تساهم مخلفات الطعام في انبعاثات الاحتباس الحراري، وتضيع أيضاً معها المياه والموارد الأخرى التي ساهمت في نمو هذا الطعام. وموائد العائلات العربية شهيرة جداً بكرمها وأطباقها المتنوعة الغنية باللحوم والخضراوات، لكن للأسف فائض تلك الموائد يكلف الكوكب فاتورة بيئية سيدفع ثمنها أبناؤنا.
وبينما لا يعتبر فائض الطعام لدى المستهلك المتوسط ملوثاً بيئياً كبيراً عند مقارنته بالشركات الكبرى، لكن إيجاد طرقٍ لتقليل فائض الطعام خلال اليوم يمكنه أن يساعد الشخص في أن يتجنب كونه جزءاً من المشكلة.
وبحسب ما نشر موقع Medical News Today، هناك عدة طرق وحيل لتقليل مخلفات الطعام في المنزل، والمدرسة، وحتى الطريق.
1- تجنّب شراء أكثر من اللازم
إحدى أبسط الطرق لتجنب هدر الطعام هي أن تشتري كميةً أقل.
قد تبدو الثلاجة المعبأة مغرية، لكن ربما يؤدي ذلك إلى هدرٍ في الطعام إذا لم يتمكن أهل المنزل من تناول كل الطعام.
يُمكنك الذهاب إلى البقالة مرتين في زيارتين قصيرتين على مدار الأسبوع، وهذا أفضل من رحلةٍ طويلة واحدة، فقد يقي ذلك الشخص من شراء أغذية كثيرة، ويساعد في تقليل الفائض.
2- فكِّر مرتين قبل أن ترمي الطعام
في حين أن ظهور العفن يُعَدُّ علامةً أكيدة على أنّ هذا الطعام مكانه القمامة، ولكن ليس ضرورياً أن نلقي الطعام الذي تجاوز فقط فترة شرائه قليلاً.
فعلى سبيل المثال، ربما تصبح بعض الخضراوات أو الأعشاب الخضراء أنعم قليلاً مما كانت، أو تذبل حين تتجاوز مرحلة النضج والنضارة. ولكنها لا تزال تمثل إضافةً رائعة للحساء، والعصائر، والأطباق المخبوزة.
ويمكن استخدام الخضراوات المتبقية لعمل مخزونٍ من الحساء. حتى الخبز القديم يمكن أن يصبح خبزاً محمصاً أو مفتتاً.
ويمكن أن تكون التواريخ التالية لجملة "يُفضّل استخدامها قبل.." مُضلّلة.
وإذا كان المنتج لا يزال يبدو طازجاً ويمكن استخدامه، فعلى الأغلب لا بأس من أكله.
3- اصنع قائمة تسوق دائماً
شراء أطعمة موجودة بالفعل في المنزل قد يكون في النهاية سبباً لهدر الطعام.
ومعرفة قائمة الأطعمة الموجودة في المنزل، وصنع قائمة للتسوق قبل الذهاب إلى المتجر قد يساعد الناس في تجنب شراء أطعمة غير ضرورية والتقليل من الهدر المحتمل.
4- رتّب المطبخ وفقاً لقاعدة ما يدخل أولاً يخرج أولاً
تنظيم الثلاجة والمؤن يمكنه مساعدة الناس على تتبع ما لديهم في المنزل ومساعدتهم في التعرف على الأغذية الجاهزة للأكل.
طريقة "ما يدخل أولاً يخرج أولاً" هي طريقة مفيدة لتنظيم الأطعمة في المنزل. وتستخدم الكثير من المطاعم ومتاجر البقالة هذا النظام لتقليل الهدر أيضاً.
ووضع الأغذية التي جاءت حديثاً في آخر الخزانة أو الثلاجة سوف يشجع الناس على استخدام الأغذية الموجودة في الصف الأول، وهو ما يضمن طزاجة الأطعمة الموجودة وتقليل الهدر.
وعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يحتفظ بالكثير من المعلبات في المنزل؛ فيجب أن يتأكد من أنّ المعلبات التي اقترب تاريخ انتهاء صلاحيتها موجودة في مقدمة الخزانة ليستخدمها أولاً.
5- خزّن الطعام بطريقة صحيحة
كل شيء من السلع التي تفسد، مثل الفاكهة والخضراوات، له طريقة مثالية للتخزين حتى لا يفسد.
وإليك بعض النصائح:
- احفظه في الثلاجة في درجة حرارة أقل من خمس درجات مئوية
- خزّن الطعام المطهي على الرفوف الأعلى من رفوف الأغذية الخام
- خزّن الطعام في أوعيةٍ مُحكمة الغلق
وانقل بواقي الطعام دائماً من المعلبات المفتوحة، إلى وعاءٍ مناسب. ولا تتركها في علبتها.
إذ تشير وكالة حماية البيئة الأمريكية أيضاً إلى أنّ بعض الفاكهة تطلق غازات طبيعية تجعل الأطعمة المحيطة تفسد أسرع. أي أنّ تخزين التفاح، والموز، والطماطم بعيداً عن بقية الأغذية ربما يساعد على نضارتها جميعاً.
6- اصنع قائمة طعام أسبوعية
صنع قائمة بوجبات الأسبوع قد يساعد البعض في تنظيم استهلاك الطعام وتقليل الهدر.
لذا فإنّ استخدام تطبيقات الوصفات، أو كتب الطبخ، يمكن أن يساعد في وضع خطة الوجبات الأسبوعية، ويمكن للشخص أن يكتب قائمة تسوق دقيقة.
وربما يستغرق الأمر أسابيع قليلة حتى تصل الأسرة إلى القائمة السليمة، لكن وجود قائمة أسبوعية يساعد البعض على تقليل التخمين قبل إعداد الوجبات، ويجنب هدر الطعام.
7- احتفظ بسجل للأطعمة التي فسدت
كتابة أصناف الأغذية التي فسدت من شأنه مساعدة الشخص على تحديد الأغذية التي يمكنه أن يقللها.
على سبيل المثال، إذا وجد الشخص نفسه يلقي الكثير من البرتقال بعد أن يفسد، ربما يكون الحل هو أن يشتري كميةً أقل من البرتقال، ليتجنب هذا الفساد.
وعلى الرغم من أنّ شراء حقائب كبيرة من السلع بدلاً من قطعة أو اثنتين يبدو أنه أرخص، لكن المرء لن يوفر المال إذا كان يرمي جزءاً مما يشتريه باستمرار.
8- جمِّد الفائض
يمكن لتجميد الطعام أن يساعد في حفظه للاستخدام لاحقاً، وحمايته من الفساد. والعديد من الفواكه والخضراوات الطازجة تبقى سليمة حين تُجمَّد، مما يزيد عمرها الافتراضي، ويقلل الهدر.
وهناك أنواعٌ أخرى يمكن أن تُحفظ جيداً في المجمد أيضاً مثل الخبز، واللحوم، وحتى الأطباق المطهوة.
وتجميد الطعام الذي نستخدمه بمعدل أقل، مثل الأعشاب، مفيدٌ على وجه الخصوص.
أما بالنسبة لمن يريدون تناول الفاكهة والخضراوات على نحوٍ مستدام، فيمكنهم تجميد المزيد في أثناء موسمها المحلي، وبالتالي يمكنهم تقليل حاجتهم لشرائها حين تكون خارج الموسم وباسعار أغلى.
9- تناول الفائض
يتبع الكثير من الناس خطة لتقليل هدر الطعام، عن طريق اختيار يوم أو يومين في الأسبوع لتناول الطعام الفائض الذي ربما يكونون قد خزنوه في الثلاجة أو المجمد.
وهذا يساعد على تقليل الهدر من الوجبات الفردية، ويحافظ على نظافة الثلاجة.
10- جرب طرق حفظ الطعام
قد يساعدك حفظ الطعام بطريقة صحيحة في علب من الصفيح، أو تخليله، في زيادة عمره الافتراضي وتجنب فساده.
وإذا اشترى شخص ما بالخطأ الكثير من طعامٍ معين، فمن الممكن أن يقيه حفظ الطعام بهذه الطريقة من فساد الطعام ورميه.
وتشمل الأمثلة تحويل التفاح إلى عصير تفاح، أو الخيار إلى مخلل.
ويمكن أن تخلل أي شيء تقريباً، بدايةً من البصل حتى البيض. تعلم كيفية تخليل الطعام من هنا.
11- اصنع مرقاً
إنّ الطعام الزائد، والفائض، وحتى العظام أو دهون الحيوانات الأخرى يمكن أن تكون مكونات رائعة من أجل المرقة.
يمكنك أن تصنع مرقاً رائعاً عن طريق غلي الخضراوات الزائدة، والقشور، والزوائد الأخرى. ويمكن لغلي هياكل الدجاج والبقايا الأخرى، مثل العظام والجلد، أن يصنع مرق دجاجٍ لذيذ.
ومن الأفضل أن تُخزّن المرق المصنوع منزلياً في الثلاجة وتستخدمه خلال أيامٍ قليلة. ولكن تجميدها سيعطيها عمراً افتراضياً أطول بكثير.
12- افهم ما تعنيه التواريخ المكتوبة على الأغذية
يضع العديد من المصنعين علامات مختلفة على الأغذية، مثل "يُباع قبل" أو "يُستخدم قبل". وهذه التواريخ تساعد المحال التجارية لتعرف موعد تغيير المخزون، لكنها قد تكون مربكةً للمستهلكين.
وتُقدّر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أنّ 20% من هدر الطعام يأتي بسبب الخلط بين هذه التواريخ.
ويفترض العديد من الناس أنّ هذه التواريخ هي تواريخ انتهاء الصلاحية، وبالتالي يرمون طعاماً سليماً تماماً.
تذكّر أنه في حين يمكن للعلامات والتعليمات على الغذاء أن تعطي فكرة عامةً عن مدى طزاجة المنتج، لكنها ليست قواعد صلبة متماسكة.
وأسهل طريقة لتعرف الطعام الفاسد هي أن تثق بحواسك. إذا كانت رائحة، أو مظهر، أو مذاق المنتج فاسدة، فهو على الأغلب فاسد.
لكن حين يساورك الشك، فمن الأفضل أن ترميه.
13- تسميد البقايا
تحضير معظم الوجبات يخلف بعض البقايا مثل قلب بعض الخضراوات، أو قشورها، أو الأجزاء غير المستخدمة من الطعام. حتى رواسب القهوة، وأوراق الشاي، يمكنها أن تصبح إضافةً رائعة للسماد.
إنّ صنع خليط السماد هو إحدى الطرق التي تساعد في تقليل هدر الطعام، عن طريق تحويل حتى هذه البقايا إلى سماد غني بالعناصر المغذية، لمن يملك حديقة صغيرة خارج منزله.
14- اصحب غداءك معك
إحدى أبسط الطرق لتجنب هدر الطعام وأنت في الخارج هو أن تأتي بطعامك من المنزل.
إنّ الاستثمار في حاويات الغذاء الخفيفة، والمناسبة للتنقل، والتي لا تُسرِّب قد يساعد.
يمكن إعداد كميات إضافية من وجبات المساء لحفظها في الثلاجة، لتكون وجبة غذاء جاهزة قبل العمل أو المدرسة في الصباح.
وقد يوفر هذا أيضاً في المال.
15- وجبات المطاعم المفصلة
حين تأكل في الخارج، يمكنك أن تتجنب هدر الطعام عن طريق طلب وجبة لا تحتوي على مكونات لا تحبها.
فعلى سبيل المثال، إذا كانت الوجبة في إحدى المطاعم يأتي معها طبق جانبي من الخبز المحمص لا يأكله المرء عادةً، فاطلب منهم فقط أن يزيلوا الخبز المحمص لتساعد في تقليل الهدر.
وبالإضافة إلى تقليل الهدر، تساعد الكميات الصغيرة على منع الشخص من الإفراط في تناول الطعام.
16 – تبرع بالطعام الزائد
إذا كُنت تعرف أن عائلتك لن تتناول طعاماً ما، تبرع به. هناك العديد من العائلات المحتاجة أو حتى الجيران كبار السن. فكّر أولاً بالأصدقاء والأسر في المجتمع المحيط الذين سيقدّرون القليل من الطعام الإضافي.
17 – الحياة حديقة.. ازرعها!
حتى الأرض القاحلة قد تتحول للأخضر. جرّب إعادة زراعة بقايا الأطعمة، وشاهد ما يحدث. ضع البذور في الباحة الخلفية لمنزلك، أو جرّب إنباتها على كوب من المياه.
الدرس المستفاد: كلما أهدرت أقل، احتجت أقل.
حسبة بسيطة: شراء طعام أقل يعني أموالاً أكثر في جيبك.