يقول المثل إن المصائب لا تأتي فرادى، وهذا ما يشعر به دانيال ليفي رئيس نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي هذه الأيام، فبعد أن تلقى الفريق هزيمة صاعقة أمام تشيلسي بهدفين نظيفين مع الرأفة، وهي أول هزيمة يتلقاها السبيرز على ملعبه منذ أن تولى البرتغالي جوزيه مورينيو تدريب الفريق قبل حوالي شهر، فشل ليفي في العثور على مشترٍ في المزايدة التي أطلقها لبيع حقوق تسمية ملعب ناديه الذي تكلف إنشاؤه مليار جنيه إسترليني (1.30 مليار دولار).
في مباراة توتنهام وتشيلسي تفوق فرانك لامبارد مدرب البلوز على مدربه السابق جوزيه مورينيو بعدما سيطر البلوز على مجريات المباراة بالكامل، ومنعوا مضيفيهم من فرض أسلوبهم، وسجلوا هدفين وأضاعوا عدة أهداف أخرى.
وسجل ويليان الهدفين في الشوط الأول ليعزز تشيلسي موقعه في المركز الرابع بينما سارت الأمور من سيء لأسوأ بالنسبة لتوتنهام عقب طرد المهاجم سون هيونج-مين في الدقيقة 61.
وكان اليوم سيئاً على توتنهام داخل وخارج الملعب في ظل مزاعم ارتكاب جماهيره لسلوك عنصري، حيث أشار روديجر إلى تعرضه لإساءة عنصرية من الجماهير بينما أُلقي مقذوف من المدرجات باتجاه كيبا أريزا بلاغا حارس تشيلسي.
ولعب لامبارد مدرب تشيلسي، الذي فاز باثنين من ألقابه في الدوري الممتاز خلال فترة مورينيو الأولى في ستامفورد بريدج، بخطة سمحت لفريقه بالسيطرة من البداية للنهاية بمساعدة أداء باهت من أصحاب الأرض.
وهذه أول مرة في 14 مباراة يخسر فيها مورينيو على أرضه أمام أحد أنديته السابقة واستمتع لامبارد المتحمس بكل وضوح بهذه اللحظة، واحتفل لفترة طويلة مع مشجعي فريقه بعد صفارة النهاية.
وقبل بداية المباراة كان توتنهام هو الفريق الذي يمر بفترة جيدة، إذ فاز بأربع من مبارياته الخمس في الدوري منذ تولي مورينيو المسؤولية خلفاً لماوريسيو بوكيتينو. لكن بعد هذا الأداء، والهزيمة أمام مانشستر يونايتد، فقد انتهى شهر عسل المدرب البرتغالي.
في غضون ذلك أكد دانيال ليفي أنه لم يقترب بعد من إبرام صفقة بيع حقوق تسمية الملعب الذي انتقل إليه السبيرز في أبريل/نيسان الماضي بعد سلسلة من التأجيلات -التي كان أحدها بسبب هجوم انتقامي من جانب إحدى العصابات التي كانت قد حوَّلت أحد مستودعات النادي إلى مصنع لمخدر الحشيش، قبل أن يكتشف مسؤولو النادي الأمر ويبلغوا الشرطة.
وكشفت صحيفة The Telegraph البريطانية أن ليفي يريد إبرام صفقة لبيع حقوق تسمية النادي مقابل 25 مليون جنيه إسترليني في السنة وبعقد مدته 15 سنة، الأمر الذي سينعش خزينة توتنهام بـ 375 مليون جنيه إسترليني (488.56 مليون دولار).
وسيفوق هذا الرقم -إن تمت الصفقة- قيمة بيع مانشستر سيتي لحقوق تسمية ملعبه الاتحاد مقابل 21.9 مليون جنيه إسترليني (28.53 مليون دولار) في السنة، وهي القيمة الأكبر في الكرة الإنجليزية حالياً.
كذلك ستكون قيمة الصفقة هي أعلى قيمة سنوية لحقوق التسمية في الرياضة العالمية، والمسجلة باسم ملعب سكوتيا بنك أرينا الذي يستضيف مباريات فرق مدينة تورنتو الكندية في دوري الهوكي الوطني ودوري الرابطة الوطنية لكرة السلة NBA ودوري لاكروس الوطني للهوكي.
وفشل ليفي حتى الآن في جذب مشترٍ لحقوق تسمية ملعب ناديه مقابل هذا الرقم القياسي، لكن الرجل البالغ من العمر 57 عاماً لا يزال مصراً على السعر الذي حدده.
وفي مقابلة مع صحيفة Evening Standard اللندنية، قال ليفي: "سنبرم صفقة بيع حقوق تسمية الملعب فقط في حال حصلنا على العلامة التجارية المناسبة في القطاع المناسب وبالمقابل المادي المناسب".
وأضاف: "إذا لم نتمكن من الالتزام بهذه المعايير الثلاثة، لن نبرم الصفقة. في الوقت الحالي، لم نعثر على شركة تحقق هذه المعايير. لسنا قريبين في الواقع من إبرام أي اتفاق في الوقت الحالي".
ويرى خبراء أن القيمة السوقية الأكثر واقعية لحقوق تسمية ملعب توتنهام تبلغ 17.5 مليون جنيه إسترليني (22.80 مليون دولار) في السنة، وصرح مصدر قائلاً: "إذا نظرتم إلى الكيانات المماثلة على مستوى العالم، ستجدون أن ليفي يطلب سعراً مرتفعاً للغاية".
وفي حين يُعد ملعب توتنهام أحد أفضل الملاعب في العالم، فإن وسائل النقل إلى موقع الملعب ما زالت سيئة على الرغم من محاولة تحسينها من خلال استثمار بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني (130.28 مليون دولار)، بالإضافة إلى تعليق خطط لتطوير الطريق السريع غرب لندن.
وبخلاف السعر الذي حدده ليفي، قد تدفع مشكلات السفر والتجديد الشركات المهتمة بشراء حقوق تسمية الملعب لإعادة التفكير في الأمر.
ويسرد كتاب جديد بعنوان Destination Tottenham تفاصيل بناء ملعب توتنهام الجديد، بما في ذلك قصة اقتحام أحد المستودعات -الذي اشتراه النادي ضمن نحو 80 عقاراً مختلفاً- وتحويله إلى مزرعة لمخدر الحشيش.
وقال ليفي: "اكتشفنا أن المستودع قد أُغلِق من الداخل، وعندما تمكننا أخيراً من الدخول وجدنا ثلاثة أفدنة من مخدر الحشيش مزروعة هناك. كان علينا الاتصال بالشرطة بالتأكيد. الشيء الذي عرفناه بعد ذلك هو أننا كنَّا ضحية هجوم انتقامي بعد قطع أنابيب المياه في العقارات التي كنَّا نملكها على الطريق السريع؛ مما تسبب في إغراقها جميعاً".