قال مسؤولون إن 13 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في تصادم أسفر عن اندلاع حريق، بين حافلة ركاب وشاحنة نصف نقل محمَّلة بالبنزين الإيراني المهرَّب، وقع بجنوب غربي باكستان، في وقت مبكر من يوم الجمعة 13 ديسمبر/كانون الأول.
محاولة مُتعجلة لنقل الغاز الإيراني المهرب سراً تؤدي إلى حادث تصادم
وقع التصادم المميت في نحو الساعة الرابعة صباحاً يوم الجمعة، في قلعة سيف الله، وهي منطقة نائية بإقليم بلوشستان، حيث قال عتيق الرحمن، نائب مفوض المنطقة، خلال مقابلة عبر الهاتف: "احترق 13 شخصاً حتى الموت في التصادم. نجا شخص بأعجوبة دون أي إصابات"، وفق تقرير نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية.
قال المسؤول إن الأمطار والثلوج كانت تتساقط في نحو الساعة الـ2:30 من صباح يوم الجمعة، عندما تلقى المسؤولون معلومات عن تحرُّك أربع شاحنات نصف نقل، من طراز داتسون، محمَّلة بالبنزين الإيراني المهرَّب، في منطقة قلعة سيف الله.
حيث أضاف: "اعترض طريق الشاحنات عناصرُ من سلطات إنفاذ القانون، لكن تمكنت واحدة من الشاحنات من الفرار من الكردون الأمني. لاحقاً، علمنا بوقوع حادث بين حافلة وشاحنة نصف نقل".
وذلك في إحدى مناطق باكستان
كانت حافلة المسافرين في طريقها من ديرا غازي خان بولاية بنجاب إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان. واندلعت النيران في الحافلة والشاحنة؛ من جراء التصادم، وسقطتا من على الطريق من ارتفاع 3.05 متر.
حيث إن الوقود المهرَّب من إيران أقل تكلفة بكثير من الوقود الذي يباع على نحو شرعي في باكستان، ولطالما كافح المسؤولون الباكستانيون لإنهاء تهريب الوقود من إيران إلى باكستان. ففي منطقة قلعة سيف الله وحدها، صادرت السلطات 15 ألف لتر من الوقود الإيراني خلال الشهر الماضي فقط، وفقاً لما قاله عتيق.
أضاف عتيق الرحمن، نائب مفوض المنطقة، أن المهربين يتحركون في وقت متأخر من الليل، وأحياناً في شكل قوافل صغيرة مكونة من شاحنات نصف نقل قديمة، محملة بصفائح النفط.
على الرغم من أن إقليم بلوشستان غني بالموارد الطبيعية، وأنه موقع مشروعات تنمية صينية تصل تكلفتها إلى ملايين الدولارات، فالإقليم واحد من أكثر المناطق اضطراباً في باكستان. فقد استخدمت قوات الأمن القوة الضاربة في مكافحة تمرد موجود منذ فترة طويلة هناك، وعادة ما تستهدف الجماعات الإسلامية المسلحة الأقلية الشيعية، ويستقر كثير من قادة حركة طالبان الأفغانية في كويتا.
وتنتشر تجارة تهريب الوقود من إيران لسعره الرخيص
يقول المسؤولون إن التهريب لطالما كان عنصراً موجوداً في بلوشستان، ساعدت في وجوده حدود الإقليم الوعرة مع إيران وأفغانستان، وكان الدافع وراءه الفقر المدقع والبطالة بين سكان الإقليم.
حيث قال جهانزيب جمال الدين، عضو مجلس الشيوخ الباكستاني وهو من إقليم بلوشستان، متحدثاً عن مشكلة الفقر: "إنهم (سكان الإقليم) يخاطرون، فقط لأنهم يائسون للغاية".
في حين أضاف جمال الدين أن الحكومة لم تعمل جيداً على توفير فرص عمل بديلة وأوضاع اقتصادية أفضل في بلوشستان، وهو ما ترك مجالاً لبيع البنزين الإيراني الأبخس ثمناً، والذي يجب السماح بوجوده بأي حال من الأحوال، لكي ينتفع سكان الإقليم.
لكن مسؤولين باكستانيين يقولون إن تهريب الوقود من إيران يستنزف نحو 400 مليون دولار من اقتصاد باكستان سنوياً.
أما عمر شافي، وهو مسؤول من شركة النفط الحكومية الباكستانية لمجلس الشيوخ، قال في وقت سابق من العام الحالي، إن النفط الإيراني المهرَّب لا يزال يسهل توافره في كويتا، عاصمة الإقليم، وبأماكن أخرى به.
من جانبها نقلت وسائل إعلام محلية عن شافي قوله: "علينا إغلاق 159 منفذاً لبيع البنزين في بلوشستان، حيث يتوافر البنزين الإيراني دون قيود بمحطات الوقود، وهو أبخس ثمناً".
يجد البنزين المهرَّب أيضاً طريقه الى مناطق أخرى في باكستان، وضمن ذلك إقليم السند، ومدينة كراتشي، التي هي مركز اقتصادي.