يستخدم الناس عادة بديل السكر لتجنب السكر الأبيض في التحلية، نشأنا على حب السكر، والمذاقات الحلوة تحديداً لكننا الآن نقلق من زيادة السعرات الحرارية في أجسامنا، لذلك هل يفرط أطفالك في استخدام السكر وهل بديل السكر مفيد لهم أم لا؟
وحسب صحيفة The New York Times الأمريكية، فقد أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بيان سياسة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لتحديد فوائد هذه المحليات غير المغذية بالنسبة للأطفال، نظراً لأن هناك الكثير من الأنواع منها في الأغذية والمنتجات الأخرى الموجودة في السوق.
إضافة إلى أنه لا توجد بيانات واضحة عما إذا كانت تساعد في التحكم في الوزن، أو كيف تؤثر هذه الأشياء على حاسة التذوق لدى الطفل وهو ينمو.
كان هناك مخاوف حول ما إذا كان هناك بعض المحليات قد تكون مسرطنة، خاصة في الجرعات الكبيرة، لكن الدراسات أظهرت لاحقاً عكس ذلك، لكن المؤكد أنه غير معروف ما إذا كانت هذه المحليات تساعد بالفعل على تخفيض الوزن أم أن الأمر لا يتعدى كونه بروباغندا لهذه المنتجات.
تقول الدكتورة بيكر سميث خبيرة التغذية، إن الآباء دائماً ما يكونون قلقين بشأن التوازن الغذائي السليم من أجل أطفالهم، لكنهم أيضاً يقلقون أكثر بشأن التأكد من ألا يتناول أطفالهم الكثير من السكر، قلقاً من السمنة، والسكري، وارتفاع مستوى الكوليسترول. وعليه فإنهم يلجأون لاستهلاك المحليات غير المغذية.
في العام 2012، أجريت إحدى التجارب على أطفال أعمارهم تتراوح بين 6 إلى 12 عاماً، حيث أعطوا بعض الأطفال مشروبات محلاة بالسكر، وأخرى ببدائل السكر، وظهر أنه زاد وزن الأطفال الذين تناولوا مشروبات البدائل بقدر أقل بعد مرور الوقت مقارنة بمن كانوا يتناولون مشروبات محلاة بالسكر.
وأن الأطفال الذين تناولوا مشروبات محلاة قليلة السعرات، كان لديهم طاقة أكثر من الذين يتناولون مشروبات غير محلاة على الإطلاق.
تشير بعض الدراسات إلى أن بدائل السكر قد تكون مفيدة في بعض الحالات بالنسبة للبالغين، لأنها أفضل على أيه حال من المشروبات المحلاة بالسكر الأبيض، لكنه وعلى جانب آخر ربما يكون الأطفال الذين يتناولون مشروبات الحمية "المحلاة ببدائل السكر" يأكلون أيضاً وجبات خفيفة والوجبات السريعة، أي ربما يكون تناول الكثير من مشروبات الحمية علامة على أسلوب حياة أقل صحية في العموم.
المحصلة أن بدائل السكر ربما تؤثر على الأطفال، وتؤثر على تفضيلات التذوق لديهم، وعلى البكتيريا الموجودة في أمعائهم.
في دراسة أجريت في العام 2017، عن كيفية تطور استقبال الطعم الحلو في أمعاء الأطفال، راجعت الدكتورة سميث الآليات الممكنة التي يمكن أن يؤثر بها التعرض الأول للمحليات غير المغذية على الأطفال فيما بعد، مثل التساؤل إذا كان تناول الكثير من المحليات في بداية العمر يجعل الأطفال يميلون أكثر لتناول غذاء غير صحي، وانتهت المراجعة إلى أننا ما زلنا بحاجة للكثير من البحث.
وتقول سميث إن الأطفال الذين يولدون لأمهات يستهلكن مشروبات حمية كانوا أثقل في عمر عام من هؤلاء الذين تجنبت أمهاتهم المحليات على الإطلاق حتى بعد التحكم في العوامل الأخرى مثل وزن الأم. وقالت إن المحليات غير المغذية تنتقل إلى الأطفال الرضع في لبن الأم، حتى ولو بتركيزات قليلة.
إذا كان الآباء قلقين بشأن وزن الطفل، فإنه من الأفضل استبدال البدائل غير المحلاة مثل المياه، بالمشروبات المحلاة بالسكر، وهذا أفضل من الانتقال من المشروبات المحلاة بالسكر إلى مشروبات الحمية التي تحتوي على محليات غير مغذية. لا بأس بمشروب محلى من حين لآخر لكن يجب أن يكون التركيز على تحسين النظام الغذائي كله".
ويجب أن نعود للتعامل مع الحلويات مثلما كنا منذ زمن طويل، باعتبارها هدية"، بمعنى أن قطعة حلوى واحدة في الأسبوع، وليس في كل وجبة"، وفي هذا السياق يمكنك الحفاظ على السكر الحقيقي في هذه الهدايا، وتجنب كل المشروبات المحلاة.
تظهر هذه المحليات في عدد متزايد من المنتجات بداية من معجون الأسنان وحتى حلوى الإفطار. لذلك إذا كُتب على أحد المنتجات "خال من السكر"، أو "قليل السكر"، فهذا يعني أنه يحتوي على محليات غير مغذية لذلك انتبه للقدر الذي تتناوله.