تديرها شركة تابعة لشخصيات سعودية بارزة.. تويتر يوقف عشرات الآلاف من حسابات «التجسس» بالمملكة

بعد أسابيع من توجيه السلطات الأمريكية اتهامات بالتجسس لثلاثة مواطنين سعوديين علّقت شركة تويتر عشرات الآلاف من الحسابات المرتبطة بشركة تابعة لأحد المشتبه بهم.

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/21 الساعة 06:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/21 الساعة 06:12 بتوقيت غرينتش
حملة اختراق ضخمة - صورة توضيحية /istock

بعد أسابيع من توجيه السلطات الأمريكية اتهامات بالتجسس لثلاثة مواطنين سعوديين، لوصولهم إلى بيانات شخصية لمعارضين على موقع تويتر، علّقت الشركة عشرات الآلاف من الحسابات المرتبطة على ما يبدو بشركة تابعة لأحد المشتبه بهم.

إذ أعلنت تويتر، الجمعة 20 ديسمبر/كانون الأول 2019، تعليق الحسابات، وقالت إنها مرتبطة "بعملية معلوماتية كبيرة تدعمها الدولة"، ومنشأها السعودية.

كما ذكرت أن مصدر النشاط شركة تسويق على مواقع التواصل الاجتماعي مقرها الرياض، تدعى "سماءات"، وتربطها علاقات بعدد من الشخصيات السعودية والمنافذ الإخبارية البارزة.

تورُّط شخصيات مقربة من مسؤولين سعوديين بارزين

شركة (سماءات) يديرها أحمد الجبرين وفقاً لحسابه على موقع (لينكد إن) وملفات شخصية أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي. وذكرت الشكوى التي قدَّمها مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي)، وأُعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني، أن رجلاً يُعرف بهذا الاسم أيضاً يسيطر على شركة تسويق سعودية على مواقع التواصل الاجتماعي، تُقدم خدمات للأسرة المالكة.

امتنعت تويتر ووزارة العدل عن قول ما إذا كان الاسمان يشيران إلى نفس الشخص، لكنّ مصدراً مطلعاً من السلطات الاتحادية قال إن أجهزة إنفاذ القانون الأمريكية تعتقد ذلك.

هذا، ولم يتسن الحصول على تعليق من الجبرين، المعروف أيضاً بأحمد المطيري.

تشير قضية التجسس إلى غضب علني غير مألوف تجاه السعودية، الحليف القوي للولايات المتحدة، كما تُلقي بظلال على أساليب تويتر لحماية البيانات الشخصية للمستخدمين.

كما أن الجبرين متهم بالعمل كوسيط بين المسؤولين السعوديين وموظفين اثنين سابقين في تويتر، استغلّا عملهما للدخول إلى عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف وعناوين بروتوكول الإنترنت لمنتقدي الحكومة.

فقد ذكرت الدعوى الأمريكية أن تويتر علمت بأمر الدخول غير المصرح به على البيانات في أواخر عام 2015. وامتنع متحدث باسم تويتر يوم الجمعة عن التعليق على سبب عدم قيام تويتر بتعطيل عملية (سماءات) المعلوماتية مبكراً.

قالت تويتر في تدوينتها، الجمعة، إنها حذفت حوالي 5929 من الحسابات التي استهدفت مناقشات عن السعودية وسعت لدعم المصالح السياسية للمملكة، مضيفة أنها انتهكت سياساتها.

ذكرت كذك تويتر أن تلك الحسابات تمثل "القسم الأساسي في شبكة أكبر تضم أكثر من 88 ألفاً من الحسابات"، التي كانت "تضخم رسائل مؤيدة للسلطات السعودية"، عن طريق المبالغة في الإعجاب بالتغريدات وإعادة نشرها والرد عليها.

كما أوقفت تويتر جميع الحسابات بشكل دائم، وكشفت بيانات بشأن المجموعة الأساسية، علاوة على عينة تمثيلية للشبكة الأكبر. ولم يردّ ممثلون للحكومة السعودية على طلب للتعليق.

وقالت تويتر إن تحقيقها اقتفى أثر النشاط الوهمي، ليتوصل إلى أن مُنشئه هو (سماءات)، مضيفة أنها تدير عدداً من الحسابات "لأفراد بارزين" وإدارات حكومية. 

موظفون بتويتر في خدمة السعودية

الاتّهام الذي وجَّهته محكمة أمريكية لموظفين سابقين في تويتر بالتجسس لصالح المملكة العربية السعودية، واختراق حسابات معارضين يكشف المزيد من التفاصيل حول ما يبدو أنها حملة ممنهجة لاستهداف مَن يراهم ولي العهد محمد بن سلمان منتقدين له، وتفاصيل هذه القضية تحمل الكثير من المفاجآت.

اتهمت محكمة أمريكية في سان فرانسيسكو ثلاثة أشخاص، اثنان منهم موظفان سابقان في شركة تويتر، بالتجسس على حسابات مستخدمين لموقع التواصل الاجتماعي لصالح الحكومة السعودية، والشخص الثالث لعب دور الوسيط في تجنيد الموظفين، بحسب ما كشفته عريضة الاتهام، يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

علي الزبارة وأحمد أبوعمو كانا يعملان في تويتر، بينما الثالث أحمد المطيري كان يمتلك شركة تسويق، وكان يعمل وقتها لدى العائلة المالكة السعودية، يواجهون تهماً بالعمل لصالح المملكة، دون تسجيل أنفسهم كعملاء أجانب، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 30 عاماً.

تفاصيل مثيرة ترجع لسنوات

عريضة الاتهام تكشف أن أبوعمو، الذي كان المسؤول الإقليمي للشرق الأوسط في تويتر حتى عام 2015، قام بدور ناشط ضمن جهد منسق من جانب الرياض للتجسس على البيانات الشخصية لآلاف الحسابات على تويتر، بحسب تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

بحسب مستندات المحاكمة، حصل الموظفان في تويتر، أبوعمو والزبارة، على مكافآت عبارة عن عشرات الآلاف من الدولارات، تم تحويلها لحسابات سرية، إضافة لساعة من ماركة باهظة الثمن لكل منهما.

أبوعمو، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، متهم أيضاً بتزييف مستندات، والإدلاء ببيانات رسمية كاذبة، عندما استجوبه عملاء المباحث الفيدرالية في منزله في سياتل.

بحسب وثائق الادعاء تم تجنيد الزبارة بعد أن تم استدعاؤه من سان فرانسيسكو إلى واشنطن، لمقابلة خاصة مع أحد أفراد الأسرة الحاكمة في السعودية، لم تتم تسميته، "وبعد أسبوع واحد من عودته من واشنطن إلى سان فرانسيسكو بدأ الزبارة الدخول دون تصريح على البيانات الخاصة لمستخدمي تويتر بصورة مكثفة".

خلال تلك الفترة تمكن الزبارة من الدخول إلى حسابات أكثر من 6 آلاف مستخدم لتويتر، بينها على الأقل 33 حساباً كانت أجهزة الأمن السعودية قد قدَّمت طلبات بشأنها لتويتر لإغلاقها، وعندما واجهه المشرفون عليه في تويتر زعم أنه يفعل ذلك "بدافع الفضول"، فتمّ منحه إجازة إدارية والتحفظ على اللابتوب الخاص بالعمل، وإخراجه من مبنى شركة تويتر في سان فرانسيسكو، وفي اليوم التالي غادر الزبارة بصحبة زوجته وابنته إلى السعودية، ولم يعد إلى الولايات المتحدة منذ وقتها.

تحميل المزيد