تَعُجُّ القاعات الشاسعة داخل "الظهران إكسبو"، في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في المملكة العربية السعودية، بالحماس الشبابي؛ إذ قال زيد (28 عاماً)، رائد الأعمال المُنتظر، لـوكالة Bloomberg الأمريكية، إنَّه يرغب في تأسيس شركةٍ لصناعة ألواح الرمال من أجل أن يستطيع السياح التزحلق على الكثبان الرملية. وتُوقِف الطالبات الجامعيات الزُوار ليعرضوا عليهم مشاريع فئة الابتكار. إذ شرحت شهد سنبل، بإنجليزيةٍ بارعة، كيف يسمح الكرسي العائم لذوي الاحتياجات الخاصة باستخدام حمامات السباحة. وبجانبها، وقفت مجموعةٌ من خمسة أفراد سعياً للحصول على تمويلٍ من أجل غلاف بطاقة ائتمانٍ مُؤمَّنةٍ ببصمات الأصابع.
وربما تكون الأسواق المالية مهووسة بالعرض العام الأولي لشركة أرامكو، عملاق النفط الوطني السعودي، التي سيبدأ بيع أسهمها في الـ17 من نوفمبر/تشرين الثاني حين تفتح البلاد أبوابها أمام المُستثمرين والعالم الخارجي في حدثٍ يُحتمل أن يكسر الأرقام القياسية. لكن جوهر التحوُّل الاقتصادي الحقيقي يكمُن في تحرير الشعب من التزمُّت الديني الوهابي، الذي كان من شأنه أن يحولَ دون إقامة معارض مثل "الظهران إكسبو"؛ إذ قالت شوق العمري (22 عاماً)، إحدى الطالبات: "الفارق واضحٌ للغاية خلال عامين. أستطيع أخيراً أن أكون على طبيعتي".
أين اختفى الوهَّابيون؟
تقول وكالة بلومبيرغ: بالنسبة لأيّ شخصٍ يُتابع المملكة عن قُرب؛ فإنَّ ما يحدث تحت رعاية ولي العهد محمد بن سلمان يُعَدُّ بمثابة "ثورة". فطوال عقود، كانت البلاد تعتنق مذهب الإمام محمد عبدالوهاب، رجل الدين الذي عاش في القرن الـ18 وتمتَّع أحفاده بحرية التصرُّف في المجتمع والتعليم والنظام القضائي بفضل تحالفه مع آل سعود.
ولكن في عام 2017، قال ولي العهد إنَّ التحوُّل إلى "الإسلام المُحافظ" هو خطوةٌ أساسية ضمن خطته لتحديث البلاد، وتعهَّد بـ "تدمير" بقايا التشدُّد "اليوم وعلى الفور". ولولا ذلك؛ لكان حدث الظهران مُقسَّماً حسب الجنس، مع وجود مُطوّعي الشرطة الدينية مرهوبة الجانب بين المعارض لضمان أن تكون عباءات النساء سوداء وفضفاضة، والتأكُّد من عدم اختلاط الرجال والنساء.
ولكن "المُطوَّعين" لا يظهرون اليوم على الساحة. ويظهر بدلٌ منهم جيلٌ شاب من السعوديين المُنغمسين في التكنولوجيا، الذين تُحرِّك بعضهم مشاعر "الهوية الوطنية" بدلاً من "الهوية الدينية الوهابية". وقالت مشاعل الباعود، في الثلاثينيات من عمرها: "الهوية السعودية هي ما تُمثِّلنا، وليس الوهابية". وكانت مشاعل تقف خلف معروضات من جلد التماسيح على شكل خريطة المملكة، وأغطية الهواتف المحمولة التي تحمل صورة ولي العهد أو الشعار الوطني (السيفين والنخلة). وأضافت: "لقد اختفوا. وها نحن نُظهر هويتنا الحقيقية في غيابهم".
هوية جديدة لكنها مغلّفة بدماء الحرب في اليمن
تقول بلومبيرغ: لا شكَّ أنَّ البلاد لا تُشبه الديمقراطيات الغربية مُطلقاً؛ إذ إنَّ هوية السعودية الجديدة مُغلَّفةٌ بدماء الحرب في اليمن، وتداعيات القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي، وكبح جماح حرية التعبير – وكلها أمورٌ واضحةٌ بنفس جلاء التغييرات الإيجابية التي أدخلها الحاكم الاستبدادي الفعلي للمملكة.
واتَّهمت الولايات المتحدة اثنين من موظفي شركة Twitter ومواطناً سعودياً بالمساعدة في التجسُّس على المُعارضين الشهر الجاري. وربما ينصب تركيز الحكومة الآن على ما يستطيع السعوديون فعله، بدلاً من الأمور التي لا يستطيعون فعلها؛ إذ إنَّ "الهرطقة" في هذه الأيام صارت هي الخروج ضد الدولة، وليس المسجد.
تناقض واضح
لكن التناقض الواضح مع المملكة القديمة "المكبوتة" لا يزال دراماتيكياً. وازدهرت الأعمال التجارية للاستفادة مادياً من حالة التساهل الجديدة؛ بدءاً من مسارح السينما والأنشطة الحية في منتزه الملك عبدالله بالرياض، ووصولاً إلى مقاهي الشيشة في الطوابق العلوية بجدة. لدرجة أنَّ الأقاويل تتردَّد بين السعوديين حول رفع الحظر عن المشروبات الكحولية، على الأرجح قبل استضافة البلاد لقمة مجموعة العشرين العام المقبل.
وتعتمد الخطوة التالية على ما إذا كان الاقتصاد قادراً على أن يخطو خطواتٍ كافية لتلبية تطلعات بلدٍ ثلاثة أرباع سُكَّانه، ومن بينهم ولي العهد نفسه، دون سن الـ35. ورغم حماستهم للتحرُّر الجديد، لكن غالبية الشباب السعودي لديهم تخوُّفٌ واحد: أين ذهب الوهَّابيون؟ وما هي فرص عودتهم من جديد؟
وتتمثَّل الخطورة على أكبر مُصدِّرٍ للنفط الخام على مستوى العالم في رد فعلٍ عنيف بقيادة رجال الدين وأتباعهم، الذين كانوا يُسيطرون في وقتٍ من الأوقات على الوزارات والمؤسسات الحكومية والمساجد والمدارس؛ إذ قال الأمير عبدالله بن خالد آل سعود (37 عاماً)، مدير إدارة البحوث في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، إنَّ "توجيه المُتشدِّدين المُحافظين إلى تحت الأرض هو تكلفة إدارة الأعمال".
ماذا لو عاد الوهابيون؟
وتابع الأمير: "هذه ثورة. والبلاد تمُرُّ بمنعطفٍ حساس في تاريخها". وأردف أنَّ السماح للمُتشدِّدين الدينيين بالعودة إلى مجالاتهم القديمة "يُمكن أن يخلق نوعاً من الاقتتال الداخلي وعدم الاستقرار، ولا أحد يرغب في حدوث ذلك. لذا فهناك حجةٌ صحيحة للحفاظ على غطاءٍ مُشدَّد على المُجتمع خلال هذه الفترة الانتقالية حتى نصل إلى بر الأمان".
إذ جاء حصار الحرم المكي عام 1979 في أعقاب فترة انفتاح، وكان يُمثِّل إحدى نقاط التحوُّل في التاريخ السعودي بواسطة رجال الدين الذين سعوا إلى تحويل البلاد لمسارٍ أكثر تحفُّظاً. وكانت المملكة آنذاك غارقةً في أموال النفط، وكانت النساء يرتدين الخمار القصير بدلاً من العباءة الكاملة، وكان التلفزيون السعودي الرسمي يبُثُّ الحفلات الغنائية. وفي أعقاب الحصار، والثورة الإسلامية في إيران في نفس العام؛ اعتنقت الحكومة المذهب الوهابي بتشدُّدٍ أكبر. ولا شكَّ أنَّ التعاليم الوهابية ساعدت في تشكيل فكر أسامة بن لادن والـ15 سعودياً من أصل 19 شخصاً اختطفوا الطائرات خلال هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول الإرهابية، بحسب مسؤولين أمريكيين وسعوديين آنذاك.
تقول بلومبيرغ إن في الوضع الحالي، تسود مخاوف حيال كيفية سعي المُحافظين إلى "الانتقام"؛ إذ قال أكاديمي سعودي، طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية القضية: "السؤال الكبير الذي يدور في خُلدي دائماً هو: أين رد الفعل؟ ولماذا يسود الصمت حتى الآن؟ هل سيكون هناك أيّ رد فعلٍ تجاه الأمر؟ فكلما حدث تغييرٌ جذري؛ تُحاول القوى الأخرى المقاومة قدر المستطاع بناءً على الفرص التي تمتلكها. ولكن ليست لديهم الكثير من الفُرص الآن للمقاومة علناً".
ولا يمنحهم الأمير محمد فرصة؛ إذ طرح رؤية 2030 للتغيير قبل ثلاث سنوات. ويهدف البرنامج إلى دفع الاقتصاد نحو القرن الـ21، بإدخال النساء إلى قوة العمل وتدشين صناعاتٍ كانت محظورة، مثل صناعتي الترفيه والسياحة. وتعتمد الخطة أيضاً على تجهيز الشباب السعودي أكاديمياً داخل بلادٍ كان التعليم فيها يدور بنسبةٍ كبير حول الدين.
نمو حذِر للاقتصاد "المتنوع"
تحتاج السعودية إلى انطلاقةٍ سريعة. وبدأ الاقتصاد الآن يُظهِر مؤشرات على التنويع، بعد أن كان مُعتمداً بالكامل تقريباً على صادرات الطاقة، إذ نما الاقتصاد غير النفطي بنسبة 2.9% خلال الربع الأخير -وهو أسرع مُعدَّل نمو خلال السنوات الأربع الأخيرة، بحسب زياد داود، كبير اقتصاديي الشرق الأوسط لدى وكالة Bloomberg.
ولكن المملكة لا تزال شديدة البُعد عن المكان الذي تتطلَّع إليه، ولا يزال اقتصادها مُعتمداً بشكلٍ رئيسي على إنفاق الحكومة لأموال النفط؛ إذ حذَّر صندوق النقد الدولي في سبتمبر/أيلول من أنَّ السعودية بحاجةٍ إلى سياسةٍ مالية أكثر صرامة، من أجل حماية ميزانيتها في حال انخفاض أسعار النفط. وشدَّد صندوق النقد الدولي أيضاً على ضرورة التنويع من أجل خلق فرص العمل، وتخفيف آثار عدم اليقين حيال أسواق النفط.
وقال عيد الشمري، الرئيس التنفيذي لبنك إثراء كابيتال الاستثماري، من مكتبه في وسط الرياض: "إذا كُنتُ مستشاراً لولي العهد؛ فسوف أنصحه بخلق فرص عملٍ مستدامة وحقيقية للناس من خلال الاستثمارات المحلية في القطاعين الصناعي والخدمي على المدى القريب، والتركيز على منظومةٍ تعليمية جيدة على المدى المتوسط-البعيد. ولن تحدث أيّ ردود فعلٍ طالما ظل اقتصادنا قوياً. وكافة العوامل الأخرى، الاجتماعية والدينية، هي مُجرَّد أعذارٍ وليست أسباباً للمشكلة".
هل تخلَّى جميع السعوديين عن هويتهم التقليدية؟
لكن هذا لا يعني أنَّ الجميع تخلَّوا عن هويتهم الدينية التقليدية؛ إذ لا تزال السعودية ملوَّنة بالأبيض والأسود فقط، لوني الثوب والعباءة. وهذا يشمل جدة، المدينة التي لطالما اشتهرت بكونها أكثر حرية بدرجةٍ طفيفة، حيث تجد النساء أكثر ميلاً لارتداء النقاب الأسود الكامل مع أزواجهن وعائلاتهن أثناء التنزه على الكورنيش وقت الغروب.
وفي أوساط الشباب، هناك قلةٌ تُعارض صراحةً التغييرات، لشعورهم بالقلق حيال التحوُّل السريع في المملكة؛ إذ قال زيد، الرجل الذي يبحث عن تمويلٍ لمشروع ألواح الرمال، إنَّ المملكة العربية السعودية لا تزال "تخطو خطواتها الأولى" (يقصد في التغيير). وبوصفه من أبناء مدينة الدمام الشرقية، فقد قضى سبع سنواتٍ يدرس في الولايات المتحدة، ليتخرَّج بشهادةٍ في الهندسة الكيميائية قبل أن يعود إلى أرض الوطن عام 2017. وأردف: "لقد تخفَّف المُجتمع بأسره من القيود. والتخفُّف هو أمرٌ جيد، ولكنَّنا لا نُريد المبالغة في الأمر؛ إذ يجب أن نُحافظ على ثقافتنا".
وتُعَدُّ هذه النوعية من الآراء "هامشيةً" في الوقت الحالي، ومُجرَّد انطباعاتٍ عفوية تضيع في غمرة الاندفاع الضخم والواضح تجاه الثروات الجديدة؛ إذ أضافت الفنادق في العاصمة ضريبةً بنسبة 5% على أسعارها خلال فترة "موسم الرياض"، وهو عبارةٌ عن مهرجان شهرين من المعارض الكبرى والحفلات الغنائية والمعارض الفنية.
وعُلِّقت إعلانات المهرجان على طائرات الخطوط الجوية الوطنية السعودية، ويُدعى زوار البلاد إلى حضور المهرجان فور وصولهم عبر رسالةٍ نصية. لكن سمعة الهرجان تلطَّخت في الـ11 من نوفمبر/تشرين الثاني حين تعرَّض ثلاثة فنانين للطعن، رغم عدم وضوح دوافع المُهاجم. وتُقام الحفلات الموسيقية في العلا، موطن الآثار النبطية القديمة التي لم يسمع عنها الكثيرون من قبل.
أغاني الروك والجاز بدلاً من الأناشيد الدينية
وبدلاً من الصمت الورع الذي كانت تفرضه الشرطة الدينية، تُوجد الآن أغاني الروك والجاز وموسيقى البوب. وصارت هناك الآن سياسة الباب المفتوح التي تُرحِّب بالسُيَّاح وتمُدُّ يداً خجولةً للشيعة وتتباهى بالآثار القديمة وتسعى إلى جني المال من كل ما كان مدفوناً ومحظوراً؛ بدلاً من الفتاوى المُناهضة لصداقة الأجانب، واجتناب الأقلية الشيعية بوصفهم مُهرطقين، ودفن الآثار.
وصارت هناك مشاهدٌ لم تُرَ من قبل في الشوارع: نساءٌ بوجوهٍ مُغطّاة، وعباءات مُكوَّمة فوق كراسي الدراجات، وتظهر أقدامهن المكسوّة بالجينز. في حين يحتسي الأزواج الكوكتيلات غير الكحولية داخل الحانات. وأدَّت ماريا كاري، وفرقة BTS الكورية الجنوبية، وأشهر المُطربين العرب الأغاني أمام الجمهور السعودي الذي كان يصرخ ويتمايل على أنغام الموسيقى. وتذكَّرت ريم بن محفوظ (37 عاماً)، ربة المنزل السعودية، كيف كانت الأجواء داخل منتزه الملك عبدالله وهي تجلس فوق سجادةٍ للتنزه مع صديقاتها وعائلتها: "قبل عامٍ واحد، كانت هذه النافورة تتراقص على أنغام الأناشيد الدينية".
وداخل حانة Venue 12 في جدة، تسير الأمور على ما يُرام في عطلة نهاية الأسبوع، حيث يشرب الناس العصير وينفثون دخان الشيشة. وتعيش الأعمال التجارية حالة انتعاش، لكن مُدير المكان يقول إنَّه يُحقق 80% فقط مما يتمناه. وقالت ابتهاج الزهراني (18 عاماً) وهي ترشف من موخيتو التوت، وشعرها الأسود مشدودٌ إلى الخلف على شكل ذيل حصان: "كُنا نتوقَّع حدوث تغييرات، لأنَّ الاقتصاد لا يستطيع النهوض بدونها".
كيف يتفاعل الشيعة مع التغيير الجديد؟
بحسب بلومبيرغ، يبدو تغيُّر المزاج واضحاً في القطيف، بالمنطقة الشرقية؛ إذ تخلو نقطة التفتيش الموجودة على مدخل المدينة الشيعية إجمالاً من رجال الشرطة. وهدأت المناوشات المتكررة التي اندلعت في المدينة في أعقاب الربيع العربي عام 2011. وتركز لغة الحوار بين الشيعة الآن حول الاقتصاد وتحدّي العثور على وظائف، بدلاً من الهجمات التي كانت شبه متواصلةٍ ضدهم بواسطة رجال الدين المتشددين.
تقول إحدى النساء الشيعيات: "هذه هي النسخة الذهبية من المملكة العربية السعودية. وأحياناً أسأل نفسي: هل هذا هو نفس البلد الذي كنت أعيش فيه؟".
في الخمسين من عمرها، تشعر نورا القحطاني أخيراً بالقوة والتحرر بوصفها فنانةً سعودية. وكانت عيناها تلمعان وهي تُشير إلى لوحةٍ في الكشك الذي كان بمثابة معرضها الخاص لمدة أسبوع، وذلك أثناء حديثها قرب منتصف الليل في اليوم الختامي لمعرضٍ فني حاشد في الرياض.
وقالت إنّ الأمير محمد اشترى عملها الفني، الذي يعرض امرأةً بعنقٍ طويل وأكتافٍ عارية وفستانٍ أخضر رمادي، مُقابل 20 ألف ريال (5,300 دولار أمريكي). وحقيقة أنه اشترى لوحةً تنتهك تعاليم الوهابية، المُناهضة لتجسيد جسم الإنسان، هي بمثابة مصادقةٍ جاءت بعد طول انتظارٍ لنورا. إذ كافحت الفنانة لسنواتٍ ضد وصمة رسم البورتريه في جامعتها ومدرستها. لدرجة أنّ الطلاب المحافظين كانوا يطلبون منها "قطع" الرؤوس برسم خط أحمر على الرقاب.
وأضافت نورا، التي كانت ترتدي عباءةً سوداء ونقاباً لا يكشف سوى عينيها: "العقلية الدينية الوهابية قتلت طموحنا. لست خائفةً أن يأخذ أحدٌ ذلك منِّي. ففي غضون فترةٍ قصيرة، نجح محمد بن سلمان في أن يُشعِرنا وكأنّنا وُلِدنا من جديد وسط مُجتمعٍ مُنفتح". ولكنّها تشعر بالحزن بسبب "السنوات التي ضاعت هباءً. كان يُمكن أن أصير مشهورةً في العشرينيات من عمري. هذا ليس عدلاً على الإطلاق".