إذا كنتَ تستخدم حاسوباً محمولاً أو حاسوباً مكتبياً تابعاً للعمل، فالأرجح أنك جنحت في وقت ما لتفقد بريدك الشخصيعلى حاسوب العمل، أو تخزين بعض الملفات الشخصية على حساب جوجل درايف الخاص بالشركة، أو الابتعاد عن العمل تماماً من خلال الغوص في عملية بحثية متعمقة لا علاقة لها بوظيفتك. ربما كان عليك ألا تفعل أياً من ذلك على الحاسوب الذي يوفره لك صاحب العمل.
بالطبع يستطيع أصحاب العمل تثبيت تطبيقات أو برامج لمراقبة ما تفعله على الحاسوب المحمول أو الحاسوب المكتبي الذي تحصل عليه من العمل. وفي أماكن العمل الأكثر حرصاً على مراقبة الموظفين، قد يشمل هذا برامج راصدة للوحة المفاتيح بإمكانها رؤية كل ما تكتبه، أو أدوات تأخذ لقطات من الشاشة لتعقب درجة إنتاجيتك.
لكن حتى إن لم تكن خاضعاً للمراقبة في كل ما تفعله، لا يزال من الأفضل أن تفترض أن جهازك مراقب وأن تتصرف وفقاً لذلك بمثابة التزام نابع من داخلك تجاه الاحترافية المهنية. وفيما يلي بعض المهمات الأقل وضوحاً التي عليك أن تنتبه لها، بحسب ما نصح به موقع صحيفة The New York Times الأمريكية.
تجنّب فعل هذه الأشياء على حاسوب العمل
لا تُخزن أي ملفات شخصية على حاسوب أو هاتف العمل
يقول كل خبراء الأمن أمراً واحداً مرفوضاً تماماً: وهو تخزين الملفات الشخصية على الحاسوب أو الهاتف الذي يُعطيه لك صاحب العمل.
إذ في حال فصلك من العمل، سيكون هذا الجهاز عادةً هو أول ما يُؤخذ منك، وإذا انتهى الحال بدعوى قضائية مع شركتك، سيكون من الممكن استخدام أي ملفات موجودة على جهازك. وقد أشارت تريسي ماليف، محللة المعلومات الأمنية في صحيفة The New York Times، إلى المخاوف الأمنية كذلك، قائلة: "من منظور صاحب العمل، تضيف هذا الملفات إلى التهديد القائم بوجود ملفات ضارة".
وأضاف آيزاك بلوم، مدير التطبيقات وخدمات النظام في شركة الاستثمارات العقارية Prologis، أنه حتى إذا كنت تشعر بالأمان الوظيفي، فقد لا تملك الأمان للبيانات، وذلك بحسب الأدوات الأمنية التي تستخدمها شركتك. وقال: "بعض هذه البرامج ستبدأ في مسح الملفات إذا رصدت اختراقاً". وفي حال أصيب الجهاز الذي تستخدمه ببرمجيات خبيثة، فربما تقوم التدابير الأمنية المُتخذة لمحاولة التخلص من المشكلة بمسح ملفاتك الشخصية أيضاً.
لا تستخدم جوجل دوكس أو سلاك أو غيرهما في شيء لا تريد أن يراه صاحب عملك
نظراً إلى أنها تعمل من خلال الاتصال بالإنترنت وليست برنامجاً تُثبته على الحاسوب، من السهل أن تفكر في استخدام تطبيقات جي سويت، التي تشمل خدمات مثل خدمة البريد الإلكتروني جي ميل ومستندات جوجل وجداول بيانات جوجل، بوصفها برامج خاصة. غير أن مؤسسة حرية الصحافة Freedom of the Press Foundation ذكرت عدة أسباب تجعلك لا تستخدم حساب جوجل على حاسوب الشركة في تخزين بياناتك الخاصة.
يستطيع الإداريون الذين يستخدمون حزمة تطبيقات جي سويت أن يبحثوا عن عبارة معينة في بريد الموظفين أو ملفاتهم، تماماً مثلما تفعل في حسابك الخاص. وبإمكان أصحاب العمل أيضاً أن يضبطوا عمليات التدقيق ليجري إخطارهم في حال وجود أي سلوكيات مشبوهة، وإعداد نصوص بمواصفات خاصة للاحتفاظ بالبيانات.
على سبيل المثال، يستطيع صاحب العمل أن يُنشئ عملية تحفظ مسودات الرسائل الإلكترونية التي تكتبها حتى إن لم ترسلها. وهكذا، إذا فكرتَ يوماً في كتابة استقالتك وحفظها في مسودة رسالة إلكترونية تصف فيها مديرك بـ"الوغد"، افعل ذلك في حاسوب آخر.
أما بالنسبة لحسابات البريد الإلكتروني الوظيفية الأخرى غير جيميل، فيمكنك أن تتيقن أنها خاضعة للمراقبة أيضاً. قال بلوم: "يمكننا أن نرى الرسائل الإلكترونية للأشخاص. هناك قلة محدودة فقط من الناس (لا نرى رسائلهم)، لكن فيما عدا هؤلاء ليس هناك ما لا يمكن مراقبته من الناحية التقنية". وبسبب الخوف من مشاركة المعلومات الداخلية، فعادة يكون عدد الأفراد الذين يمكنهم الوصول إلى الرسائل الإلكترونية للموظفين صغيراً.
والأمر يسري كذلك على برامج المحادثة التي على شاكلة Slack. إذ يمكن للمشرفين الدخول إلى الرسائل الخاصة، والتطبيق من جانبه يحفظ الرسائل على خوادمه.
عليك أن تتجنب تسجيل الدخول إلى تطبيقات المراسلة الأخرى، مثل Apple Messages وGoogle Hangouts. ولا يقتصر الأمر على إمكانية أن يصل صاحب العمل إلى تلك الرسائل، لكنك أيضاً تجعل نفسك عرضة للحظات محرجة، مثل تلقي رسالة خاصة في وقت تُشارك فيه محتوى الشاشة مع أحدهم.
وهكذا إذا أردتَ أن تتحدث بسوء عن زملائك في العمل وشركتك، افعل ذلك من خلال تطبيق خارجي (مثل Signal) على هاتفك الشخصي.
افترض أن حركة الإنترنت لديك مُراقبة
يكاد يكون من المؤكد أن صاحب عملك يراقب حركة الإنترنت لديك. لكن بخلاف الحذر من الأمور الواضحة، فقد لا يكون هذا النوع من المراقبة شائناً مثلما قد تظن. قال بلوم إنه مطلع على "حركة الإنترنت الأساسية" فقط. لكن بالرغم من ذلك، لا تندهش -إذا كنت تُقصر في أداء عملك باستمرار- إذا استخرج مديرك بيانات عن المدة التي تقضيها في تصفح فيسبوك.
وإذا كنتَ تعتقد أن بإمكانك استخدام خدمة VPN لإخفاء ما تفعله، فكر مجدداً. فقد أوضح بلوم: "نستخدم نهج حماية نقطة نهاية. وحتى في حال ثبتت VPN على جهاز الحاسوب، سيظل بإمكاننا معرفة نشاط الإنترنت باستخدام نظام أسماء النطاقات DNS. ولدينا عامل (تجميع من نقطة النهاية) لذا يُظهر تاريخ التصفح في حال معاودة الاتصال (بدون استخدام الـ VPN). بينما في وقت اتصالك من خلال خدمة الـ VPN، سوف يظل التصفح مجهول المصدر".
وحتى إذا كان صاحب العمل لا يهتم كثيراً لعاداتك في التصفح، لا يزال من الأفضل أن تتجنب أي أمور شخصية -أي نشاطات أو هوايات جانبية- على حاسوب العمل. لكنك لست مضطراً للذعر من كل شيء كذلك. قال بلوم إنه بإمكانك مثلاً "دفع فواتيرك كلها" على سبيل المثال.
واقترحت جوانا غراما، وهي خبيرة استشارية في شركة Vantage Technology Consulting Group: "استخدم هاتفك الشخصي عندما ترغب في الدخول إلى حساباتك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي".
كن أكثر حرصاً على جهاز الحاسوب وأنت في الأماكن العامة
عليك أن تعامل حاسوب العمل بنفس الحرص الذي تعامل به حاسوبك الشخصي. يعني ذلك أن تحرص على الأمان في استخدام شبكات الواي فاي العامة، وأن تتبع المنطق السليم في ذلك. واقترحت تريسي أن تستخدم VPN عند استخدام شبكات الواي فاي العامة (يوصي موقع Wirecutter باستخدام برنامج TunnelBear).
واقترحت تريسي أيضاً إقفال جهازك عند الابتعاد عنه. إذ قالت: "لدي قصة رائعة عن موظف حكومي أمريكي كان مسافراً معي في قطار Amtrak. ترك هذا الرجل الحاسوب الخاص به مفتوحاً وغير مقفل وترك مقعده. كنت قادرة -دون لمس الجهاز حتى- على معرفة الكثير من المعلومات". وهكذا، فإذا كنتَ في مقهى أو طائرة أو قطار أو أي مكان عام آخر، اخرج من حسابك على الحاسوب أو أغلق الحاسوب كلياً.
كيف ترى ما يجري على حاسوبك؟
إذا كان دليلك لا يحتوي تفاصيل لكن الفضول لا يزال يساورك بشأن برنامج المراقبة المُثبت على جهازك، يمكنك أن تعرف هذه المعلومة بسهولة. قال بلوم إن مثل هذه البرامج "قد لا تظهر في شريط المهام، لكنه في الغالب سيكون موجوداً في قسم إضافة وحذف البرامج (add/remove programs). وفي الأجهزة التي تعمل بنظام ماك، سيظهر البرنامج مع التطبيقات أو الخدمات (application or service)". ويمكن معرفة قدرات هذا البرنامج من خلال إجراء بحث سريع في جوجل. وعلى قدر الغرابة المتمثلة في مراقبة صاحب العمل لك، نصح كل من تحدثتُ معهم بعدم مسح برنامج المراقبة، إذ سيلفتُ ذلك الانتباه إليك.
يستخدم معظم أصحاب العمل برامج مشاركة الشاشة، مثل VNC أو TeamViewer، التي تُمكن قسم تكنولوجيا المعلومات من الدخول إلى جهازك عن بعد. وإذا كنتَ فزعتَ من قبل لأن موظف قسم تكنولوجيا المعلومات "سيطر" على الفأرة كي يُصلح جهازك، اعلم أن هذه هي البرامج التي استخدموها. وعادة ما يكون واضحاً إذا بدأت هذه البرامج في العمل، فلا تقلق إذن بشأن مشاهدة قسم تكنولوجيا المعلومات لك وأنت تُخطئ في كتابة الرسائل الإلكترونية طوال اليوم.
تُعد الركيزة الأساسية لهذه النصحية هي تجنب قول أو فعل أي شيء على الجهاز أو الحساب الخاص بالعمل إذا كنتَ لا تريد أن يعرفه صاحب عملك. ربما لا بأس في دفع بعض الفواتير بين الحين والآخر -أو تشكيل فريق لأجل دوري كرة القدم الخيالي المُقام في المكتب- ولكن تجنب القيام بأي شيء شخصي أو غير مهني.