يجب أن يكون الوالدان يقظَين لعلامات مرض السكري لدى الأطفال، ولا بد من تثقيف الطفل المصاب به كي يتقبل الأمر ويتعامل معه على أنه روتين يومي، بل ولا بد من توعية جميع أفراد الأسرة للتعايش مع المرض المزمن واتخاذ تدابير تنقذ حياته وتحمي من مأساة يمكن تفاديها بكل بساطة.
بدايةً، ما هو مرض السكري من النوع الأول؟
لا يستطيع البنكرياس في مرض السكري من النوع الأول إنتاج الإنسولين، وهو الهرمون الذي ينظم كيفية استفادة الجسم من السكر الموجود في الطعام، ومقدار هذا السكر في الدم (الغلوكوز).
وعندما يتوقف البنكرياس عن إنتاج الإنسولين، فإن نسبة السكر في الدم تزيد (ويسمى ذلك فرط سكر الدم)، في حين أن زيادة الإنسولين يمكن أن تسبب انخفاض السكر (ويُطلق على ذلك نقص السكر في الدم).
يوضح الدكتور جوليو ماسيت، الطبيب في مختبرات Cinfa: "من الممكن أن تكون الحالتان خطيرتين، لذلك من الضروري أن يتمكن الطفل وعائلته ومقدمو الرعاية -من خلال الاتصال الوثيق بالطبيب- من التعامل بشكل صحيح مع استخدام الإنسولين والتحقق من أن مستويات السكر في الدم طبيعية.
يعود السبب إلى ضرورة الحصول على الإنسولين بصورة غير طبيعية، إذ إن مرض السكري من النوع الأول يسمى السكّري المعتمد على الإنسولين، ولكن يمكن أن يتمتع المريض بنوعية حياة جيدة بالرغم من هذه الحالة".
كيفية اكتشاف مرض السكري لدى الأطفال
يجب أن يكون الوالدان يقظَين لعلامات مرض السكري لدى الأطفال، خاصة بين سن الخامسة والعاشرة وأثناء مرحلة البلوغ، عندما يكون المرض عادة أكثر شيوعاً بين الأطفال.
يقول خبير Cinfa لموقع ABC الإسباني: "إذا لاحظنا أن الطفل يتبول كثيراً، أو يبلل السرير ليلاً، أو إذا كان يشرب كثيراً ويشعر بالعطش الشديد، وإذا رأينا أنه يفقد وزناً كبيراً خلال فترة تتراوح من 6 إلى 8 أسابيع حتى لو كان يشعر بالجوع طوال الوقت ويأكل أكثر من المعتاد، يجب أن ننتبه وأن نستشير الطبيب فوراً".
في العصر الحالي، صرنا قادرين على التحكم الجيد في مرض السكري بفضل التقدم العلمي الذي أحرزناه فيما يتعلق بالسيطرة على الغلوكوز وإدارة الإنسولين.
وتحقيقاً لهذه الغاية، يجب أن تؤخذ ثلاثة محاور في الحسبان: علاج يعتمد على تناول الإنسولين يومياً، عن طريق الحقن أو المضخات؛ والغذاء والرياضة؛ والتثقيف الصحيح حول مرض السكري لجميع أفراد الأسرة.
يوضح الدكتور ماسيت: "إدارة الإنسولين الملائمة لكل حالة على حدة، تسمح للطفل المصاب بمرض السكري بأن يعيش حياة طبيعية؛ حتى يتمتع بنوعية حياة جيدة لا تحتاج إلا إلى تنظيم بعض الجوانب الأساسية، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة البدنية. ومن المهم أيضاً تثقيف الطفل والمحيطين به إزاء سمات مرضه وتعليمه ضبط النفس في حياته اليومية".
10 نصائح لأسرة الطفل المصاب بالسكري
1. تطبيع المرض وتوعية الطفل بِشأنه
يجب على كل من الأسرة والأصدقاء والمعلمين التعرف على التوجيه الدوائي والعاطفي المتعلق بمرض السكري.
ومن الضروري أيضاً زيادة وعي الطفل والتعامل مع الأمر على أنه حالة طبيعية من أجل التكيف والتعايش مع مرضه.
2. اتّباع النظام الغذائي الموصوف وتجنب السكريات
يجب الحد قدر الإمكان من السكريات البسيطة التي يتناولها أطفالنا، والتي تمتصها الأمعاء وتسبب زيادات سريعة في نسبة السكر في الدم، مثل السكر المكرر أو العصير أو العسل أو الحلويات.
يمكن استهلاك الكربوهيدرات المعقدة أو ذات الامتصاص البطيء -مثل البطاطس والخبز والبقوليات والمعكرونة والأرز وما إلى ذلك- ولكن يجب أن يحدث ذلك دائماً مع مراعاة إحصاء الكمية التي يتناولها الطفل في كل وجبة لإجراء عملية حساب الإنسولين اللازمة.
3. الحفاظ على نظام غذائي متوازن وفي أوقات منتظمة
يجب أن يكون استهلاك الدهون معتدلاً في المنزل والمدرسة لتجنب زيادة الوزن وتقليل نشاط الإنسولين.
من ناحية أخرى، ينصح بشدة بتناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفاكهة ذات القشر والخضراوات الطازجة أو المطبوخة، لأن الألياف تبطئ مرور الغلوكوز في الدم.
ومع ذلك، فإن احتياجاتهم من الفيتامينات والمعادن تكون مثل احتياجات أي طفل، وكذلك البروتينات الموجودة في اللحوم والأسماك والبيض والجبن أو الحليب (قليل الدسم)، فيجب أن تكون في نظامهم الغذائي.
إضافة إلى ذلك، ينبغي أن يتناول الطفل خمس وجبات يومية في أوقات منتظمة وتسجيل ذلك.
4. مراقبة وزن الطفل
يجب الحفاظ على الوزن الطبيعي وفقاً لعمر الطفل وسماته البدنية.
5. ممارسة التمارين الرياضية، وخاصة الأيروبكس
يمكن للأطفال المصابين بمرض السكري ممارسة الرياضة مثل أي طفل آخر، مع مراقبة نسبة السكر في الدم وإجراء التعديلات اللازمة على الإنسولين.
إذ يأتي انخفاض السكر في الدم، وتحسين حساسية الإنسولين، والسيطرة على الوزن من بين فوائد الرياضة.
يوصَى بممارسة التمارين الأيروبكس (الهوائية) مثل الجري أو السباحة أو اللعب، بدلاً من التمرينات الأخرى مثل رفع الأثقال أو العدْو السريع.
6. السيطرة على مستويات الغلوكوز الدم
يحتاج الأطفال المصابون بداء السكري إلى إجراء فحص ذاتي للغلوكوز عدة مرات في اليوم لتقديم معلومات حول مستوى الغلوكوز في الدم، مما يسمح باستقلاليتهم وسيطرتهم الذاتية على المرض.
هذا الإجراء بسيط للغاية، إذ يمكن تنفيذه بمقياس الغلوكوز عن طريق استخراج قطرة دم من أطراف الأصابع.
يجب أن يكون ذلك في أوقات معينة (قبل وبعد تناول الطعام، وفي وقت النوم، وقبل التمرين البدني، أو عندما يُشتبه في حدوث تغيُّر مفاجئ في نسبة الغلوكوز في الدم).
حالما يستقر العلاج ويلتزم الطفل بالعادات الموصى بها، ينخفض تواتر قياس الغلوكوز في اليوم.
7. علمه استخدام حقن الإنسولين بنفسه
يجب على جميع الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 1 استخدام حقن الإنسولين بأنفسهم، وفقاً للإرشادات التي أشار إليها الطبيب في أي وقت.
يوجد نوعان من الإنسولين، وهما الإنسولين سريع المفعول والإنسولين بطيء المفعول. إذ يتحدان لمحاولة إبقاء مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية، مع مراعاة الوجبات والتمارين البدنية وفترات النوم.
لذا يجب تعليم الأطفال إعطاء أنفسهم الحقن اللازمة، تحت إشراف الوالدين. ويستخدم عادة قلم الإنسولين سهل الاستخدام وغير المؤلم تقريباً.
8. أن يتعلم الطفل كيف يتجاوب مع نقص وارتفاع السكر في الدم
إذا تُرك نقص السكر في الدم دون علاج، فقد يؤدي ذلك إلى أزمة تتجلى في الشحوب والنعاس والارتعاش والجوع أو حتى فقدان الوعي.
وفي هذه الحالات، من الضروري للغاية رفع مستويات الغلوكوز بسرعة، وإعطاء الطفل بعض الأطعمة السكرية: مثل السكر، أو الصودا، أو عصير الفاكهة أو بعض الكوكيز.
ثم تركه يرتاح مع مراقبة نسبة الغلوكوز في الدم بصورة أكثر تواتراً.
أما في حالة ارتفاع مستوى السكر في الدم، فنحن نتحدث عن فرط سكر الدم، وقد يصاب الطفل بالتعب، وآلام الأمعاء، والرغبة في التبول، ورائحة النفس الكريهة والعطش.
ولكن قد تحدث الحالة أيضاً بدون أعراض.
9. الثقة بالطبيب.
في مرض السكري الذي يتطلب مراقبة مستمرة، من الضروري إقامة علاقة وثيقة مع الطبيب المختص الذي يتابع حالة الطفل.
عليك أن تذهب إليه للتشاور مع أي أسئلة أو مخاوف تنشأ حول العلاج أو التعامل مع الحالة.
10. زيارة طبيب العيون بانتظام
يمكن أن يتأثر النظر بمرض السكري؛ لذا يجب فحص حالة شبكية العين سنوياً من خلال اختبارات وفحوصات قاع العين.
بهذه الطريقة، يمكن الكشف عن اعتلال الشبكية السكري في وقت مبكر.