قال جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأحد كبار مستشاريه في مقابلة مع صحيفة القدس الفلسطينية الأحد 24 يونيو/حزيران 2018، إنه "مستعد للعمل مع الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس".
وجاءت المقابلة التي نشرت الأحد تحت عنوان "مستعد للعمل مع الرئيس عباس إذا رغب في ذلك وأومن أنه ملتزم بالسلام".
ووجه كوشنر في المقابلة التي نُشرت باللغة العربية رسالة مباشرة للشعب الفلسطيني قال فيها "أنتم تستحقون أن يكون لديكم مستقبل مشرق. الآن هو الوقت الذي يجب على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين تعزيز قيادتيهم.. على الانفتاح تجاه حل وعدم الخوف من المحاولة".
وقالت واشنطن إن لديها خطة سلام لكن عباس رفض الاجتماع مع فريق ترمب بعد أن قرر في ديسمبر/كانون الأول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى هناك.
ستكون جاهزة قريباً
ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وذكر كوشنر الذي أخذ زمام المبادرة بشأن خطة ترمب "لا أريد التحدث عن تفاصيل الصفقة التي نعمل عليها". ولكنه قال إنها ستكون جاهزة "قريباً. نحن على وشك الانتهاء".
وتابع "إذا كان الرئيس عباس مستعداً للعودة إلى الطاولة، فنحن مستعدون للمشاركة في النقاش، وإذا لم يكن كذلك الأمر، فإننا سنقوم بنشر الخطة علانية".
وأضاف "إنني أؤمن بأنه من أجل الوصول إلى اتفاق، سيكسب كلا الطرفين أكثر مما يعطيان وسيشعران بالثقة بأن حياة شعبيهما ستكون أفضل حالاً بعد عقود من الآن بسبب التنازلات التي يقدمانها".
ونشرت المقابلة بعد أن أكد البيت الأبيض أن كوشنر وجيسون جرينبلات مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط اجتمعا السبت في القدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسفير الأميركي ديفيد فريدمان "لمواصلة المناقشات التي بدأت يوم الجمعة".
جاءت زيارة كوشنر وجرينبلات للقدس بعد جولة إقليمية شملت الأردن ومصر وقطر. كما عقدا محادثات في السعودية التي تشارك إسرائيل العداء لإيران.
وقدم البيت الأبيض تفاصيل قليلة عن الخطة التي قوبلت بارتياب واسع النطاق حتى قبل الكشف عنها. ويتشكك معظم المحللين في قدرة كوشنر وجرينبلات وكلاهما لا يمتلك أي خبرة دبلوماسية سابقة على التوصل إلى اتفاق.
وتبرز تصريحات كوشنر للقدس، التي وصفتها بأنها "أول حوار يجريه مع أي صحيفة على الإطلاق" بشأن مبادرة الإدارة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، محاولات إدارة ترمب توصيل رسالة مباشرة إلى الشعب الفلسطيني في الوقت الذي رفض فيه قادتهم الاجتماع مع الفريق الأميركي.
ورداً على سؤال عما قاله الزعماء العرب خلال اجتماعاته معهم قال كوشنر "لقد أوضحوا بأنهم يريدون رؤية دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. إنهم يريدون اتفاقاً يمكن الشعب الفلسطيني أن يعيش بسلام، وأن تتاح له نفس الفرص الاقتصادية التي يتمتع بها مواطنو بلدانهم".
وأردف "يريدون أن يروا صفقة تحترم كرامة الفلسطينيين وتضع حلاً واقعياً للقضايا التي تمت مناقشتها منذ عقود. جميعهم يصرون على أن المسجد الأقصى يجب أن يبقى مفتوحاً لجميع المسلمين الذين يرغبون في الصلاة".
وأكد كوشنر على المنافع الاقتصادية للصفقة وقال "نعتقد أنه بإمكاننا جذب استثمارات كبيرة للغاية في البنية التحتية من القطاعين العام والخاص" لتحسين الاقتصاد الفلسطيني.
قال إن الشعب سيعجب بالخطة
ورداً على سؤال من رئيس تحرير الصحيفة وليد أبو الزلف عن مدى اختلاف خطته عن المبادرات السابقة قال كوشنر "قمنا بالكثير من الاستماع وقضينا وقتنا في التركيز على الشعب ومحاولة تحديد ماذا يريد فعلاً".
ورداً على سؤال عن تصريحات مسؤول فلسطيني كبير بأن الجولة "مضيعة للوقت وسيكون مصيرها الفشل" قال كوشنر "أعتقد أن القيادة الفلسطينية تقول هذه الأمور بسبب تخوفها من أننا سنقوم بنشر خطتنا السلمية وسيعجب بها الشعب الفلسطيني لأنها ستؤدي إلى فرص جديدة له ليحقق حياة أفضل بكثير".
وذكر أنه لا يتواصل بشكل مباشر مع عباس لكن "يعرف الرئيس عباس أننا في المنطقة ولدينا العديد من المعارف المشتركة التي توصل الرسائل".
ووجه كوشنر انتقادات لعباس "يقول الرئيس عباس إنه ملتزم بالسلام وليس لدي أي سبب لعدم تصديقه" لكنه أضاف "مع ذلك، فإنني أشكك في مدى قدرة الرئيس عباس، أو رغبته، أن يميل إلى إنهاء الصفقة. لديه نقاط الحوار التي لم تتغير خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية. لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام في ذلك الوقت".
وبشأن الأوضاع في غزة التي تسيطر عليها حركة المقاومة الإسلامية حماس قال كوشنر "ما يحدث في غزة محزن جداً. بدأت الحالة الإنسانية قبل وقت طويل من وصول الرئيس ترمب إلى السلطة، ولكن يجب علينا أن نحاول إجراء التحسينات. ويظهر مستوى اليأس أسوأ سيناريو لما يحدث عندما تُترك هذه المشاكل دون حل ويُسمح لها بالاستمرار".
ومضى بالقول "إن أهل غزة رهائن لقيادة" لا تستطيع التواصل مع المجتمع الدولي. وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة حماس منظمة إرهابية.
ومن المتوقع أن تقترح الخطة حلولاً تفصيلية لقضايا جوهرية في الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين مثل الحدود ومستقبل المستوطنات الإسرائيلية ومصير اللاجئين الفلسطينيين والأمن.
وقالت إدارة ترامب إنها ستساند حل الدولتين إذا ما وافق الطرفان عليه لكن في المقابلة لم يلتزم كوشنر بحل الدولتين.
ورداً على سؤال عن القضايا "الأساسية التقليدية" وسط تركيز كوشنر "بشدة" على الأمور الاقتصادية قال "إن القضايا الأساسية التقليدية ضرورية ونركز عليها بشكل مكثف مع تقديرنا الكبير للاختلافات التاريخية بين الجانبين".
وتابع "نحن ملتزمون بإيجاد حزمة من الحلول يمكن للطرفين العيش معها. مجرد حل القضايا الأساسية دون خلق مسار لحياة أفضل لن يؤدي إلى حل دائم".