أعلنت موسكو تخصيص مبلغ نصف مليار دولار أمريكي، لاستثمارها في تحديث ميناء طرطوس السوري، على السواحل الشرقية للبحر المتوسط، وبناء مركز للحبوب فيه لتعزيز وجودها في أسواق الشرق الأوسط.
إذ قال نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، في تصريحات صحفية، الثلاثاء 17 ديسمبر/كانون الأول 2019، إنه من المقرر أن يتم استثمار المبلغ على 4 سنوات، في تحديث ميناء "طرطوس"، حسب وكالة "سبوتنيك" للأنباء.
مؤكداً عزم موسكو "إعادة تأسيس وتعزيز الميناء القديم وبناء ميناء تجاري جديد"، وقد جاءت تصريحات "بوريسوف" بعد وصوله الإثنين، إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة عمل.
بينما نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن بوريسوف قوله إن تشييد البنية التحتية اللازمة في الميناء، الذي استأجرته روسيا لمدة 49 عاماً من النظام السوري في 2017، قد يبدأ العام المقبل.
مشيراً إلى أن موسكو ستبدأ تسليم 100 ألف طن من الحبوب في إطار مساعدات لسوريا بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول، وهي الإمدادات التي ستستمر حتى الربع الثاني من العام.
بالعودة إلى أهمية مركز الحبوب، فإن روسيا، التي تعتبر أكبر مصدر للقمح في العالم، تستخدم إمداداتها من الحبوب لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في السنوات الأخيرة منذ تدخل موسكو العسكري في 2015 إلى جانبه في الحرب الدائرة.
فيما تصدر موانئ القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014، فائض شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود من الحبوب إلى ميناء طرطوس في السنوات الأخيرة لضمان مصدر غذاء يعتمد عليه لسوريا في ظل نظام الأسد.
كما تدير البحرية الروسية منشأة عسكرية في طرطوس، موطئ القدم البحري الوحيد لروسيا في البحر المتوسط. وسبق أن أعلنت موسكو أنها تخطط لتوسعة منشآت الميناء وتحديثها من أجل أسطولها.
وفي وقت سابق الإثنين، قالت قناة "زفيزدا" التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية إن روسيا وسوريا نفذتا أول تدريباتهما العسكرية المشتركة قرب طرطوس. شملت التدريبات ألفين من الجنود الروس والسوريين وعشر سفن حربية إلى جانب طائرات روسية.
ولروسيا أيضاً قاعدة جوية في محافظة اللاذقية الساحلية السورية، والتي تستخدمها لشن ضربات جوية ضد المعارضة السورية. وفي الشهر الماضي، قالت موسكو إنها أنشأت قاعدة لطائرات الهليكوبتر في مطار بشمال شرق سوريا.