤهلة ليورو 2020، وضمَّ التشكيل "نيكولو باريلا – نيكولول زانيولو – ساندرو تونالي – فيدريكو كييزا".

ونتيجة لاعتماد الأندية الإيطالية على الناشئين بصورة مستمرة في الآونة الأخيرة، تحوّل الدوري الإيطالي إلى بيئة خصبة، تسمح بتطوير إمكانات اللاعبين، وهذا ما جعل "بلير نومان" محرر جريدة الغارديان الإنجليزية يقول "إن الدوري الإيطالي بات واحداً من أفضل الدوريات التي تُنتج نجوماً في سماء كرة القدم باستمرار".  

اشترِ ملعبك واحجز مكانك بين الكبار

بعد تجربة يوفنتوس وبناء ملعبه الخاص به، وما يشتمل عليه من متحف ومشروعات أخرى كالمطاعم والكافيهات، وكذلك استخدامه في إقامة الحفلات الغنائية واستقبال أحداث ترفيهية أخرى، بالإضافة لأرباح تذاكر المباريات، بالطبع أدّى ذلك إلى تنوّع مصادر دخل فريق تورينو الأشهر. واحتذت بعض الأندية الأخرى حذو السيدة العجوز، وقامت أندية روما وميلان وإنتر ميلان بخطوات متقدمة في بناء ملاعبهم الخاصة بهم، متطلعين لتحقيق مكاسب مشابهة.

ليس فقط الأندية الكبرى التي تطمح لاتخاذ مثل هذه الخطوات الاقتصادية، يوجد أيضاً أتلانتا الذي قام بشراء ملعب "Stadio Atleti Azzurri D'Italia" من مدينة بيرجامو في صفقة وصلت قيمتها لـ9 ملايين يورو، ومنذ تلك اللحظة وأعمال التطوير مستمرة في الملعب من زيادة السعة الجماهيرية، وتطوير أرضية الملعب، وخدمات البنية الأساسية، كما سيبدأ نادي كالياري في بناء ملعبه الجديد بدءاً من العام القادم.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي قام نادي بولونيا بالاشتراك مع مجلس المدينة بالطبع بأعمال تطوير معلب "Dall'Ara"، خطوة بدأت أندية فيورنتينا وبريشيا ونابولي وغيرها في اتخاذ خطوات ملموسة في ذلك الشأن أيضاً.

توضح الفرق في أرضية ميدان "Dall'Ara" الذي يخوض عليه نادي بولونيا مبارياته الرسمية في الموسم الماضي والموسم الحالي.

بكل تأكيد عادت خطوات الدولة في تطوير ملاعبها بالنفع على الدوري الإيطالي، فبعد انحدار كبير في متوسط الحضور الجماهيري، سجل الموسم المنقضي 2018/2019 متوسط حضور جماهيري بلغ 25.068 في المباراة، وهو الأكبر منذ موسم 2009/2010، وفي الموسم الحالي حتى الآن، بعد انقضاء الدور الأول من الدوري وصل متوسط الحضور الجماهيري إلى 26.630 في المباراة.

عقد رعاية ضخم للغاية 

عقد رعاية جديد يمتد ما بين 2018 إلى 2021، فازت به مجموعة  SKY SPORT بالشراكة مع عملاق الستريمينج الأول في العالم، مؤسسة DAZN، بقيمة تفوق المليار دولار سنوياً، لبث الدوري الإيطالي. مع آلية جديدة لتوزيع عائدات البث التلفزيوني على الأندية، بدلاً من الآلية القديمة التي كانت تصبّ في مصلحة الفرق الكبيرة فقط، لتحقيق العدالة لجميع الأندية، وتقليل الفجوة بين المركز الأول والأخير من 1:4 إلى 1:3، وهذا ما أتاح لأندية الوسط والمؤخرة التعاقد مع لاعبين مميزين، خاصة أن أسعار اللاعبين في إيطاليا أقل بكثير من نظيرتها في إنجلترا.

جدول يوضح توزيع عائدات البث التلفزيوني على أندية الدوري الإيطالي موسم 18/19 بآلية توزيع جديدة مختلفة عن آلية توزيعها في الأعوام السابقة.

قانون بيكام للضرائب

 قانون ضريبي جديد يتم تشريعه بواسطة الحكومة الإيطالية لتعزيز الاقتصاد الإيطالي المتعثر، يسمح بالإعفاء الضريبي للعمال المقيمين حديثاً بإيطاليا، بالطبع هذا القانون سيُلقي بظلاله على الكرة الإيطالية بشكل إيجابي، مثل ما حدث مسبقاً في الليغا الإسبانية.

"قانون بيكام" هكذا تمت تسميته، فالنجم الإنجليزي يعتبر أول لاعب يستفيد من هذا القانون عندما تم تشريعه في عام 2005 في إسبانيا، قانون ساعد أندية الليغا كثيراً في إبرام تعاقدات مع لاعبين ذوي أجور مرتفعة من دون القلق من مشكلة الضرائب.

بموجب قانون الضرائب الجديد سيحصل اللاعبون الأجانب الذين ينتقلون إلى إيطاليا من الخارج على إعفاء ضريبي يغطي 50% من رواتبهم "وهذا يعني أن اللاعب الذي يكسب 10 ملايين يورو سيخضع للضريبة على 5 ملايين يورو فقط"، من شأن ذلك أن يعطي فاتورة ضريبية تبلغ حوالي 2.15 مليون يورو، بمعدل أعلى يبلغ 43%، وهو معدل فعال يبلغ 2.15% (مقارنة بـ45% في إسبانيا أو المملكة المتحدة)، نظراً لأن اللاعبين يتقاضون في أغلب الأحوال رواتبهم بعد خصم الضرائب "وهذا يعنى أن النادي يتحمل كلاً من الراتب والضريبة"، فإن هذا النظام الجديد يجعل الأمر أرخص بكثير من الناحية المادية بالنسبة للأندية الإيطالية لجلب لاعبين أجانب.

صورة توضح تطبيق قانون الضرائب الجديد على نادي روما، والاستفادة المالية التي سيحصل عليها النادي العاصمي.

بالإضافة إلى تخصيص نسبة 0.5% من تلك الضريبة في تطوير كرة القدم على مستوى الناشئين والفئات العمرية الصغيرة.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد رفعت
كاتب ومحلل رياضي
كاتب ومحلل رياضي
تحميل المزيد