باتت مواقع التواصل الاجتماعي مكاناً نفضح فيه كل أسرارانا، أين نحن الآن، ماذا نأكل، إلى أين سنسافر، بمَن ارتبطنا؟ وحتى وصل بنا الأمر إلى مشاركة صورنا وصور أحبائنا وأطفالنا، ولكن هل هذه التطبيقات هي فعلاً أمنة وستحفظ بياناتنا وأسرارنا؟ وهل يمكنني الانسحاب منها وحذف بياناتي في اللحظة التي أريد؟
مستوى الأمان في تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي
جميع مواقع التواصل من دون استثناء مشتبه بها في قضايا تسريب البيانات، ولو أنك تعرف قدر ما تعرفه تلك الشركات عنك لكنت انسحبت من شبكات التواصل الاجتماعي جميعها.
كيف أعرف ما هي البيانات المخزّنة في مواقع التواصل؟
لحسن الحظ، فإن تشريعاتٍ مثل قانون النظام الأوروبي العام لحماية البيانات GDPR في الاتحاد الأوروبي، أو قانون خصوصية المستهلك في كاليفورنيا بدأت تضع البيانات مرةً أخرى في أيدي المستخدمين.
وأصبحت شركات التكنولوجيا هذه مجبرةً الآن على تزويد المستخدمين ببياناتهم.
وعليه، فقد ألقى موقع Mashable نظرةً على منصات التواصل الاجتماعي تلك لترى من يفعل ذلك أفضل من غيره.
الدرجة: A+
جوجل ويوتيوب
تمتلك جوجل من بياناتك أكثر مما تملكه أية شركةٍ أخرى، لكنها نموذجٌ يُحتذى به فيما يتعلق بتزويدك ببياناتك.
على خلاف أغلب المنصات الأخرى، تتعامل جوجل مع طلبات البيانات على أنه ميزةٌ تقدمها، لا على أنه مجرد شيءٍ هي مجبرةٌ على تقديمه.
حتى إنها أطلقت على تلك الخاصية اسماً هو Google Takeout.
وللدخول إلى هذه الخاصية يمكنك ببساطةٍ التوجه إلى إعدادات حساب جوجل والنقر على Data & Personalization.
انزل لأسفل وصولاً إلى رابط "Download your data"، وبهذا تكون قد وصلت إلى خاصية Google Takeout المنفذ أُحادي المحطة، لطلب كل بياناتك المتعلقة بجوجل.
نحن نتحدث عن سجلّ بحثك في جوجل، وفي مقاطع الفيديو على يوتيوب، وبيانات المواقع التي كنت فيها من على خرائط جوجل، وإعدادات أجهزة الأندرويد الخاصة بك، والمحادثات التي أجريتها على تطبيق Hangouts، وملفاتك على Google Drive، والمواضيع التي نشرتها على مدونات Blogger، والصفحات التي أضفتها إلى قائمة العلامات في متصفح Chrome، وأرشيفك الكامل على بريد Gmail، والإعلانات التي وصلتك، والمزيد.
فيسبوك
كان لدى فيسبوك أكبر شبكة تواصلٍ اجتماعيٍّ في العالم، نصيبها من الفضائح على مرّ السنوات.
لذا، إن كنت تريد جمع بياناتك والانفصال عن الشبكة فإنّ مارك زوكربيرغ على الأقل يُسهل الأمر عليك قدر المُستطاع.
يُمكنك إيجاد خيار طلب وتحميل بياناتك في خانة معلوماتك لدى فيسبوك من الإعدادات.
لا يتفوق أحدٌ على فيسبوك في إجراءات طلب البيانات سوى جوجل.
يُمكن للمستخدمين طلب كل بياناتهم أو اختيار ما يُريدونه بالتحديد في الإصدارات التي يطلبونها: المنشورات، الصور، مقاطع الفيديو، التعليقات، قائمة بأصدقائك، سجل الأحداث، الرسائل، المجموعات، الصفحات، سجل البحث، وحتى للمُعلنين الذين جمعوا بياناتك.
إحدى الميزات التي ينفرد بها طلب البيانات من فيسبوك هي القدرة على تحديد مدى البيانات الذي تُريده، في حال كنت فقط تريد معلوماتٍ من فترةٍ بعينها. كما يستطيع المستخدمون كذلك اختيار ما إذا كانوا يريدون نسخةً بصيغة HTML أو JSON، واختيار جودة الوسائط لخفض حجم الإصدار.
معلومات المُعلنين هي المُذهلة. يزوّدك فيسبوك حرفياً بقائمةٍ لكل المُعلنين الذين جمعوا بياناتك أو حصلوا عليها من طرفٍ ثالثٍ. حتى إنه يُريك كل إعلانٍ تفاعلت معه على المنصة.
الدرجة: A
لينكد إن
يقدم موقع لينكد إن نموذجاً آخر لكيفية التعامل مع طلب البيانات.
إن كنت ترغب في استصدار بياناتك لدى الموقع، فلتضغط فقط على زر الإعدادات والخصوصية في قائمة حسابك.
وتحت عنوان الخصوصية انزل لأسفل وصولاً إلى القسم المُسمى "الحصول على نسخةٍ من بياناتك"، يوفر الموقع للمستخدمين خيار تحميل أرشيفٍ كاملٍ لبياناتهم، أو تحميل بعضها قسماً بقسمٍ، تقريباً مثل Google Takeout.
إذا اخترت استصدار الأرشيف الكامل فإن الموقع سيعمل على الفور، ويقول لك إنه سيرسل لك رابطاً للتحميل خلال 10 دقائق، يتضمن ملفاتٍ بصيغة CSV تحوي معلوماتٍ مثل ملفك الشخصي، وصلاتك من الدرجة الأولى، وسيرتك الذاتية، ونسخة كاملة من بريدك الوارد. حين طلبت بياناتي استغرق الأمر أكثر من 10 دقائق بكثيرٍ، لكن الانتظار لبضع ساعاتٍ لم يكن بالأمر السيئ للغاية.
بعد ذلك ستُرسل إليك المنصةُ رابطاً ثانياً خلال 24 ساعةً، يتضمن كل شيءٍ آخر، مثل معلومات الحساب، والتعليقات، والصور، والإعجابات، وسجل البحث، والمنشورات التي شاركتها، وحتى الإعلانات التي نقرتها.
الدرجة: A
تويتر
كمستخدمٍ قديم لموقع تويتر أثارت إعجابي سرعة استجابة الموقع لطلب بياناتي.
عشرات آلاف التغريدات، آلاف ملفات الوسائط، وكل البيانات الداخلية الأخرى المتصلة بحسابي لم تستغرق أكثر من 20 دقيقةً لجمعها.
تضم حزمة الطلب لدى تويتر وفرةً من البيانات، من بينها معلومات الحساب، وأرشيف التغريدات الكامل، وأرشيف الوسائط المُحملة، وأرشيف الإعجابات، وقائمة المتابِعين والمتابَعين، وسجل بالمحادثات على تطبيق DM، وبيانات المُعلنين، والمزيد.
ويتفوق تويتر على فيسبوك في أنه لا يزوّدك فقط برابطٍ للتغريدات التي أعجبتك، بل يعرض لك كذلك النصَّ الأصلي لكل تغريدةٍ منها.
الدرجة: B+
سناب شات
مع أنّ منصة سناب شات تحتفظ بالبيانات لفترةٍ مؤقتةٍ فقط، إلا أنها مازالت تسمح للمستخدمين بطلب بياناتهم متى شاؤوا.
وبعكس أغلب المنصات على هذه القائمة تُعد منصة سناب شات مخصصةً بالكامل للهواتف المحمولة.
غير أن نافذة طلب البيانات تُحيل المستخدمين إلى موقعٍ متوافقٍ مع العرض من الهواتف المحمولة.
وعلى الموقع يفصل الموقع البيانات المتاحة للمراجعة من خلال التطبيق. كما يُدير كذلك ما ستتضمنه النسخة القابلة للتحميل من بيانات سناب شات: معلومات الحساب، وسجل تسجيل الدخول، وسجل سناب، وسجل المحادثات الحديث، والمواقع وسجل البحث، وقائمة الأصدقاء، والمزيد.
الدرجة: B
واتساب
يوفر واتساب، أكثر تطبيقات المحادثة شعبيةً في العالم، لمستخدميه ولوجاً سهلاً نسبياً إلى بياناتهم.
وهذا ليس غريباً؛ فالتطبيق مملوكٌ في نهاية المطاف لشركة فيسبوك. غير أن هناك فرقاً صغيراً بينهما.
يُمكن للمستخدمين طلب بياناتهم من قائمة الإعدادات تحت قائمة الحساب من التطبيق.
وبعد الضغط على طلب تقريرٍ سيكون على المستخدم الانتظار لثلاثة أيامٍ حتى تصبح البيانات جاهزةً. ستكون إعداداتك، بيانات ملفك الشخصي، وأسماء المجموعات، مُتضمَّنةً في التقرير. غير أنه لا يتضمن سجل محادثاتك.
هناك خطوةٌ إضافيةٌ مطلوبةٌ لاستصدار سجلٍ بمحادثاتك، وهي تختلف باختلاف الجهاز الذي تستخدمه، أكان هاتف آيفون أو هاتف أندرويد أو هاتف ويندوز.
وهناك خياراتٌ لإنشاء نسخٍ احتياطيةٍ تُمكنك من استعادة محادثاتك في وقتٍ لاحقٍ، بالإضافة إلى إمكانية استصدار نسخٍ لمحادثاتٍ بعينها عبر البريد الإلكتروني أو ملفات TXT.
الدرجة: B
إنستغرام
تأتي إنستغرام المملوكة لشركة فيسبوك مباشرةً بعد واتساب المملوكة للشركة نفسها.
يسهل إيجاد البيانات تحت قائمة الخصوصية والأمان، ولن تنتظر الملف المضغوط لأكثر من 48 ساعةً.
تتضمن الحزمة القابلة للتحميل معلومات الحساب، وقائمة المتابعات، وسجل البحث، وسجلاً سهل التتبع للمحادثات على تطبيق DM، والتعليقات، والأهم من كل ذلك: كل الصور ومقاطع الفيديو التي نُشرت على الحساب. هذا صحيح، لا توجد خطواتٌ ثانويةٌ مطلوبةٌ لتحميل كل منشوراتك ووسائطك.
الدرجة: B-
يقضي مستخدمو المنصة الكثير من الوقت في تنسيق لوحاتهم ونشر المنشورات، لكن المنصة لا توفر لمستخدميها طريقةً آليةً لاستصدار بياناتهم، وليس من الرائع عدم توفير وسيلةٍ لأرشفة كل تلك البيانات.
الدرجة: D
Slack
تُعتبر منصة Slack ذات شعبيةٍ كبيرةٍ في أوساط المكاتب. ولو أنك اشتركت على منصة المحادثة كرب عملٍ فإن خيارات استصدار البيانات ستكون قويةً.
يمكنك تحميل حسابات محل العمل بالكامل، حتى المحادثات الشخصية التي لم تكن طرفاً فيها على الإطلاق. ولو أننا نُقيم طلبات البيانات التي توفرها الشركة من منظور رب عملٍ لكانت المنصة قد حصلت على تقييمٍ أفضل بكثيرٍ.
لكن المنصة لها شعبيةٌ كذلك خارج أوساط الأعمال. أحياناً يستخدم الأصدقاء المنصة لإجراء محادثاتٍ. ولا يوجد ما يُمكنك استصداره مباشرةً من المنصة دون إذن مدير أو صاحب العمل. ليس هذا مثالياً في ظل توسع الخدمة واستمرار الناس في إيجاد استخداماتٍ جديدةٍ لها.
قد يبدو هذا انتهاكاً لقانون GDPR، لكن الشركة تتحايل على ذلك التنظيم بقولها إن المستخدم هو عميلٌ لدى الإدارة، وإن الإدارة هي من لها الحق في الحصول على كافة بياناته.
ولإنصاف منصة Slack، فإن منصة Facebook Workplace منصة التواصل الشبيهة بمنصة Slack، والتي تملكها شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة، تعمل بنفس الطريقة.
لكن لأن منتج شركة فيسبوك الرئيسي هو شبكة التواصل الاجتماعي، فإن منصة Workplace تكاد تكون حصرية الاستخدام في أوساط الشركات. ولو أراد مستخدم فيسبوك بناء مجتمعٍ، فيمكنه التوجه إلى صفحات أو مجموعات فيسبوك ببساطةٍ. أما منصة Slack فتنفرد بمزج النطاقين.
الدرجة: D
TikTok
لم تكن منصة التواصل الاجتماعي الصاعدة بقوة عام 2019 غريبةً على مشكلات الخصوصية. وقد غرمت لجنة التجارة الفيدرالية في الولايات المتحدة شركة ByteDance الصينية المالكة للتطبيق، وتخضع للتحقيق في الاتحاد الأوروبي لانتهاكاتها بحق قانون GDPR، بناءً على كيفية جمع الشركة واستغلالها لبيانات الأطفال.
لكن لا يبدو أن الشركة قد تعلمت الدرس من تلك الصفعتين للأسف. لا توجد في التطبيق طريقةٌ تمكن المستخدمين من طلب بياناتهم آلياً.
في الواقع لا يبدو أن تطبيق TikTok يسمح لمستخدميه حتى بطلب بياناتهم يدوياً أبداً إلا لو كانوا يُقيمون في كاليفورنيا، بفضل قانون CCPA هناك، الذي اعتُمد قانوناً العام الماضي.
الدرجة: F