قرأت تغريدة يملأها الألم والحزن لأحدهم تقول: "واحدة من أسوأ اختراعات البشرية في كل العصور هي فترة التوقف الدولي"
ربما هذا الشخص مدمن للعبة الفانتازي وكان يبلي بلاء حسناً وأتت فترة التوقف وبالاً عليه، لأن نجومه ربما قد لا يكونون في نفس الفورة عند عودتهم من الواجب الوطني، وربما يخشى على نجومه أن يصابوا رفقة منتخباتهم كما جرت العادة، وقد يكون شخصاً مهووساً بفريقه ويتابعه في حله وترحاله وتمارينه ومبارياته.
بغض النظر عن أسباب الحنق الواضحة التي أظهرتها تغريدة هذا الشخص، إلا أن فترة التوقف الدولي بالنسبة لعموم مشجعي ومتابعي دوريات كرة القدم خاصة الأوروبية منها هي فترة مملة وعصيبة. فالأيام تمضي ببطء غريب، حتى نصير قادرين على ملاحظتها وحسابها على عكس الأيام التي تدور فيها عجلة الدوريات، حيث مواعيد مباريات ثابتة في بداية الأسبوع ومباريات متفرقة في منتصف الأسبوع، مما يجعلنا لا نشعر بمرور الأيام بمثل ما نشعر به في هذه الأيام.
ولكن ليس كل شيء بهذا السوء، توقفت الدوريات الأوروبية، وبالتالي أصبحت مجبراً على عيش فترة فراغ تقارب الأسبوعين. وإذا نظرت للجانب المشرق فأنت أمام فرصة رائعة لممارسة وتأدية وإنجاز العديد من الأعمال والهوايات والنشاطات التي لم تجد لها مساحة من الوقت لتأديتها وأنت كل وقتك أمام شاشة التلفاز. لتتابع مباريات فريقك المفضل وتنتظر هزيمة خصومك الآخرين في مبارياتهم.
وإليكم الوصفة السحرية للقضاء على ملل هذه الأيام:
الجانب المشرق لكرة القدم.. القراءة عنها
"أردتم زلاتان، أعطيتكم إياه، على الرحب والسعة، القصة تستمر، الآن عودوا لمشاهدة البيسبول" تصريح مستفز وينم عن غرور قائله بكل تأكيد، وهذا هو ديدنه منذ عرفناه على ملاعب كرة القدم رفقة أندية عريقة وفي دوريات كبرى حاصداً للألقاب.
ولكن هل استغربت من استفزازية هذا التصريح؟ فترة التوقف الدولي تعطيك الفرصة الكبرى للتعرف عن قرب على هذا اللاعب ولماذا دائماً يخرج بمثل هذه التصريحات المستفزة من خلال قراءة كتاب سيرة حياته "أنا زلاتان" الذي يخبرك لماذا هذا اللاعب دائماً يكون بهذه العدائية وهل نشأته في قريته الصغيرة لها علاقة بما هو الآن.
زلاتان ليس الوحيد بالتأكيد، وإذا كنت "دودة قراءة" فالفرصة مواتية لديك لالتهام الكثير من الكُتب والسير الذاتية والتي أرشح لك منها: "كرة القدم بين الظل والشمس" و "حروب كرة القدم" و "كرة القدم، الحياة على الطريقة البرازيلية" و "أنا أفكر إذاً أنا ألعب" وفي طريقك لختام فترة التوقف الدولي لا تنسَ أيضاً أهم الكُتب التكتيكية في القرن العشرين: "الهرم المقلوب".
الجانب الممتع في كرة القدم.. الأفلام التي تتحدث عنها
حان الوقت للتنقيب في مواقع الأفلام للبحث والتي تتحدث عن كرة القدم، والتي كثيراً ما أجلت مشاهدتها للضغط الذي كنت عليه في متابعة المباريات طوال الأسبوع وتحليلاتها وكواليسها. أفلام رائعة بعضها واقعي ووثائقي وبعضها ترفيهي فيها لمحات من إضافات مخرجي هوليوود، ولكنها كلها تتفق في إضافة بعض السحر والتشويق عن الساحرة المستديرة. وإذا لم تجد هذه الأفلام في جوف كمبيوترك فإليك الخبر السعيد: يوتيوب مليء بهذه الأفلام ما عليك سوى كتابة "أفلام تتحدث عن كرة القدم" ولك الخيار في اختيار ما تريد مشاهدته. شخصياً أُرشح لك: Goal! The Dream Begins
فرصة لتصفية حسابك على مواقع التواصل
إذا كنت تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أساسي للبقاء على اطلاع بكل ما يتعلق بكرة القدم، فأنت بالتأكيد متابع ومشترك ومنضم للعديد من الصفحات والمجموعات والحسابات التي تتحدث عن هذه اللعبة، فهل لاحظت غياب بعض أخبار هذه الحسابات عن حائطك؟ لا تقلق في الغالب ليس بسبب أنهم حذفوك، بل – ربما – بسبب الزحام الذي يحفل به حائطك من منشورات الآخرين غير ذي الفائدة بينما أنت تفوت الفائدة من باقي هذه الحسابات.
إذاً لماذا لا تتخذ هذه الوقفة الإجبارية للدوريات التي تتابعها وتعتبرها فرصة لتنظيف وترتيب حائطك على مواقع التواصل الاجتماعي وحذف الحسابات المزعجة، وتلك التي لا تقدم لك الإفادة وتترك فقط الحسابات التي تضيف لك قيمة وتجعلك مطلعاً بكل ما هو جديد في عالم المستديرة.
أخرج مكتشف المواهب الذي بداخلك
إذا شعرت بالملل فتذكر أن هنالك كرة قدم محلية تُلعب بالقرب منك، لذلك حاول الخروج ومشاهدة هذه المباريات وإذا سمعت عن مباريات محلية لكرة القدم تُلعب خلال هذه الفترة فاذهب لمشاهدتها وستطرد عنك حالتي الملل والاكتئاب اللتين ستشعر بهما بغياب مشاهدة فريقك الأوروبي خلال بداية الأسبوع ومنتصفه، وأثناء مشاهدتك هذه المباريات المحلية لا تنسَ أن تُخرج مواهبك في التنبؤ بمستقبل هذا اللاعب أو مدى براعة ذلك اللاعب وستجد نفسك مدرباً أو مكتشف مواهب لا يشق له غُبار.
في النهاية.. الأمر يتعلق بكرة القدم
اتفاقنا على ملل وكآبة فترة التوقف الدولي لا ينسينا أيضا أن هنالك بعض مباريات المنتخبات التي تستحق المشاهدة، فهناك كرة قدم على التلفزيون، ونعم، إنها ليست كرة قدم للأندية، ولكنها كرة قدم في النهاية، فبالإضافة إلى مباريات منتخبك الوطني هنالك العديد من المباريات التي تستحق المشاهدة مثل مباريات نصف النهائي في كأس العالم تحت 17 سنة وبعض مباريات تصفيات قارة إفريقيا لكأس أمم إفريقيا 2021 كما لا ننسَ تصفيات أمم أوروبا 2020 التي يمكنك اختيار مباريات منتخبك المفضل لمشاهدته ماذا هو فاعل مع منتخبه الوطني بعيداً عن ناديه.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.