قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية إن أعداد حوادث الاعتداء على محصول الزيتون الفلسطيني في الضفة الغربية زادت هذا العام بنسبة 50%، مقارنة بعام 2018، حسبما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
فيما يتسم موسم حصاد الزيتون في خريف كل عام بتصاعد العنف ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، ومن مظاهره مزاعم بسرقة الزيتون ومعدات الحصاد.
إذ يتطلب الوصول إلى بعض بساتين الزيتون في الضفة الغربية، وخاصة بالقرب من المستوطنات اليهودية، التنسيق المسبق مع الجيش الإسرائيلي. فيما تخضع قائمة المواقع التي تتطلب مثل هذا التصريح للمراجعة كل عام، ويُعلن حظر ارتياد بعض المواقع مقدماً أو أثناء الحصاد.
أرقام حوادث العنف ضد الفلسطينيين
كما أُبلغ عن 47 حادثة خلال موسم الحصاد لهذا العام -بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني- كان من بينها تسع حوادث عنف ضد الفلسطينيين، و27 حادث سرقة معدات أو زيتون مقطوف قبل أن يحصده أصحاب الأشجار، و11 حالة تضرر لما مجموعه 437 شجرة، حسبما ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. ولا تشمل هذه الأرقام 30 شجرة تعرّضت للتخريب يوم الجمعة الماضي في قرية الساوية.
فيما وقعت معظم هذه الحوادث في محيط نابلس ورام الله، وتشير البيانات إلى زيادة في سرقات الزيتون والاعتداءات عليه مقارنة بالعام الماضي.
قرية ياسوف
يقول خالد عبيّة، رئيس مجلس قروي ياسوف، لصحيفة Haaretz: "كل عام تقع حوادث كثيرة خلال موسم الحصاد، لكن هذا العام تحديداً كان شديد السوء".
في العام الماضي بين شهري سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني، أُبلغ عن 25 حادثاً خلال موسم حصاد الزيتون، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، منها أربع حوادث عنف، وثماني حالات سرقة زيتون أو معدات حصاد، و13 حادث تخريب لأشجار الزيتون. وإجمالاً تعرضت 806 أشجار للتخريب. في عام 2017 أُبلغ عن 23 حادثة، منهما حادثتا عنف و13 حادثة سرقة للزيتون أو معدات الحصاد وثماني حالات تخريب للأشجار. وتضررت في تلك السنة 1,554 شجرة.
رد الشرطة الإسرائيلية
أما عن ردّ الشرطة الإسرائيلية فكان على النحو التالي: "نجهز القوات الأمنية وننشرها على الأرض في جميع الأوقات، ولاسيما خلال موسم الحصاد، لمنع الإخلال بالسلام والحوادث التي تنطوي على المضايقات والجريمة بين مختلف السكان من يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ونفعل كل ذلك بهدف الحفاظ على أمن السكان، وكذلك تمكين السكان الفلسطينيين من جمع المحصول في بساتين الزيتون التي يمتلكونها".
مضيفاً: "نعتبر أي عمل ينطوي على العنف أو التخريب من أي نوع أمراً جللاً، وبالتالي نتعامل مع أي شكوى مقدمة إلى الشرطة عن ارتكاب جريمة بحرص ومهنية، ونحقق فيها بهدف التوصل إلى الحقيقة، وتقديم المتورطين إلى العدالة".
يقول راجح محمود، وهو مزارع من ياسوف، إنه في يوليو/تموز من هذا العام، تضررت 16 شجرة زيتون من الأشجار التي يزرعها ويعود عمرها لمئات السنين. وفي شهر سبتمبر/أيلول، اكتشف أن محصول الزيتون لـ38 شجرة من أشجاره قد سُرق، وتبع ذلك سرقة الزيتون من 47 شجرة أخرى الأسبوع الماضي. وقال: "نحن نمهد الأرض ونخصبها، ونريد الاستفادة منها". ويقدّر محمود أنه فقد 300 كيلوغرام من الزيتون، بسبب السرقة خلال عامين.