نزح 25 ألف مدني، على الأقل، إلى مناطق قريبة من الحدود التركية في اليومين الماضيين؛ من جراء هجمات نظام بشار الأسد وروسيا ومجموعات موالية لإيران على منطقة خفض التصعيد في إدلب.
مدير فريق "منسقو استجابة سوريا" محمد حلاج، قال في تصريح لوكالة الأناضول، إن عدد النازحين من منازلهم غير معروف بالتحديد، بسبب استمرار الهجمات الجوية والبرية على إدلب دون انقطاع.
حلاج أوضح أن النزوح الأكبر تشهده الأماكن السكنية جنوب إدلب، خاصةً ريف معرة النعمان، مشيراً أيضاً إلى وجود حاجة مُلحّة للمساعدات الإنسانية مثل الخيم والأغطية والأسرّة، من أجل المدنيين النازحين في المنطقة.
بحسب حلاج فإن قوات النظام وروسيا تتعمدان استهداف المستشفيات والمدارس والمساجد ومراكز الدفاع المدني والمنازل؛ "لمنع عودة المدنيين".
مزيد من القتلى المدنيين
يأتي ذلك في حين قُتل 5 مدنيين، اليوم الأحد؛ من جراء غارات جوية شنتها مقاتلات روسية في ساعات الليل على الدير الشرقي وتلمنس. وأمس السبت، قُتل 8 أشخاص في هجمات لنظام الأسد وروسيا على المناطق السكنية بأماكن متفرقة من إدلب.
من جانبها، تواصل فِرق الدفاع المدني عمليات البحث والإنقاذ بمناطق القصف، وسط مخاوف من ارتفاع عدد القتلى في ظل استمرار القصف.
من جهة أخرى، ارتفع إلى 15 عدد القرى التي سيطرت عليها قوات النظام خلال العملية التي أطلقتها قبل يومين في معرة النعمان وريفها.
وتُشارك في الهجوم البري، ميليشيات مدعومة إيرانياً، والفيلق الخامس، المعروف باسم "قوات النمر"، التي تقودها قوات روسية خاصة.
النظام يتقدم عسكرياً
خلال ساعات الليل الماضي، سيطرت قوات النظام على قرى رجم القط، والحراكي والمنطار وسحال والسرج، والصيادي، التابعة لمعرة النعمان، وعقب سيطرتها الجمعة الماضي، على قريتي أم جلال وأم تينة، سيطرت أمس السبت، على تل الشيخ وفرجة والبريصة وربيعة وعريبة وشعرة وأبوحبة.
يُذكر أن هؤلاء النازحين السوريين الـ25 ألفاً غير اﻷشخاص الـ50 ألفاً الذين قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الخميس الماضي، إنهم فروا من إدلب في شمال غربي سوريا إلى تركيا.
تؤوي تركيا حالياً نحو 3.7 مليون لاجئ سوري، وهو أكبر عدد لاجئين بالعالم، وتخشى موجة نزوح جديدة من إدلب، التي تمثل آخر مساحة رئيسية من الأرض تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
يشار إلى أن هذا التصعيد يأتي على الرغم من وجود اتفاق تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا وإيران في مايو/أيار 2017، في إطار اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري.
إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة، رغم وجود تفاهم آخر مبرم بين تركيا وروسيا في 17 سبتمبر/أيلول 2018، بمدينة سوتشي الروسية، على تثبيت "خفض التصعيد".