على مدى السنوات الست الماضية، تعبُر الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة الحدود إلى سوريا من تركيا والعراق والأردن في أربعة أماكن مُصرح بها من مجلس الأمن الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية لملايين الأشخاص.
يهدف المجلس المكون من 15 عضواً إلى تمديد الموافقة على هذه العمليات هذا الأسبوع، والتي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنها ضرورية. لكن روسيا تريد خفض عدد المعابر الحدودية إلى النصف.
فقد يقترح قرار صاغته بلجيكا والكويت وألمانيا زيادة المعابر الحدودية المسموح بها إلى خمسة، بإضافة معبر ثالث من تركيا، لكن روسيا تقدمت بنص منافس من شأنه الموافقة فقط على العمليات الحالية في معبرين تركيين.
عندما سئل مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، يوم الثلاثاء 17 ديسمبر/كانون الأول 2019، عما إذا كانت روسيا ستستخدم حق النقض ضد مشروع القرار المقدم من بلجيكا والكويت وألمانيا، وصف المندوب مشروع القرار بأنه "غير مقبول ولا تتوفر له مقومات البقاء".
المسؤول الروسي قال للصحفيين: "إذا لم تمر مسودتنا، فهذا سيعني أن الآلية التي اقترحنا تمديدها لن يتم تمديدها". ويحتاج القرار إلى تسعة أصوات لتمريره مع عدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا حق النقض. وفي العام الماضي امتنعت روسيا والصين عن التصويت في المجلس لتمديد الموافقة على نقل شحنات المساعدات الإنسانية عبر الحدود.
مخاوف من استخدام روسيا "حق النقض"
استخدمت روسيا حق النقض ضد 13 قراراً لمجلس الأمن الدولي منذ أن بدأ الرئيس السوري بشار الأسد حملة ضد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في عام 2011، والتي أدت إلى حرب أهلية. بعد ذلك، استغل مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية الفوضى للاستيلاء على أراض في سوريا والعراق.
في بيان مشترك، الثلاثاء، عبّرت بلجيكا والكويت وألمانيا ونظراؤها السبعة المنتخبون في مجلس الأمن عن تأييدهم لمشروع القرار.
قال الأعضاء العشرة: "عواقب عدم تجديد الآلية ستكون كارثية… هذه آلية تتيح وصول المساعدات الحيوية إلى أربعة ملايين شخص في سوريا" .
في تقرير صدر يوم 16 ديسمبر/كانون الأول إلى المجلس، حث غوتيريش الأعضاء على تمديد الإذن بتسليم المساعدات عبر الحدود. وكتب قائلاً: "هذه المعونة حالت دون تفاقم الأزمة الإنسانية داخل سوريا".
أضاف أيضاً: "بينما أرحب بالجهود الجارية لزيادة المساعدات الإنسانية المقدمة من داخل الجمهورية العربية السورية، أكرر أن الأمم المتحدة ليست لديها وسيلة بديلة للوصول إلى الناس في المناطق التي تُقدم فيها المساعدات عبر الحدود".